فتنة الانتخابات؟؟
{ اختارت الحركة المتمردة (الجبهة الثورية) حزمة (تكتيكات) لإفشال الانتخابات البرلمانية والرئاسية في منطقتي جنوب كردفان ودارفور .. في الأولى أعلنها “عبد العزيز الحلو” بنبرة تحدٍ علني لا انتخابات في جنوب كردفان وأخذ يهدد علناً ببندقيته لإجهاضها.. من خلال الهجمات على المناطق الضعيفة!! والتمرد ملة واحدة ومناهج متعددة.. في كردفان اختار المواجهة العلنية ولكن في دارفور ينفذ التمرد مخططاً ماكراً قذراً جداً يدق مسامير الفتنة القبلية في جسد الإقليم الجريح.. واللعب على التناقضات الاثنية والأطماع السياسية ببذر فتنة الخلافات بين القبائل وإشعال الحروب.. وللتمرد ذيول وأتباع.. ومشجعون ومخبرون في المدن بعضهم يتدثر بثياب المؤتمر الوطني.. وآخرون بعباءات الحركات الموقعة على اتفاقيات السلام، وفئة ثالثة تدعي الحرص على النظام والدفاع عنه.. وهي لا تحرص إلا على مصالحها وجيوبها الكبيرة.. حتى لو كان ذلك على حساب جثث القتلى في الصراع العقيم؟؟ في الأسبوع الماضي نثر التمرد بذور الفتنة بين الزيادية والبرتي.. أكثر القبائل الدارفورية حكمة وكياسة وفطنة.. والمؤامرة على شمال دارفور بعد فشل العمليات العسكرية وضعف التمرد وتصدعه هي الفتن القبلية والعشائرية .. زرع التمرد الفتنة بين “عثمان كبر” و”موسى هلال”.. وبذر في أرض البني حسين والرزيقات قصة الذهب وجبل عامر.. ليسقط الآلاف من القتلى وتضطرب المنطقة وتخرج عن سيطرة الدولة الضعيفة أصلاً في دارفور.
{ منذ أسبوعين والفتنة تطل برأسها بين الزيادية والبرتي ويتولى بعض الانتهازيين من عضوية المؤتمر الوطني حمل الحطب وسكب الوقود على نيران الخلافات المصنوعة، من أجل إغراق شمال دارفور في بحور من الدماء قد تخرج إليهم بين الدم والعظم سلطة يمتطونها لإشباع رغباتهم ونفوسهم الضعيفة.. إشباع التمرد ومن شايعهم أن الزيادية يمارسون التطهير العرقي ويستهدفون البرتي.. وفي ذات الوقت ذهبوا إلى أن للوالي “عثمان كبر” مليشيات من قبيلته.. تقتل وتجرح وتنهب وتمرح.. كيف لوالٍ أن تكون له مليشيات؟؟ وهل يصدق عاقل أن “عثمان كبر” الذي حكم دارفور أكثر من أي والٍ آخر يحفر لنفسه قبراً بيده، ويتورط في رعاية وتكوين مليشيات من قبيلته، والبرتي أنفسهم من المجموعات السكانية التي لها قبول بالآخر.. حتى نظارتهم تسمى نظارة شرق دارفور تعبيراً عن أنها عبارة عن تكوين يضم مجموعات قبلية عديدة .. ولم يتورط البرتي في أي نزاع قبلي منذ سنوات طويلة.. ولكنهم اليوم يجدون أنفسهم في فتنة صنعها شياطين السياسة.. أما الزيادية فإنهم مجموعة عربية لم تتورط مطلقاً في حروبات دارفور وعرف قادتها بالنظرة الثاقبة.. والحكمة والدهاء.. ولكن مكر التمرد.. وشيطان السياسة يستثمر اليوم في فتنة الكومة ومليط.
وفي ذات الوقت يسعى التمرد لإعادة دوي المدافع وحصد الأرواح وإشعال حريق الرزيقات والمعاليا.. والقمر والفلاتة.. والمسيرية والسلامات.. وإعادة حريق دارفور في موسم الانتخابات حتى ينصرف الناس عن صناديق الانتخابات لقتل بعضهم البعض… ويحصد التمرد ومن يقف معه حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في جسد الإقليم الجريح.
{ لم يشقَ مسؤول في الحكومة الاتحادية بصراعات دارفور وفتنها التي لا تنقضي مثل شقاء “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية الذي ما عاد من رحلة إطفاء حريق وإلا ركب الصعاب لمنطقة أخرى في صمت وحزن.. وشعور بالأسى .. وقد سعى “حسبو” لدرء فتنة الزيادية والبرتي من خلال تكوين لجنة تحقيق رفيعة المستوى عن أسباب النزاع بطلب من اللواء “عثمان كبر” الذي تكاثرت عليه النصال والسيوف حتى غدا حزيناً على خصومه من الداخل والخارج، وهم يزرعون الخناجر في خصر القبائل ليموت المئات والآلاف وهم يقهقهون ويعبثون بأرواح الناس.