بكل الوضوح
عامر باشاب
ليس بالصوت وحده يحيا الفنان!!
{ المبدعون الحقيقيون أهل النغم والطرب الأصيل منذ عصر الحقيبة وعهد “الكاشف” وعميد الفن “أحمد المصطفى” والذري “إبراهيم عوض” والقدير “عثمان حسين” وإلى زماننا هذا، توجوا ملوكاً وأمراء على عرش قلوب الجماهير، لأنهم تمسكوا بالقيم السودانية الأصيلة ومبادئ الذوق وأصول الأدب وفن التعامل مع الآخرين والاختلاف معهم دون تطاول أو عجرفة مثل تلك التي نراها اليوم من أنصاف الموهوبين الذين لعب الحظ معهم وجرفت بهم سيول الفوضى التي ضربت أرض الفن من جميع الاتجاهات ليرسوا بـ(خبوبهم) على شواطئ ليست من حقهم ولا يملكون القدرة على السباحة فوق مياهها.
{ هؤلاء الذين تسللوا إلى الوسط الإبداعي في غفلة من الزمان ووجدوا أنفسهم فجأة تحت الأضواء، فظنوا أنهم قد صاروا نجوماً ساطعة وأصبحوا عمالقة مع أنهم ما زالوا قصار القامة حتى بين أبناء جيلهم.
{ هؤلاء الأدعياء ظلوا في الآونة الأخيرة وبدون حياء يملأون الدنيا صراخاً وعويلاً بتصريحاتهم الجوفاء ويسارعون باتهام الصحافة الفنية بأنها تستهدفهم ويقذفون أقلامها بجميع العبارات والصفات غير اللائقة.
{ أي صحفي نزيه يؤمن بقيم وأخلاقيات المهنة ويكتب بموضوعية ويملك القدرة على انتقاد أي فعل ويكشف الحقائق من أجل الإصلاح والتقويم.. لم يسلم من “طولة لسان” أشباه وأشباح الفنانين وكل ذلك عقاباً لهم على الجرأة والتجاسر على نقدهم وفضحهم وكشف عيوبهم.
{ للأسف الشديد بعض الفنانين الشباب ورغم نموهم الفني الناقص نراهم كثيراً ما يتطاولون على الصحافة الفنية وعلى أدائها ويمطرونها بوابل من الشتائم، وهؤلاء صور لهم غرورهم الزائف أنهم قد اشتروا الأقلام وامتلكوا الصحف وفرضوا عليها وصايتهم، ويريدون أن يملوا على الصحفيين ما يحبون أن يُنشر عنهم ويحذفون ما لا يرغبون فيه.
{ لا ننكر أن هناك بعض الذين يحسبون على الصحافة ويسيئون إلى المهنة، لكن هناك أيضاً مسخاً مشوهاً من أشباه الفنانين الذين أساءوا أكثر للفن ولرسالته، وذلك أولاً بانعدام الموهبة والأهلية الإبداعية عندهم.. ثانياً بهبوط ما يقدمون من أعمال.. وثالثاً لعدم وعيهم وهبوطهم الأخلاقي.. ورابعاً لغرورهم وتعاليهم وتطاولهم على أساتذتهم من عمالقة الفن المبدعين الحقيقيين قبل أن يتطاولوا على الصحافة والصحفيين.
{ ولهؤلاء نقول.. إذا كنتم تظنون أن هجومكم المتواصل على الصحافة والصحفيين سيرفع من أسهمكم، فلتعلموا أولاً أن ظهوركم في الصحف لا يعدو المجاملة والمساندة التي يقدمها لكم أصدقاؤكم، فأنتم في الأصل غير مؤهلين للإطلالة عبر أي منبر إعلامي أياً كان إلا عن طريق العلاقات العامة والخاصة.
} وضوح أخير
{ عليكم أن تتعلموا من الموهوبين من (نجوم الغد) احترام الصحافة، وتقدير الصحفيين الذين ساهموا في صنع شهرتكم وتقديمكم للجمهور وأدركوا أيضاً أبجديات فن التعامل مع الآخرين.
{ في آخر جلسة جمعتني بالكبير والقدير “صلاح بن البادية” وكان برفقتي الزميل “عبد الباقي خالد عبيد” أكد لنا “ود البادية” أن عميد الفن السوداني الراحل “أحمد المصطفى” كان يقدر الإعلام ويحترم الصحفيين كما كان يحرص على أن يتعلم الفنانون (مطربين وموسيقيين) النظام والانضباط وفن التعامل مع الآخرين، وكان دائماً يقول: (ليس بالصوت وحده يحيا الفنان)..!!