تحية واحترماً
“طه سليمان” و “نانسي عجاج” وآخرون.. الواهمون بلا غناء !!
واحدة من أهم مشاكل فن الغناء في السودان أن الكثير من جيل الفنانين والفنانات الشباب يعانون من جهل مفرط، معه لا يستطيعون التمييز بين “توفيق الحكيم” و “توفيق الدقن”.. أو “نجيب محفوظ” و “نجيب الريحاني” !! كما أن بعضهم لا يعرف الفرق بين “علي عثمان” و”مصطفى عثمان”، فيكتفون باسم “عثمان” ويسقطون كل التاريخ السياسي والصفات والمناصب والمحطات !
قبل وفاته، كان الراحل الكبير أستاذ الصحافة السودانية “حسن ساتي” مهتماً جداً في غربته بعاصمة الضباب “لندن”، بصوت فنانة شابة، وكان مجتهداً خلال زياراته للخرطوم أيام تأسيس صحيفة (آخر لحظة) في العام 2006 – تحياتنا لرئيس تحريرها الحالي الخلوق الأستاذ ” عبد العظيم صالح” – كان “حسن ساتي” مهموماً بدعم تلك (الموهبة) بالأفكار والأشعار والترويج، لكنه فوجئ على حلاوة صوتها وسحره بتواضعها الثقافي، فإذا به يحدثني بحسرة ذات نهار، وبطريقته المميزة: (تعرف يا هندي.. الزولة دي طلعت جاهلة.. ما عارفة أي حاجة !!).
بالأمس.. وعلى صفحات جريدتنا (المجهر) فاجأني المطرب الشاب “طه سليمان” بحديث يكشف عن جهل (متفرعن)، وخواء متسع لا تسد فراغاته (كتاحة) رياح الخماسين.. ومن عجب أن هذه أيامها.. أيام الكتاحة و(سفاية) أمثال “طه سليمان” !!
قال الشاب الذي أضاف لمكتبة الغناء السودانية (روائع خالدات) ستظل الأجيال ترددها، مثلما ظل هو وأقرانه يرددون حتى حفلة (أمبارح) أغاني “سرور” و”كرومة” و”الأمين برهان” وكلام “سيد عبد العزيز” و”أبو صلاح” و”عبد الرحمن الريح” من عشرينيات وثلاثينيات القرن المنصرم!!.. أضاف “طه ضرس” أو كما يحب أن يناديه الأستاذ الكبير “السر قدور”، للمكتبة السودانية أعمالاً خالدة من شاكلة (أنا في نومي بتقلب.. حرامي القلوب تلب).. و(تجي ولا نجي.. في مطار أبو ظبي) و(جناي البريدو..) !! فانظروا ماذا فعل (السلطان) بفن السودان الذي كان سلاطينه وباشاواته من وزن العميد “أحمد المصطفى” و”عثمان حسين” وقبلهما المعجزة “إبراهيم الكاشف” وبعدهم “وردي” و “كابلي” والباشكاتب “ود اللمين” الذي ما يزال يغني ويعطي، و”حمد الريح” و “ابن البادية”، “محمد ميرغني” و “عركي” و”شرحبيل” الذي سطا على أغنياته ملك الغناء في مصر “محمد منير” !!
أين “طه سليمان” مهما تطاول وتوهم من مقطع واحد في أغنية للكاشف، أو (كوبليه) للباشكاتب؟!
قال “طه” إن بعض الصحفيين يتلقون مالاً مقابل ما يكتبون، ونحن لا نقول هنا إنه وصفهم بمرتشين، ولكن فليكن.. في كل الدنيا هناك (بعض) من وزراء.. وساسة.. وفنانين وصحفيين.. وضباط ومعلمين (يقبضون).. ما المشكلة إذن؟! في كل مكان وزمان هناك صالح وطالح. هناك مثل المجتهد الرائع “حسين الصادق” الذي يغني (زي النخلة قامة..) ومثل “طه” الذي يغني للحفلات والبنات (قنبلة..) !!
وهل الصحفيون الذين (يقبضون) هم السبب في ترديدك لهذا الغناء الهابط الركيك.. لزوم العدادات والانحطاط بالذوق السليم؟!
وقد وصل الغرور بالفنان (الضرس) أن يقول إنه استغنى عن (الموبايل) نهائياً واكتفى بمن حوله!! والغريب أن “كاظم الساهر” لم يستغن بعد عن الموبايل!!
قال “طه” عندما سأله الزميل “محمد قندول” عن فكرة سابقة راودته عن تأسيس صحيفة: (الجريدة هينة.. وين الصحفيين الصادقين؟!).
ويا سبحان الله.. صار “طه سليمان” بتاع ( قنبلة.. حلاة الزول في الطول والعلا..).. يقيم الصحفيين وكمان عاوز يطلع جريدة من قروش الحفلات !!
وغير توهم “طه”، هناك توهم مشابه في بعض رفيقاته من الجنس الآخر ابتداء من الهائمة في دنياواتها “نانسي عجاج”، وإلى تلك التي ما قامت من (قعر واطة) الحفلات المدعوة “مكارم”!! وتتحرك “نانسي عجاج” بين “دبي” و”الخرطوم” وأمريكا وتتوهم أنها “إليسا” وأن برنامجها مزدحم بالحفلات، مع أننا لا نعرف لها حفلة غير يتيمة رأس السنة وتذكرون ماذا حدث من كارثة في حفلها مع الراحل “وردي”، والزميل “ود الشريف” في (ألوان) بحكي ليكم.. ويومها تساءل: (من هي “نانسي عجاج” التي أتت متأخرة.. فتسببت في انفراط عقد الأمن وظل جمهور “وردي” يصرخ فيها: أنزلي.. أنزلي ؟!)!!
باختصار.. وبمتابعتي اللصيقة للوسط الثقافي والفني.. كل الزحمة دي.. ممكن تطلِّع منها “حسين الصادق” من الشباب.. و”فاطمة عمر” من البنات.. ومتميز ثالث أحبه اسمه “الصادق شلقامي”.. والباقي حلاوة قطن !!
اعتذر يا “طه” للصحفيين.. وترجل عن عرش الوهم.. أنت و.. و.. و”نانسي” التي تنكرت لكل الذين وقفوا إلى جانبها في السودان من ” طارق الأمين” صاحب رائعتها الوحيدة (بلداً هيلي أنا) وإلى صديقي النبيل “طارق شريف” !!
عودوا إلى رشدكم قبل أن تذهبوا مع الريح، وتصبحوا قطعة في متحف النسيان!!