مشاركة السودان في التحالف ضد الحوثيين حماية الحرمين الشريفين عبر إعادة الشرعية لليمن !!
عشية إعلان انضمامه لـ(عاصفة الحزم)
تقرير- فاطمة مبارك
في تطور لافت للأنظار أعلن السودان رسميا موافقته والتحاقه بدول الصف العربي التي شاركت في شن الهجمات العكسرية علي مواقع سيطرة الحوثيين في اليمن أمس وابتدر السودان حملة المناصرة بثلاث طائرات عسكرية في تنفيذ عملية (عاصفة الحزم) التي أطلقتها السعودية ودول الخليج والمغرب ومصر ضد الحوثيين في اليمن وحليفهم “علي عبد الله صالح” رئيس اليمن السابق. وقال وزير الدولة بالخارجية “عبيد الله محمد عبيد الله”، ، لدي مخاطبته أمس الخميس الاجتماع الوزاري الذي انعقدت مداولاته بشرم الشيخ إن السودان ومنذ فترة طويلة ظل يرصد المحاولات المتعددة من قبل مليشيات الحوثيين لعرقلة الحوار الوطني باليمن ويضع العقبات أمام نجاح العملية السياسية التي ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي على نحو أصبح يهدد – ليس سيادة ووحدة اليمن فقط – بل كل دول المنطقة العربية وأمن وسلامة المملكة العربية السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين وتأسيساً على التطورات التي تجري على الأرض الآن فإن السودان يعلن دعمه الكامل واللا محدود لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية، بل يؤكد مشاركته الفاعلة حالياً على الأرض ضمن قوات التحالف، وذلك دعماً وإنقاذاً للمنطقة العربية من المآلات السالبة. والسودان إذ يشارك بفاعلية ضمن قوات التحالف فإنه يطلب أن يصدر المجلس بياناً قوياً يعزز هذه الجهود ويدعم (عاصفة الحزم).
ووفقاً لمندوب السودان في الجامعة العربية السفير “عبد المحمود عبد الحليم” فإن مشاركة السودان في حرب الحوثيين وجدت الإشادة من وزير الخارجية السعودي وعدد من الوزراء الخليجيين. وأشار “عبد المحمود” في تصريحات صحفية إلى أن الاجتماع الذي عقد أمس بشرم الشيخ على هامش اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري ضم دول التحالف الداعمة للشرعية في اليمن والمشاركة في العملية العسكرية، واستُعرض فيه سير التطورات في اليمن والعملية العسكرية التي يشارك فيها السودان، وتم الاتفاق على استمرار اجتماعات دول التحالف خلال الأيام القادمة حسب الحاجة. وقد حضر الاجتماع من السودان السيد وزير الدولة بوزارة الخارجية د. “عبيد الله محمد عبيد الله وسعادة السفير “عبد المحمود عبد الحليم” سفير السودان بمصر ومندوبه الدائم لدى الجامعة العربية.
أخطر من (داعش) !!
فالشاهد أن مشاركة حكومة السودان ضمن الحلف العسكري في الحرب على الحوثيين لم تكن بالأمر المفاجئ للأوساط السياسية على المستويين المحلي والإقليمي، فقد سبق أن مهد لها الرئيس “البشير” في زيارته الأخيرة إلى الإمارات حينما قال في حوار أجرته معه صحيفة (الشرق الأوسط): (هنا لا بد من التذكير بأن ندع الحرب على “داعش” يحجب دخانها أبصارنا عن الذي يفعله الحوثيون في اليمن، فهناك التوتر على أشده، واليمن في وضع خطير، لأنه يجمع أشتاتاً من القبائل المسلحة، وهناك جنوب يبحث الانفصال عن الشمال).
وشدد “البشير” على وحدة الصف العربي، قائلا: (وبالتالي بكل المقاييس فإننا في حاجة ماسة لجمع صفنا لمواجهة كل تلك التحديات، ولا بد لتحقيق ذلك أن نتناسى خلافاتنا، مهما بلغت من الحدة، نحن الآن إما أن نبقى أو لا نبقى، وما حصل في العراق يمكن أن يحدث في أية منطقة أخرى من العالم العربي)،
{ “البشير” في السعودية .. تنسيق المواقف
على المستوى الرسمي أعلنت الحكومة السودانية أن زيارة الرئيس “البشير” إلى السعودية التي وصلها يوم (الثلاثاء) ولا زال موجوداً بها تتم في إطار بحث التعاون بين البلدين وسبل دعمه وتطويره، لكن يبدو أن أهم أجندة الزيارة كان الاتفاق وتنسيق الجهود لاتخاذ موقف موحد مع السعودية ومصر ودول الخليج والمغرب كذلك.. والاستقبال الرسمي الكبير الذي حظي به الرئيس “البشير” من قبل الملك “سلمان” وكل الوزراء السعوديين – الذي وصف بالتاريخي – كان مؤشراً قوياً على أهمية التوقيت والقضية التي سيجري الاتفاق حولها مع القيادة السعودية وتجيء هذه التطورات بعد أن أظهر السودان في الفترة الأخيرة قدرا كبيرا من التعاون والتعاطي الايجابيمع القضايا التي تفرض نفسها علي مسرح الدول العربية وفي المحيط الدولي من خلال تنشيط حركة الدبلوماسية السودانية والانفتاح عبر العلاقات الخارجية لتميتن وتقوية تواصل السودان مع أشقائه العرب ، وبدأ ذلك عملياً حينما أغلقت الخرطوم المراكز الثقافية الإيرانية وشرعت في تسويق هذا التحول عبر زيارات قام بها الرئيس “البشير” ومسؤولون نافذون في هذا الملف، ابتدرت بالسعودية ومن ثم الإمارات ووجدت القرارات أو الارجراءات التي اتخذتها الحكومة السودانية ترحيبا وارتياحا واسعا لدي دول الخليج العربي.
وينطبق مع هذا القول ما كشفته مصادر سعودية، أمس، عن أن اللقاء الصريح والمطول الذي جمع بين الرئيس السوداني والأمير “محمد بن سلمان” قبيل مغادرة الضيف للرياض أثمر عن موافقة السودان وإعلان مشاركته الفعلية في التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن؛ حيث أعلن السودان عقب اللقاء عن مشاركته بشكل رسمي في التحالف العربي والخليجي بقوات جوية وقوات برية ضد الحوثيين في اليمن. وقال الرئيس “عمر البشير” إن الحوثيين في اليمن يمثلون تهديداً أشد خطورة من تنظيم (داعش) في العراق والشام ، لخطورته على وحدة اليمن، وأوضحت المصادر أن الرئيس السوداني زاد على هذا القرار بإعلانه طرد جميع البعثات الإيرانية من الأراضي السودانية، لكن في الخرطوم لم تصدر حتى الآن تصريحات تؤكد صحة طرد البعثات الإيرانية من السودان.
{ الملك “سلمان” رسم خارطة تحالفات جديدة
من حجم المشاركة وطريقة إقناع السودان لتكون جزءاً من هذا التحالف، يبدو أن ملك السعودية الجديد “سلمان بن عبد العزيز” ينوي القيام بعمل سياسي كبير على المستوى الإقليمي محللون كثر لفتوا كذلك إلى العمل الكبير الذي يقوده الملك، وتوقعوا أن يقوم بإعادة رسم التحالفات في المنطقة وربما رسم خارطة جديدة للمنطقة العربية بشكل كامل، ومعطيات جديدة وفقا للظروف التي تفرضها التطورات الجارية في المنطقة العربية خاصة علي صعيد جبهتي داعش بالعراق والشام والحوثيين باليمن
{ القوات المسلحة: مشاركتنا لحماية المقدسات
عدّ “الصوارمي خالـد سعد” الناطــق الرسمـــي باسم القـوات المسلحة في بيان، أمس، مشاركة السودان في (عاصفة الحزم) تأتي في إطار العلاقات الحميمة التي تربط البلدين الشقيقين السودان والمملكة العربية السعودية، وقال: (يجيء ذلك من منطلق مسؤوليتنا الإسلامية في حماية أرض الحرمين الشريفين، وحماية الدين والعقيدة)، مضيفاً إن السودان يشارك بقوة وعزة ومنعة في هذه العملية لتبقي المملكة العربية السعودية آمنة مستقرة، ومشاركة القوات المسلحة السودانية في عمليات (عاصفة الحزم) هي تعبير عن رغبة الأمة السودانية في حماية المقدسات وقبلة الأمة الإسلامية، وكان لافتاً أن يعزو بيان القوات المسلحة مشاركة السودان في الحرب على الحوثيين إلى حماية السعودية والأراضي المقدسة في وقت أكدت فيه بقية الدول العربية أن مشاركتها تأتي في سياق دعمها للشرعية في اليمن.
في الإطار أجرى السيد وزير الدفاع الفريق أول مهندس ركن “عبد الرحيم محمد حسين” اتصالاً هاتفياً مساء أول الأمس بالسيد الفريق أول ركن “عبد الرحمن بن صالح البنيان” رئيس أركان القوات المسلحة السعودية. كما التقى سيادته صباح أمس بالملحق العسكري السعودي العقيد الركن “إبراهيم عثمان العمير” بخصوص بعض الترتيبات ذات الصلة، وقد بدأت القوات المسلحة التحرك تجاه مواقع العمليات.
{ تحالف عربي لحرب الحوثيين
أعلنت السلطات السعودية، أمس، أن مصر، المغرب، الأردن، السودان وباكستان تطوعت للمشاركة في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن إلى جانب خمس دول خليجية من مجلس التعاون الخليجي هي: الإمارات، الكويت، قطر والبحرين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن كلاً من (الأردن والسودان والمغرب ومصر) أعربت عن رغبتها في المشاركة في عملية “عاصفة الحزم”، إلى جانب (100) طائرة سعودية تشارك في العملية، و(150) ألفاً من القوات السعودية، وتشارك دول الخليج والدول العربية الأخرى بطائراتها المقاتلة في تنسيق مع القيادة السعودية.
وأرسلت الإمارات (30) طائرة مقاتلة إلى السعودية، وتتحدث الأنباء عن مشاركة طائرات من الأردن، وشارك السودان إلى جانب دول الخليج في (عاصفة الحزم).
وذكرت تقارير أن مصر حركت عدداً من القطع البحرية العسكرية من السويس باتجاه جنوب البحر الأحمر في إجراء احتياطي. وأكدت القاهرة استعدادها للمشاركة في الحملة جوياً وبحرياً وبرياً، كما يشارك الأسطول المغربي بكامل قطعه البحرية في عمليات الحظر البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وأرسل المغرب ثلاث مقاتلات.