ساهرتو بينا
سيطر الحزن على مشجعي فريق ليفربول كبير الإنجليز الذي انقاد للهزيمة على أرضه وملعبه وجماهيره تتغنى بالنشيد الخالد لن تسير وحدك، ولكن في مساء (الأحد) سار ليفربول وحده في شوارع المدينة الكئيبة ومنافسه التاريخي مانشستر ينال منه هدفين من أقدام الإسباني الحريف “ماتا”، بل أن حزن عشاق الليفر تضاعف مع بداية الشوط الثاني والأسطورة استفن جيراد يغادر الملعب مطروداً بعد تعديه على الأسباني “هيريرا” ليعيد للأذهان خطأ القائد العام الماضي، حينما تعثر وسقط على الأرض ومنح شيلسي هدفاً من قدم السنغالي “ديمبا” نقل البطولة من ليفربول إلى فريقه (السيتي). ورغم النقص العددي والتفوق الكبير في الشوط الأول لمانشستر عشية (الأحد) إلا أن الفتى الأسمر دانيال أستورش قد قلص فارق الهدفين بإحرازه لهدف شرفي لم يغير من واقع الهزيمة المفاجئة التي انقاد إليها التقني الايرلندي الشمالي “يراند روجرزر” مدرب ليفربول الذي سيواجه محنة أخرى بعد أسبوعين، حينما يلتقي الأرسنال الثائر وشبح الإيقاف يهدد لاعبه السلفاكي المدافع الصلد “مارتن أسكرتيل” بعد اعتدائه على حارس مرمى الشياطين الحمر دخيا.. وفي إنجلترا لا كبير على القانون ولا مجاملة للاعب أو نادي يخرق قواعد اللعب النظيف.. وفي السودان لاعب يعتدي على الحكم ويجد من يدافع عنه لعصبية بغيضة.. والاتحاد الرياضي المنظم للنشاط الرياضي يشجع أعضاؤه الأندية مثل سائر المواطنين.
إذا كانت خيبة ليفربول عشية (الأربعاء) قد صفرت عميقاً في نفوس مشجعي الأحمر، فإن سهرة (الأحد) كانت قمة الإثارة والمتعة والكرة من شيلي في أمريكا الجنوبية حتى كوريا وبحر الشمال تجلس أمام الشاشات لمتابعة كلاسكو الأرض كما يقولون.. وملايين البورصات في ملعب فريق برشلونة المعروف (بالكامنو) تتقافز كالغزلان.. والمال يصنع المجد ولكنه لا يصنع الفرح.. والفريق الملكي ريال مدريد الذي يعتبر فريق الملوك والأثرياء والطبقات المترفة في العاصمة الأسبانية مدريد يشتري من سوق اللاعبين الدرر النادرة والجواهر الثمينة، الوليندي غاريث بيل” بمبلغ (100) مليون يورو وكرسينانو رونالدو” (120) مليون يورو والألماني “توني كروس” (70) مليون يورو والفرنسي الجزائري الأصل “كريم بنزيما” (60) مليون يورو في مقابل (120) مليون يورو ثمن الأرجنتيني “ميسي” و(100) مليون البرازيلي “نيمار” و(70) مليون يورو الأرغواني سواريس. هذه الأرقام الجنونية لو وضعت في خزانة “بدر الدين محمود” لادعى السودان أنه ملك الدنيا ولأطلق على صولاة أسماء أمراء الشرق وكردفان وسنار والشمالية، أما الرئيس فلا تسألوني!!
مباراة ريال مدريد وبرشلونة التي انتهت لمصلحة (البرسا) هدفين لهدف زرعت المباراة الفرح في قلوب المليارات من عشاق (البلوغرانا) فريق المقاطعة الكتالونية الشهير الذي كان في السابق يمثل فقراء اسبانيا ومهمشيها، بينما يمثل الريال السلطة والثروة والأمراء وطبقات النبلاء.. ويشجع الريال الارستقراطيون وأصحاب المال، بينما تهفوا قلوب الفقراء إلى برشلونة الذي أصبح فيما بعد من أثرياء اسبانيا يستطيع شراء اللاعبين بأثمان باهظة، ولكنه حتماً لا يستطيع مجاراة الريال مالياً.. أما في الميدان فقد أثبت برشلونة علو كعبه وحلاوة عروضه الفنية الراقية ولاعبوه يتقافزون بكرة القدم كالغزلان في التلال.
في الساعات الأولى من الصباح أغمض العالم جفنيه للنوم بعد سهرة ممتعة ما منظور مثيلا تشاركها العرب والأفارقة والأعاجم.. والخواجات والهنود والكوبيون والسوفيت.. ومثلما (للبلوغرانا) عشاق في كل بقعة من الأرض فإن للريال أحباب ومشجعون في كل مكان.. ساهرتوا بينا يا “ميسي” وعند الأصيل لازم نعود.