"الحكواتي" : قصة مبدع صمم أفلام كرتون محلية لمحاربة المنتج الخارجي
يتميز بموهبة خاصة في الحاسوب
الخرطوم- إيمان عبد الباقي
أطلقوا عليه اسم (الحكواتي) وسار عليه لتصبح شهرته اسمه الحقيقي.. الأستاذ “محمد يحيي محجوب” كان أحد المشاركين في برنامج (مشروعي) بقناة النيل الأزرق أحرز المركز الخامس من بين (50) مشتركاً.. وحسب السيرة الذاتية، درس “محمد” إدارة الأعمال والعلوم السياسية في جامعة جوبا وهو من مواليد مدينة أم درمان ولديه خبرة في الحاسوب وموهبة كتابة القصة والرسوم المتحركة، أجرينا معه دردشة قصيرة حول فكرة المشروع والصعوبات التي واجهته في سبيل تنفيذه والمواقف الغريبة.
{ بداية.. ما الفكرة التي شاركت بها في البرنامج؟
_ لاحظت أن الأطفال والأجيال الجديدة يتلقون ثقافتهم من مصادر خارجية كألعاب الحاسوب والمجلات المصورة والرسوم المتحركة وليس لديهم ارتباط بتاريخ السودان والثقافة المحلية بسبب عدم وجود منتج محلي لتوضيح ذلك، ومن هنا جاءتني الفكرة وحتى يكون التاريخ جاذباً لهم حاولت أن أنقله في شكل قصص ورسوم متحركة في مجلات مصورة توزع داخل وخارج السودان وأفلام كرتون.
{ عما يتحدث الفيلم الكرتوني؟
_ بدأنا العمل في تصوير أول فيلم عن شخصية الملك (بعانخي) وهو شخصية سودانية كانت في العام 600 قبل الميلاد.
{ وماذا عن المجلات؟
_ تناولنا عدداً من الشخصيات والأحداث التاريخية الكبيرة التي حصلت عبر قصص وصور مشوقة وجاذبة عن طريق التناول السردي والتوثيقي لتاريخ السودان.
{ كيف جاءت مشاركتك في المسابقة؟
_ عملت في هذا المشروع لعشر سنوات كاملة انتقلت فيها ما بين الفشل والنجاح، وبعدها أسست شركة إنتاج إعلامي.. حاولت من خلال البرنامج إعلان فكرتي للناس حتى ولو لم أحرز المراكز الأولى.. بدأت المشاركة بـ(50) متسابقاً تمت تصفيتهم إلى (24) ثم إلى (12)، ونلت المركز الخامس بتصويت الجمهور ولجنة الحكام.
{ ما نوع الجائزة؟
_ أولاً البرنامج قامت به السفارة البريطانية والمركز الثقافي البريطاني واتحاد شباب أصحاب العمل تحت رعاية شركتي (سوداني) و(كوفتي) وبنك المال المتحد ومجموعة شركات (سي تي سي)، جائزتي عبارة عن تذكرة إلى العمرة في شهر رمضان ورحلة إلى (السنغال وموريتانيا)، والجائزة الأهم إعجاب الجمهور.
{ هل واجهتك مواقف غريبة أثناء العمل؟
_ في الحقيقة موقف لطيف من أحد الشباب التقي بي في الشارع سلم عليّ و(قالدني) وقال لي: (أنا داعمك ومؤمن بفكرتك لأنها بتخلي الشباب يتمسكوا بتاريخهم ويفتخروا بيه وبمعتقداتهم)، وكنت في السابق أزور الجامعات والتقي الطلاب أشرح لهم الفكرة، وهذا جعل كثيراً من طلاب الفنون يضيفون مشاهد من التاريخ لمشروع التخرج.
{ الآن.. هل اكتمل المشروع ومتى سيطرح في الأسواق؟
_ سيطرح قبل نهاية العام الحالي وسيتم عرض الفيلم في مهرجانات داخلية (تهراقا) وخارجية، وأؤكد أن المشروع إن شاء الله لن يرتبط بالتاريخ السياسي وحده، بل ستكون هناك فرصة مفتوحة للمبدعين السودانيين عامة لتنفيذ أفكارهم عبر قصص درامية وخيال علمي في الأستوديو الخاص بي حتى لا يضطروا للهجرة والعمل بالخارج.