عندما يكون حكيم (الهلال) داعشياً !!
لا أدري ما هي الأسباب التي جعلت السيد “الحسن” نجل مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” يصر على وصف مجموعة القيادات التاريخية المهمة بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) التي أصدر بحقها قراراً بالفصل (الجماعي) دون أي سند تنظيمي أو قانوني، يصر على وصفها بـ(الدواعش)، وهو وصف مضحك لأنه ببساطة لا يناسب المفصولين، لا شكلاً ولا موضوعاً !!
فكيف يكون السيد “طه علي البشير” داعشياً، وهو رجل معروف بالمرونة والاعتدال وقيادة العمل الإعلامي والرياضي؟. “طه” كان رئيسا لنادي (الهلال).. فهل تؤمن (داعش) بكرة القدم وتدعو شبابها لمتابعة مبارياتها والاشتراك في أنديتها ومنافساتها، وهل هناك اتحاد لكرة القدم في الأراضي التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام ؟! بالطبع (لا) .
رجال آخرون معروفون برفض التطرف الديني وتنظيماته مثل البروفيسور “البخاري الجعلي” والدكتور “علي السيد” المحامي، والأستاذ “بابكر عبد الرحمن” الذي كان وراء لقاء صاحب هذا القلم قبل (4) سنوات بزعيم الحزب السيد “محمد عثمان الميرغني”، وكان من أقرب المقربين لمولانا، كيف يفصلهم نجله (بجرة قلم) وكيف يكونوا داعشيين بين ليلة وضحاها ؟!
بالأمس القريب كانوا (خلفاء) مقربين وبارزين مثل الخليفة “ميرغني بركات” وأولاد (خلفاء) بالطريقة الختمية مثل “بابكر”، فمتى أصبحوا (دواعش) يا ساكن دار (أبو جلابية)؟!!
إن كنت ناصحاً للسيد الشاب “محمد الحسن الميرغني” فإنني أدعوه للتوقف عن التعرض لأولئك (الكبار) الذين فصلهم، فيكفي ما فعل من خطأ بالغ وجسيم، وعليه أن يسعى بطريقة أو بأخرى لمعالجته.
عليه أن يتفرغ لحملة حزبه الانتخابية، ودعم مرشحيه في الدوائر الانتخابية والنسبية، فالحملات وحشد الناس للتصويت ليس نزهات ولا (ونسات)، ونحن نعرفها أكثر من غيرنا لأننا جربنا المنازلات الانتخابية في قلب المدن وأسخن الدوائر، الأمر يحتاج إلى مال وعربات وخطط وبرامج ورجال.. ونساء.
الهجوم على قيادات الحزب المناوئة للحسن، يعني بالمقابل الهجوم على الحسن مثنى وثلاث ورباع.. وعشرين وخمسين.. وهذا ما لم يقله لـ(مولانا الصغير) الذين تولوا مهمة تقديم و(تلميع) الشاب حديث العهد بالقيادة!!
فليتعلم من والده مرشد (الختمية) فضيلة الصمت، فإنَّ السكوت من ذهب، إذا كان الكلام من عينة (هؤلاء دواعش) !!
هناك أزمة واضحة في تعاطي القائم بأمر رئاسة الحزب (بوضع اليد) مع مشكلات الاتحاديين وإدارتهم، وأزمة أخرى في تعامله مع الإعلام، حيث تتواصل أخطاؤه في ظل إبعاده لحكماء الحزب والطريقة !!
والحال هكذا، فإننا نرثى لوضع حزب الحركة الوطنية الكبير، غض النظر عن موقف هؤلاء أو أولئك من المشاركة في الانتخابات.