شهادتي لله

السودان في قلب (عاصفة الحزم) !

أخيراً . . السودان جزء أصيل في (حلف) من الأحلاف الإقليمية، بعد طول توهان في مساحات (رمادية) من العلاقات الدولية!
لم أكن أمل من تكرار سؤالي طيلة السنوات الماضية حتى أنه كان عنوان عمود قبل أكثر من عام: (في أي حلف نحن . . يا “علي كرتي” ؟!).
ورد علي الناطق الرسمي باسم الخارجية الأسبق بتعقيب نشرته في هذه المساحة، وفيه قال إن عهد (الأحلاف)  قد ولى مع نهاية الحرب العالمية الثانية!! أي والله قالها !
إذن . . ما هو الاسم أو المصطلح المناسب في قواميس العلوم السياسية والعلاقات الدولية لنطلقه على الدول المشاركة في العملية العسكرية الجارية هذه الأيام  (عاصفة الحزم) لضرب (الحوثيين) في اليمن؟!
لقد دخل السودان – عملياً – منذ أمس الأول (بقدمه اليمنى) في حلف (السعودية – دول الخليج بما فيها “قطر” وباستثناء “سلطنة عمان”، بالإضافة إلى تركيا وباكستان ومصر والأردن والمغرب .
بل إنني أزعم أن السودان – لو أحسن إدارة وجوده داخل هذا الحلف – سيكون في الدائرة (الصغرى) والعمق في هذا التجمع الذي بدأ يتولد بعد تسلم الملك “سلمان بن عبد العزيز” مقاليد الحكم  في المملكة العربية السعودية.
ملك السعودية الجديد تربطه علاقات وثيقة، يشرف عليها ولي العهد وزير الداخلية الأمير “محمد بن نايف”، كما أنه يؤمن بالتواصل الإيجابي مع دولة “قطر” وأميرها الشاب  “تميم بن حمد”.. وهذا ما حدث بالفعل إذ تشارك تركيا، وبتأكيد من الرئيس “إردوغان” شخصياً في التخطيط والدعم اللوجستي في الحرب ضد (الحوثيين)، وأعلنت “قطر” مشاركتها في الحملة بـ(10) طائرات مقاتلة استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز” في خطوة مثلت مفاجأة لمراقبين بل لأجهزة مخابرات دولية وإقليمية !
“مصر” و”تركيا” عضوان مهمان في التحالف الجديد ضد تمدد “إيران” في المنطقة العربية من “العراق” إلى “سوريا” و”لبنان” ثم جنوباً في “اليمن” عبر مليشيات “الحوثي”، ولكن اللافت أن العلاقات ما زالت متوترة بين “مصر” و”تركيا”، فالرئيس “إردوغان” ما يزال على موقفه المناوئ لحكومة الرئيس “السيسي” وتعاطفه المعلن مع (الإخوان)!
وبالتالي فإن السعودية هي الجامع بين الأضداد في (عاصفة الحزم).. مصر والإمارات مقابل تركيا وقطر!! وهو نجاح دبلوماسي وتوافق غير مسبوق في أزمات الشرق الأوسط الممتدة منذ نكبة فلسطين، ولا شك أنه يحسب لمكانة الملك “سلمان” وحكمته وقدرة مساعديه من ولي العهد الأمير “مقرن بن عبد العزيز”.. إلى ابنه وزير الدفاع الشاب “محمد بن سلمان” الذي ظهر منذ يومين على شاشات الفضائيات وهو يقود العملية (العاصفة) من داخل غرفة عمليات وزارة الدفاع السعودية، وحوله عدد من (الجنرالات) في صورة مغايرة تماماً للصورة النمطية المرسومة والمعلومة لعقود طويلة عن أمراء السعودية الذين لا يميلون لمثل هذا الظهور.
وفي رأيي أنه ميلاد جديد لأمير مختلف.. أمير قائد.. ومقاتل وملتح في ذات الوقت !! رئيس الديوان الملكي ووزير الدفاع الأمير “محمد بن سلمان”.
السودان في حاجة لهذا التحالف، ليس للحصول على دعم (مالي) سعودي، وما زال الخليجيون متقشفين معنا، ولكن حتى على مستوى السياسة (الداخلية) سيكون له انعكاساته المفيدة.
{سبت أخضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية