رأي

عز الكلام

أم وضاح

.. يا “طه” أسمع كلام الببكيك!!

{ لم أتردد لحظة واحدة في تلبية دعوة الأخ الفنان “طه سليمان” والتي وجهها لي عبر الهاتف بل وأصرَّ على إرسال الدعوات لي محدداً المكان والزمان رغم أنه وذات الواحدة ظهراً كنت مرتبطة مسبقاً بموعد عمل مهم، لكني حرصت على التواجد لأنني أعلم أن “طه سليمان” فنان طموح و(حافظ للوحه) ويحسب كل خطوة يخطوها، وبالتالي فإن دعوتنا لحضور تدشين (فيديو كليب) جديد بعنوان (بعيد عنكي) ستكون دعوة لنشهد الجديد المثير الخطر، وارتفع سقف التوقعات عندي وأنا أشهد الحشد الكبير من الصحفيين والملحنين وحتى الفنانين، وارتفع أكثر بعد أن أكد “طه” في كلمته أن هذا الكليب يحمل معاني وقيماً أهمها أن السودانيين هم جسد واحد ونبض واحد (وأنه جعل من اللهجة الكردفانية وإيقاع المردوم الجسر الذي نلتقي عليه جميعاً ومن تحته تمر كل المياه)، أو هكذا فهمت من مجمل حديثه. لكن بصراحة ما قاله “طه” شيء وما شاهدته واستمعت له شيء آخر، إذ أن الكليب كان عبارة عن أغنية مصورة وليس كليباً به سيناريو أو وحدة موضوع، والفكرة بأكملها قائمة على مجموعة من الشباب يرقصون بطريقة (الهيب هوب) زائداً لقطة لفرقة كردفانية أو دارفورية ترقص على إيقاع المردوم، فبحثت عن السودان الذي حدثنا عنه “طه” ولم أجده بدلالة أن التركيز على راقصي  وراقصات الهيب هوب أنفسهم أفقدنا التركيز مع الأغنية نفسها كلمات ولحن وأداء. ولعلي قد استغربت ومخرج العمل يقحم (الموسيقى الربع) راقصاً كقائد لفرقة راقصين وكأنه يريد أن يقول رضيتم أم أبيتم فإن (الربع) أصبح واقعاً مفروضاً وليس مرفوضاً، وهي فلسفة غريبة لإثبات قيم على الفن محاربتها وليس تأصيلها وتثبيت قواعدها!! ولعلي قد اندهشت أكثر والمقام كان مؤتمراً صحفياً لتفنيد ومناقشة العمل أن ركز بعضهم على الإطراء على “طه سليمان” بأنه فنان، فنان وهي حقيقة لا نقبل المغالطة فيها لكن المقام ليس مقام مجاملة بلا معنى بقدر ما أنها تشريح للعمل الذي دعانا “طه” لمشاهدته، لأنه لو أراد التصفيق فقط لأطلقه على قناته على اليوتيوب وحصد (لا يكات) معجبيه لكن الشاب أراد أن يسمع الآراء الناقدة والمحللة لتكون زاده في التجارب القادمة. بالمناسبة كل الفنانين الكبار في الوطن العربي يبحثون عن المخرجين أصحاب الرؤى الفنية الواضحة والبصمة التي يضعونها في أعمالهم وهكذا تفعل “أصالة” وهي تسند كليباتها لـ”طارق العريان” أو “أحلام” و”نانسي” و”إليسا” اللائي يتركن أنفسهن لقيادة اسم كـ”سعيد الماروق” فما الذي جعل “طه” بكل اسمه وطموحه أن يضع تجربته الثالثة في يد مخرج مغمور فشل حتى في أن يضع بصمة أو فكرة على العمل، والفنان نفسه ظهر في نهاية الكليب يرفع أكتافه وكأنه ما فاهم حاجة، وهو الشعور الذي تسرب إلي طوال الثلاث دقائق عمر الكليب .. في كل الأحوال إن كان هذا الكليب هو الأول لـ”طه” لشددنا على يده لأن له أجر المحاولة، لكن أن يكون الثالث بعد تجربتين سابقتين ناجحتين بهذا المستوى، فلن تطاوعني يداي على التصفيق لفنان تعودنا منه الجديد المبهر.
بالمناسبة وخلال المؤتمر الصحفي ومن دون استئذان تحدث بعض أعضاء الفرق الراقصة وهو ما لم نتعوده في مؤتمرات عمالقة الفن العربي، حيث لا يظهر من أفراد المجموعة المشاركة في الكليب إلا الفنان والمخرج. والغريبة أنهم تحدثوا بنبرة متعالية فيها كثير من الازدراء رغم أن ما قاموا به من رقص بالنسبة لي كان (مشاتر) وما عنده علاقة بالإيقاع!! فيا “طه” ضع (بعيد عنكي) بعيداً عن حساباتك واعتبره غلطة بعشرة أمثالها لأنها غلطة الشاطر!!
{ كلمة عزيزة
السيد وزير المالية أكد في تصريحاته الأخيرة أن الدولار سينخفض بصورة كبيرة في السوق الموازي، وهي تعبيرات وتفسيرات لا يتوقف عندها المواطن كثيراً الذي يعني عنده انخفاض الدولار انخفاض الأسعار وارتفاع دخل الفرد، لكن الحديث عن الدولار بهذه الصيغة يظل مجرد تنظير لا أثر له على أرض الواقع، فيا سيدي وزير المالية معظم الغبش لا يعرفون لغة السوق الموازي فرجاءً حدثهم بلغة سوق الخضار.
{ كلمة أعز
السيد رئيس البرلمان السابق ومنذ انتهاء الدورة البرلمانية قبل ثلاثة شهور لا يصل مطار الخرطوم إلا ويغادره إلى دولة أخرى، فلماذا السفريات المكثفة؟؟ لشنو؟؟ وأي الملفات يحملها؟؟ وبصفته شنو؟؟ أقول ليك حاجة وعلى حساب منو؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية