رأي

مجرد سؤال

رقية أبوشوك

سلامتك تهمنا

وأنا أعبر يوميا صينية الحركة في طريقي إلى المنزل هنالك لافتة جميلة جداً لفتت انتباهي أمام مبنى الحركة كتب عليها (سلامتك تهمنا).. نعم عبارة جميلة جداً صدرت من جهة تنظم وتخطط وتتابع من أجل سلامة الآخرين .. ولأن السلامة هم وهاجس ظل ومازال ملازماً للإدارة العامة للمرور، فإنها وضعت هذه اللافتة الملفتة لكل من يعبر الإدارة بشارع الجامعة. ولا أظن أنا الوحيدة التي استوقفتني، بل هنالك الكثيرون من أمثالي تمعنوا جيداً في دلالاتها ومضمونها وليس في شكلها الجميل.
نعم سلامة الجميع أصبحت هماً لنا كلنا وليس الإدارة العامة للمرور من جراء ما نشاهده في الشارع العام لا أقول إن هنالك فوضى، ولكن أقول إن هنالك شيئاً لم أجد له مسمى لكي أسميه… رغم أن هنالك كمية كبيرة جداً من الأستوبات بالإضافة إلى الانتشار الكبير لرجال المرور والذين لولاهم لضربت الفوضى كل طرقنا ومساراتنا.. الشكر والتحية لهم وتعظيم سلام نرسله عبر هذه المساحة لرجال المرور الذين لا يعرفون هجير الشمس ولا يتضجرون منه، ولا فرق عندهم بين شهر رمضان ورجب وبقية الشهور الأخرى … هذا ليس (كسير ثلج) كما يقولون، وإنما هي الحقيقة المجردة التي عايشتها خلال تعاملي مع الشارع العام في رحلتي اليومية وأقول:
نعم الشارع يضج بالمركبات ولكن هنالك تفاوت في عدد المركبات، وقد تجد اليوم تكدساً بالشارع وغداً قد تسأل نفسك أين هم الآن؟؟ وتزيد: يا ربي مشوا وين؟؟ .. اندهشت جداً من خلو الشارع من المركبات يوم وصول الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإثيوبي البلاد في الثالث والعشرين من الشهر للتوقيع على اتفاقية المبادئ على وثيقة سد النهضة.. كانت شوارع الخرطوم شبه خالية وكأننا في عطلة عيد الفطر أو الأضحى.
أيضاً من ضمن الأخطاء التي دونتها في رأسي والتي أحب أن أذكر بها المرور من باب الذكرى، فإن الذكرى تنفع المؤمنين والتي هي معروفة لديهم، هو التخطي والسرعة الجنونية في شوارع الخرطوم بالرغم من الـ(60) كيلو هي المصرح بها من قبل ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى الوقوف الخاطئ في منتصف الشارع..) عادي جداً المركبات العامة تقف في نص الشارع لتجبرك بالوقوف المفاجئ خلفها) فهذا الأمر يؤدي إلى الحوادث لأن الذي يسير خلف المركبة يتوقف فجأة لتصدم به مركبة أخرى ولم يكن في حسبانه ذلك الأمر، وهكذا تسير صحيحاً يتضجر معك أصحاب الأخطاء ويتلفظون بألفاظ من شاكلة (اتلعمتها وين؟؟) وكأنهم هم فقط الذين يعرفون القيادة متناسين أن القيادة ذوق وفن وأخلاق. أضف إلى ذلك الوقوف على جانب الطريق في شارع لا يسع للوقوف بجانبه ..يقف ويذهب لقضاء ما يريد وقد يعود نهاية اليوم وهكذا.
من ضمن الطرائف التي صادفتني وقفت في أحد الاستوبات وكنت أنا في واجهة الاستوب فإذا بالمركبة التي خلفي تصدمني وأمامنا رجل المرور الذي كان شاهداً على تلك المخالفة وعندما وقفنا ومعنا رجل المرور كاد أن يرمى اللائمة علي وأنا أصلاً واقفة، فرجل المرور كان رده بكل أدب وأخلاق منهياً الخلاف (أنا شفتك وواقف لمتابعة الكل) بعد ذلك اعتذر بعذر أنه خرج من امتحان ولا يدري ما فعله.
هذه فقط ملاحظات دونتها في مفكرتي اليومية وحتما هنالك المزيد من الأخطاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية