سد النهضة بعيون الخبراء ليس هناك أي أضرار.. وما أثير حوله مجرد شكوك

الخرطوم – نجدة بشارة
(عمل تاريخي غير مسبوق).. بهذه الكلمات عبر رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عن القمة الثلاثية التي جمعت رؤساء الدول الثلاثة مصر وإثيوبيا والسودان، ووقعت أمس الأول على الأحرف الأولى لاتفاق سد النهضة الإطاري بالخرطوم.
وحسب الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” فإن القلق والتوتر كان يساور شعوب الدول الثلاث طيلة الفترة الماضية من قيام السد، لكن السودان ومصر وإثيوبيا بدأت بينها الآن حقبة جديدة من الثقة تضمن من خلالها مستقبل وحياة شعوب دول الحوض الشرقي.
ولم يقتصر الاهتمام بهذا الحدث داخلياً، فقد اجتذب أنظار العالم وسط تكهنات متضاربة ومباركات بشأن مآلات اللقاء الثلاثي وما يمكن أن تفرزه الاتفاقية مقبل الأيام. وطمأن خطاب رئيس الوزراء الإثيوبي وهدأ الخواطر إذ قال إن السد لن يسبب أي أضرار للدول الثلاث، وإن الاتفاق خطوة جديدة لتعزيز التعاون بين هذه الدول. وضُمن الاتفاق الإطاري (10) مبادئ أساسية تحفظ في مجملها الحقوق والمصالح المائية لدول الحوض الشرقي، وتتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي للتعامل مع الأنهار الدولية حسب قوله.
وأكد عضو باللجان الفنية المشتركة ووكيل وزارة الري سابقاً د.”أحمد آدم” لـ(المجهر) أنه ليس هنالك أي أضرار للسودان في اتفاقية سد النهضة، وأن ما أثير مجرد شكوك من بعض الجهات. وقطع بأن الاتفاقية إنما تجيء أولاً بهدف بناء الثقة بين الدول الثلاث التي شهدت جذباً وشداً خلال الفترة الماضية خاصة إثيوبيا ومصر فيما حافظ السودان على موقفه الوسطي، وقال إن الاتفاق يحمل مبادئ (10) تحفظ لهذه الدول حقوقها وتصب في صالحها من خلال مبادئ التعاون.
ويرى “آدم” أن هذا الاتفاق سيوفر كمية إضافية للسودان من الكهرباء، وأن الإنتاجية المتوقعة للسد حوالي (6) آلاف كيلو واط ستأتي الكمية الأكبر منها للسودان وبسعر أقل وستزيد الكمية التي يستوردها السودان الآن بحوالي (100) ميقاواط، وأشار إلى أن السد سيضمن انسياب  المياه خلال العام وسيوفر السودان كمية إضافية من المياه كانت مهدرة. وأكد “آدم” أن السودان سيحصل على حصته (18) مليار متر مكعب خلال السنة كاملة دن إهدار.
 الجدير بالذكر أن السعة التخزينية لسد النهضة حوالي (74) مليار متر مكعب لارتفاع (145) متراً، وحسب خبراء اقتصاديين فإن سد النهضة من المشروعات الإستراتيجية الضخمة التي ستغير كثيراً من اقتصاديات الدول الثلاث، وله آثار قريبة وبعيدة المدى تعزز الربط الكهربائي بين إثيوبيا والسودان ومصر ما يعزز من التجارة بين هذه الدول لتبادل المنافع.