مرحلة (الانفتاح) الجديد.. هل تستوعبها المعارضة؟!
لا شك أن موقف السودان الأخير بالمشاركة في التحالف العربي ضد (الحوثيين) في اليمن سيكون له ما بعده، وهذا ما يجب أن تستوعبه جيداً المعارضة والحركات المسلحة.
صحيح أن رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الدكتور “مصطفى عثمان إسماعيل” حدد أسباب مقاطعة حزبه لملتقى “أديس أبابا” التحضيري الذي كان مقرراً له أن ينعقد يومي (29) ، (30) مارس (أمس واليوم)، ولخصها في عدم توجيه الدعوة لآلية (7 + 7) للحوار الوطني، وانشغال الحزب وعدد من أعضاء الآلية بالحملات الانتخابية في دوائرهم والاستعداد لمرحلة الاقتراع.
ولكن كل نابه متابع للتطورات الكبيرة التي شهدتها علاقات السودان الخارجية بشكل دراماتيكي خلال الأسابيع الماضية، وبلغت ذروتها بإعلان انضمام “الخرطوم” لحلف “الرياض” (العسكري) في الحرب ضد (الحوثيين) في اليمن، يفهم أن الوضع الآن اختلف، وأن (ظهر) الحكومة أصبح مسنوداً على حائط خرصاني (مسلح)، بعد أن كانت تستند في سنواتها السابقة على (حيطة مايلة) !!
دخول السودان لاعباً أساسياً في منتخب (الخليج – تركيا) ينقله إلى مربع آخر يستطيع فيه أن يتنفس الصعداء ويأمل في الكثير من الإسناد الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي على المستويين الإقليمي والدولي.
الحصار الاقتصادي والدبلوماسي الدولي إضافة إلى عمليات (التمرد) العسكرية هي أهم محاور خطة إسقاط النظام سواء عبر (انتفاضة شعبية) يشعلها الضغط الاقتصادي، أو عمل حربي ينتقل من الأطراف، وقد فشل الخيار الثاني في تحقيق الهدف حتى بعد اقتحام أم درمان في مايو من العام 2008!!
بالانفتاح شرقاً نحو السعودية، تتسع الحلقات التي ضاقت خلال الأربع سنوات المنصرمة بسبب انفصال جنوب السودان وخسارة ثلاثة أرباع ثروة البلاد النفطية، وهذا التطور الجديد سيؤدي إلى تراجع كبير في أسعار النقد الأجنبي للانفراج المتوقع في حركة المعاملات المالية بين البنوك السودانية والخليجية خلال فترة وجيزة.
توفر النقد الأجنبي يعني هبوط سعره، وبالتالي انخفاض الأسعار في الأسواق وفي أسوأ الأحوال ثباتها، مما ينعكس إيجاباً على حياة الناس فضلاً عن حركة الاستثمارات التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز” خلال لقائه الرئيس “البشير” قبل ثلاثة أيام.
إذن.. علاقات الخارج لها مردوداتها في الداخل، ومتغيراتها ستحدث الكثير الكثير خلال الأشهر القادمة، فهل تستوعب المعارضة هذا وتبدل إستراتيجيتها؟.