مستشفى القضارف يعاني من نقص الإمكانات وتردي البيئة الداخلية
مع فقدان الدعم الولائي وشح الاتحادي
القضارف – سليمان مختار
يشهد مستشفى القضارف تدهوراً مريعاً في بيئته الداخلية وأول ما يلفت المريض وهو داخل إلى أحد عنابرمستشفى حوادث القضارف الروائح (الكريهة) التي تنبعث من ثنايا جنبات العنابربسبب تراكم الأوساخ، الشئ الذي يبعث اليأس في نفوس الزائرين قبل المرضى وسيقضي الزائر لحظات كئيبة تجعله يفكر أكثر من مرة بأن تلك الحجرات ليست المكان المناسب للشفاء بل للموت في رحمة الله إذا قدر له ذلك، بيد أن المرء ينتهي تفكيره بمرورالوقت إلى افتراض بأن هذه الفوضى بالمكان ربما تكون استجابة لإلهام محدود من العناية الإلهية عجزت وخابت إدارة المستشفى فى معالجته رغم أن كل الحقائق والوقائع قد ﻻ تنبئ بأن هذا المكان مشفى غير أنين وأوجاع المرضى من فرط سخونة الجو داخل العنابر.
انعدام المعدات الطبية
في داخل عنبر الطوارئ المخصص لاستقبال جرحى الحوادث المرورية تجد عدداً من الترابيز والكراسي البالية ذات الطراز القديم يجلس عليها ثلاثة أطباء عموميين لم يهتموا كثيراً بالأوضاع بعد قناعاتهم بعدم وجود اتجاه لتغييرالواقع .
وقالت مصادرطبية عليمة بالمستشفى لـ(المجهر) فضلت حجب هويتها إن جهازتعقيم الشاش معطل منذ أكثر من ثلاثة شهور، بجانب نقص في عدد( الكوتشات) التي تستخدم في الجراح توجد خمسة فقط بالمستشفى قديمة يتم تعقيمها بواسطة ملح الطعام، إلى جانب انعدام المقصات وحاملة الشرايين التي تستخدم في خياط الجروح. ولفتت المصادر إلى أن المعدات التي تستخدم في غرفة العمليات منتهية الصلاحية وحذرت ذات المصادر من مغبة استخدام المعدات بسبب أنها ستسبب مضاراً صحية متمثلة في نقل الأمراض المعدية. وأوضحت المصادر أنها طالبت بضرورة توفير معدات جديدة ولكن إدارة المستشفى ﻻتحرك ساكناً وتتعلل بعدم توفرالسيولة خاصة بعد توقف الدعم المقدم من وزارة المالية ولاية القضارف للمستشفى في عهد الوزير الحالي واعتماد المستشفى على الدعم الشحيح الذي تقدمه وزارة المالية اﻻتحادية للعلاج والطوارئ المجاني، وانتقدت المصادر الإهمال الواضح والمتعمد لمستشفى الحوادث من قبل وزارة الصحة بالوﻻية الأمر الذي أدى إلى تردي بيئة العمل بالمستشفى. وتساءلت المصادر من وزير الصحة بالوﻻية تفقد المستشفى بصورة دورية للوقوف على أوجه القصور، ولفتت المصادر إلى أن مستشفى الحوادث يستقبل جميع الحوادث المرورية التي تحدث بالطريق القومي القضارق الخرطوم كسلا، فضلاً عن الحوادث التي تقع في محليات الوﻻية ولكن المستشفى يفتقر لأبسط الخدمات الطبيبة والعلاجية، وأضافت المصادر أنه تزامن استقبال المستشفى لثلاثة حوادث في الأسبوع الماضي حدثت في وقت واحد، وكشفت بجلاء ضعف هشاشة الخدمات حيث كانت حالة الجرحى يرثى لها، راقدين في الأرض داخل العنابر ومرافقوهم قاموا بشراء كافة احتياجاتهم الطبية من الشاش والحقن على الرغم من وجود قانون يلزم المستشفيات بعلاج حالة الطوارئ مجاناً. وناشدت المصادر الجهات المختصة بالوﻻية بضرورة اﻻهتمام بالمستشفى وصيانته باعتباره المستشفى الوحيد ﻻستقبال حوادث الطريق بالوﻻية بدﻻً من ترحيل الحاﻻت إلى الخرطوم وودمدني بسبب عدم توفرأطباء العظام بالوﻻية.
تردي الأوضاع وانهيار البنيات التحتية
وفي السياق كشفت جولة (المجهر) داخل المستشفى عن تصدعات داخل المعمل الخاص بالحوادث، بجانب انعدام الزجاج بعدد من النوافذ وانهيار دورات المياه داخل المستشفى. وشكا المرضى ومرافقوهم بالمستشفى من غياب عمال النظافة داخل العنابر، وكشفوا عن انتشاركثيف لأسراب البعوض داخل العنابروالمحيط الخارجي بسب انفجارمنهوﻻت الصرف الصحي إلى جانب انتشاربقايا حشائش الخريف وتكدس الأوساخ والقاذورات وأكياس النايلون التي تؤكد الغياب التام لعمليات النظافة بالمستشفى.