شهادتي لله

" مريم الصادق ".. مزيداً من التروي !!

أعيب دائماً على الأخت الدكتورة “مريم الصادق المهدي” تسرعها في اتخاذ المواقف، وتعجلها غير المناسب مع منصب نائب رئيس حزب كبير وقومي في إطلاق التصريحات والمشاركة بالكتابة في مواقع صحف إلكترونية فاقدة للرصانة والموضوعية، و(قروبات) عديدة بشبكة (الواتس آب) ما يخفف من وزن وقيمة الموقع القيادي الرفيع الذي تتسنمه حالياً !
وصلتني عبر (الواتس) – أمس فقط – إفادة نشرتها “مريم” بالإنترنت مدعومة بصورة عن مبنى السفارة السودانية في العاصمة الألمانية “برلين”، وفيها تتحدث عن فخامة مقر السفارة، والسيارات من طراز “مرسيدس” و “بي إم دبليو” التي يمتطيها الطاقم العامل هناك، وعن الفيلات باهظة الإيجار التي يقطنها الطاقم المكون من (11) شخصاً .. !!
وقالت “مريم” إن المبنى مستأجر بـ(23) ألف يورو بينما سفارات أخرى تدفع من (5)  إلى (7) آلاف يورو لا أكثر !!
والحقيقة أن “مريم” لم تتبين، ولم تراجع معلوماتها من مصدر (محايد) واكتفت ــ كما قالت ــ بما مرره لها أحد أعضاء حزب الأمة في ألمانيا !!
والحقيقة التي رأيتها (بأم عيني) ولم يحكها لي أحد، أن (كل) طاقم سفارتنا في برلين – باستثناء السفير – يقيمون في (شقق) غير فاخرة، وليست فيلات كما زعمت “مريم” ومصدرها .
والحقيقة أيضاً أن مبنى السفارة مكون من (طابقين) من مجموع طوابق العمارة الشاهقة، وليس (كل) العمارة التي وزعت صورها (المنصورة) كريمة الإمام على المجموعات !!
الأدهى أنها طلبت من الأصدقاء وأعضاء (القروبات).. رفقاء النضال والكفاح المسلح مدها بالمزيد من المعلومات والصور، لمحاربة الفساد والتصدي لعمليات إهدار المال العام !! وإنني لأخشى عليها من مثل هذه الصور.
ولأنني دخلت مكاتب سفارتنا في برلين أكثر من مرة، ولم أسمع أو أرَ من الخارج – كما فعلت نائب رئيس حزب الأمة – فإنني أشهد بأن مكاتب السفير ونائبه وبقية الدبلوماسيين أقل فخامة من الكثير من المكاتب التجارية في (السوق العربي) بالخرطوم !!
وليس صحيحاً أن هناك سفارات تستأجر مقاراً في شوارع أخرى غير “كو دام” بـ(5) آلاف يورو ، فقد كان العبد الفقير إلى الله يستأجر إبان وجوده بعاصمة الألمان (استديو) وهو عبارة عن غرفة داخلها مطبخ وملحق بها حمام بنحو (2) ألف يورو في الشهر، فكيف يمكن العثور على عمارة من طابقين وأكثر بـ (5) آلاف يورو  يا “مريم”؟!
أما حديث (المنصورة) عن السيارات “المرسيدس” و”البي إم”، فإنني أؤكد لها أن سعر السيارة مرسيدس في ألمانيا.. سوداء (رئاسية) مثل تلك التي تستخدمها مراسم بعض الدول ومن بينها السودان،  وبحالة جيدة من موديل العام 2011  ، أرخص من سعر عربة “كليك” زرقاء.. في دلالات الخرطوم !!
المشكلة ليست في “المرسيدس” و”البي أم” ، بل في هيئة جماركنا التي تفرض رسوماً لا مثيل لها في المنطقة بواقع أكثر من (100%) على السيارة، وهذا سبب غلاء العربات في بلادنا دون بقية دول العالم السعيد !!
كما أن التكاسي في برلين غالبيتها  “مرسيدس” ولكنها ليست (سوداء)، فهل تريد “مريم” لسفيرنا وممثل شعبنا الكريم ومساعديه في بلاد الألمان أن يركبوا عربات “فيستو” في دولة المنشأ للملكة المرسيدس، حيث لم أشاهد مطلقا في شوارع برلين سيارة “أتوس”  و لا “نوبيرا”  ، و لا “آكسنت خليجية” أو “جياد” سودانية !!
الأهم من كل هذا وذاك أنني أشهد أن مرتبات سفاراتنا بالخارج، من “القاهرة” إلى “برلين” تتأخر باستمرار لأكثر من (ثلاثة شهور) !!
مزيد من مثل هذه الصور يعني مزيداً من (أي كلام)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية