تقارير

وقائع من المؤتمر الصحفي لنائب رئيس حزب المؤتمر الوطني قبل الصمت الانتخابي

“غندور” يكشف ملامح المرحلة القادمة ويؤكد استمرار الحوار مع الأمريكان ويضحك على صورة حذائه في (الواتساب)
الخرطوم – طلال إسماعيل
عند الساعة الحادية عشر من صباح يوم أمس (الجمعة)، خلت شوارع الخرطوم من المارة، انتشرت بعض دوريات شرطة المرور في الطرق الرئيسية وعند المداخل تراقب الحركة الخجولة للسيارات، وباتت العاصمة تترقب الصمت الانتخابي ليزيدها هدوءاً بعد أن تبارت في  السباق فرق سياسية لا تكاد شهرتها تبلغ دورها في عملية تنافسية تكاد محسومة النتيجة. وداخل المركز العام للشهيد “الزبير محمد صالح”  انتظر الإعلاميون قدوم نائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم غندور”الذي جاء  في موعده المضروب تماماً من دون تأخير، قبل أن يقول أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني “ياسر يوسف”، إن المؤتمر الصحفي الأخير لحزبه سيكون بعد إعلان نتائج الانتخابات بالفوز الكبير للمؤتمر الوطني والأحزاب الوطنية المشاركة في الانتخابات، قبل أن يقدم نائب رئيس الحزب “إبراهيم غندور” الذي أشاد بالحضور الإعلامي في يوم (الجمعة) – الراحة الأسبوعية للعاملين والموظفين – لكنه  نبه إلى أن السياسة لا تعرف الراحة  والعمل الصحفي كذلك. وأشار”غندور” إلى أن التنافس الانتخابي كبيرفي الولايات وبلغت عدد الدوائر  الجغرافية الملتهبة على حسب تعبيره (19) دائرة جغرافية للفوز بمقاعد  المجلس الوطني. وأضاف: (هذا يؤكد التنافس الكبير في هذه الانتخابات التي يشارك فيها (44) حزباً سياسياً وهي مشاركة غير مسبوقة في تاريخ السودان). وأبدى “غندور” رضاه عن الحملة الانتخابية للمؤتمر الوطني .
استمرار الحكومة إلى حين أداء القسم
قال “غندور” إن الحكومة الحالية ستستمر في أداء مهامها، لحين أداء الرئيس المنتخب لرئاسة الجمهورية اليمين الدستورية لكي لا يحدث فراغ دستوري.
وأضاف: (إنه ليس هناك سبب لإعفائها، ونتطلع أن يفوز حزبنا في الانتخابات، وسنعمل على تشكيل حكومة وطنية ذات قاعدة عريضة بمشاركة كل الأحزاب المؤهلة، وأن الحديث عن الحكومة سيكون بعد الانتخابات وحسب وضعية الحزب .
وزاد:  (نقول للذين كانوا يتطلعون إلى حدوث فراغ دستوري خاب ظنهم وعلى كل عليهم الحضور والمنافسة في الانتخابات)، مؤكداً أن الحزب يتطلع أيضاً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، داعياً الشعب السوداني لممارسة حقه الدستوري وإرسال رسالة قوية لكل أعداء السودان .
وحول إطلاق سراح المعارضين “فاروق أبو عيسى” رئيس هيئة قوى الإجماع المعارضة و”أمين مكي” رئيس ما يسمى بكونفدرالية منظمات المجتمع المدني، قال “غندور”: (هذه رسالة بأن الانتخابات ستجري في اطمئنان).
وأشار “غندور”إلى أن الاتصالات مع الأحزاب لم تنقطع إلا لمن أراد إغلاق باب الحوار، مبيناً أن الوطني يجري اتصالات مع “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي لتحقيق الوفاق الوطني ولم الشمل .
وأعرب “غندور”عن رضائه للترتيبات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية المختلفة لإجراء الانتخابات، معبراً عن أسفه لقرار الاتحاد الأوربي بعدم دعمه للعملية الانتخابية. وزاد قائلاً: (هذا القرار أعلمنا به سفير الاتحاد الأوربي قبل (7) أشهر، مشيداً بمشاركة الاتحاد الأفريقي وقال: (هذا فخر لنا رغم الجهود المبذولة لإثناء الاتحاد لعدم المشاركة)، لافتاً إلى مشاركة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في العملية الانتخابية التي ستنطلق (الاثنين) المقبل .
وقال إن الحزب تنازل عن الترشح في حوالي (30%) من الدوائر لتوسيع المشاركة وزيادة التنافس، مضيفاً أن تلك الدوائر شهدت تنافساً حاداً بين الأحزاب .
الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية
وقال “غندور”: (إن الفترة القادمة ستشهد استمرار الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى غاياته، ولمسنا جدية من الجانب الأمريكي في الحوار). وأعرب عن تطلعه في علاقات طبيعية مع “واشنطن” وكل الدول المحبة للسلام.
ونوه إلى أن علاقات السودان الخارجية شهدت طفرة كبيرة، مؤكداً الاستمرار في نهج تعزيز العلاقات على مبدأ الاحترام وعدم التدخل في شؤون الغير.
لا وجود لصفقة سياسية لمنح “الحسن الميرغني” منصباً
ونفى “غندور” ما تردد بشأن وجود اتفاق مع الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، على منح “الحسن الميرغني” نجل رئيس الحزب منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية .
وأكد حرص والتزام المؤتمر الوطني بإنفاذ إصلاح الدولة والقيام بممارسة سياسية راشدة والاستمرار في مسيرة البناء والتنمية ومكافحة الفقر، وتحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج بالقطاعات الزراعية والتصنيع الزراعي والتنمية البشرية والخدمات والتعليم والصحة وتمكين هياكل الحكم الاتحادي، بجانب تحقيق السلام والمحافظة على الوحدة ودعم القوات المسلحة حتى تكون قوة رادعة تحمي السلام .
وأشار “غندور” إلى حرص الحزب على الحوار الوطني، لافتاً إلى انه سيبدأ عقب الانتخابات،مجدداً الدعوة للمقاطعين والمترددين للمشاركة في الحوار، مؤكداً مشاركة (107) من الأحزاب والحركات في العملية السياسية، مشيراً إلى أن الحزب لم يعقد أي صفقات، مؤكداً حرصهم على إدارة عملية انتخابية شفافة وحرة ونزيهة، واصفاً تنافسهم مع الأحزاب بأنه شريف، وإن لم يخلُ من الاحتكاكات في حدود العنف القانوني المسموح به .
وقال “غندور”: (نحن ملتزمون بالمؤتمر التحضيري وفقاً لما تم الاتفاق عليه، وكذلك باتفاق الدوحة حول سلام دارفور).
وتطرق “غندور” في المؤتمر الصحفي إلى الترتيبات والاستعدادات التي اتخذها المؤتمر الوطني للانتخابات، موضحاً أنها بدأت منذ فبراير من العام الماضي. وقال إن البرنامج الذي وضع للعملية الانتخابية تم تطبيقه بالكامل وفق مؤسسية متكاملة رأسياً وأفقياً وفي تناغم كامل، ونفذ كل برامجه وفقاً للتقويم الذي وضع في فبراير 2014، لافتاً إلى أن رئيس الحزب خاطب (18) لقاءً جماهيرياً بولايات السودان بجانب لقاءاته مع العديد من القطاعات المختلفة، معبراً عن شكره وتقديره لهيئة دعم وترشيح “البشير” لرئاسة الجمهورية برئاسة المشير “سوار الذهب”، مؤكداً أن السودان لم يشهد أي تنافس انتخابي بهذا الحجم والذي يشارك فيه (44) حزباً سياسياً.
وقال إن المشاركة في الانتخابات تعد هي الطريق للمشاركة في الحكومة بحسب قرار المكتب القيادي للحزب، وأن أوزان الأحزاب هي التي ستحدد حجم المشاركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية