رأي

مسألة مستعجلة

ممنوع التأشيرة على الجوازات السودانية!!

نجل الدين ادم

قبل يومين أو ثلاثة نشرت السفارة المصرية بالخرطوم تعميماً صحفياً، ذكرتنا فيه بأنه سيتم وقف منح تأشيرات دخول السودانيين إلى أراضي جمهورية مصر العربية على جوازات السفر السودانية غير المقروءة آلياً اعتباراً من 24 مايو القادم.. وهذا يعني أن الجوازات الخضراء القديمة ستكون غير صالحة. وبرغم أن هذا التنبيه جاء من السفارة المصرية إلا أنه من الضروري أن ندرك ونعي أن حظر الجوازات الخضراء غير الإلكترونية سيكون شاملاً لكل الدول حسب تعليمات منظمة الطيران المدني الدولية، التي عممت على كل سلطات الطيران المدني في العالم، بأن التاريخ أعلاه سيكون آخر موعد للتعامل مع الجواز القديم، وأن السفارات لن تقدم على منح أي شخص سواء أكان سودانياً أم غيره تأشيرة على جواز سفره القديم وأنه لا عذر لمن أنذر.
 السودانيون، وكعادتهم في التعامل مع المناسبات والأعياد، يُرجئون كل أعمال الصيانة والنظافة والترتيب والشراء إلى يوم (الوقفة)، حيث تتكدس معظم الأسر في ساعات محددة في الأسواق للتسوق وشراء مطلوباتهم للعيد.. أخشى ما أخشى أن ينطبق هذا الأمر على استخراج الجوازات القديمة، ويتوجه الجميع مع اقتراب مهلة انتهاء الجواز القديم ليصطفوا في مكاتب السجل المدني طالبين استخراج جواز جديد! سيكون موظفو الجوازات وقتها أمام تحدٍ كبير لتلبيه طلبات كل صاحب حاجة أو مسافر في تلك اللحظة، خاصة إذا علموا أن من بين هؤلاء المتكدسين مرضى يتأهبون للسفر بغرض العلاج أو غيرهم ممن يتطلب وضعهم أن تكون جوازاتهم جاهزة. وفي المقابل أتوقع أن يتعامل المغتربون من السودانيين بالخارج بذات الصورة، فينسون أو يتناسون فترة السماح هذه ليتكدسوا جميعاً في لحظة واحدة لاستخراج جواز جديد! ويدخلوا في دوامة (تحانيس) وحالة شد وجذب مع موظفي الجوازات بغية الظفر بجواز جديد للعودة إلى الخرطوم أو التوجه لزيارة دولة مجاورة أو غيرها.
أعتقد أن تنفيذ هذه القرارات الدولية يتطلب قدراً كبيراً من الاهتمام من قبل الحكومة بوصفها الوصي على مصالح مواطنيها وحقوق رعاياها بالخارج، وأن تتولى زمام المبادرة في حث المواطن على هذه الأمور واستعجال الإجراءات الهجرية وإكمالها حسبما نصت قرارات منظمة الطيران الدولية، وعلى إدارة الجوازات استشعار هذا الأمر والدخول في حالة طوارئ حتى لا يضار مواطن من القرار جراء إهمال أو لا مبالاة.
والمسألة المهمة والمستعجلة في كل ذلك أخوتي وأخواتي، يجب أن لا تنسينا المشغوليات مثل هذه الأمور المهمة التي تعبر عن السلوك الحضاري لكل منا.. علينا أن نهزم مبدأ التعامل الذي يقول خلوها لـ(بكرة)، ونجعله اليوم قبل الغد، وقتها سيكتب شعبنا في قائمة الدول المتحضرة، لأن التحضر يقاس بالسلوك وإدراك قيمة الأشياء وليس بالنهضة العمرانية أو (الأُبهة). 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية