"عصام البشير" في دار اتحاد الفنانين بعد الاحتجاجات.. (جيتنا وفيك ملامحنا) !!
مطربون في وجه مدافع الدعاة..
الخرطوم : الهادي محمد الامين
* انشغلت الدوائر الدينية والفنية والأوساط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي واشتعل لهيبا أول أمس (الجمعة) بحادثة نادرة ولافتة للأنظار ظهرت وفرضت نفسها بقوة في قروبات (الواتساب)، وضجت بتفاعلاتها الشبكات والمنتديات الإلكترونية بمداخلات ومداولات منتظمة تشبه الحملة الإعلامية من خلال التداول الحر للقضية التي فجرها اتحاد الفنانين حينما نظم وقفة احتجاجية بداره بأم درمان وتجمع أهل الطرب والغناء والفن (الشعبي والحديث) بجانب المهن التمثيلية والموسيقية وقبيلة الدراميين رافعين شعارات ولافتات قماشية تندد بتصريحات نسبت للأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بالخرطوم الدكتور “عبد الله الزبير عبد الرحمن” خلال تعقيباته علي هامش ندوة أقيمت بدار اتحاد المصارف لتدشين كتاب (عالم الفتوى وعثرات المفتين) من تأليف الدكتور “عصام البشير” الرئيس العام لمجمع الفقه الإسلامي والأمين العام لمركز النهضة للحوار والتواصل الحضاري أمسية (الثلاثاء) الماضي. وشارك في الجلسة الحوارية ضيف الشرف وصاحب (الكتاب والدعوة) “عصام البشير” وممثل أنصار السنة، إمام وخطيب مجمع الفتح بالخرطوم “محمد الأمين إسماعيل”، والأمين العام للمجلس الأعلي للدعوة – ولاية الخرطوم “بدر الدين طه” و”عثمان البشير الكباشي”، والرجل الذي نسبت له التصريحات المصوبة تجاه الفنانين السودانيين “عبد الله الزبير عبد الرحمن” بأنه قال :(ذهبت ذات مرة لإلقاء محاضرة في دار اتحاد الفنانين وقلت في نفسي هل أدخل الدار برجلي اليمنى أم اليسرى وبعد أن خيّرت نفسي في ذلك اخترت الدخول برجلي اليسرى) !!
ووجد حديثه استنكاراً واسعاً في الأوساط الفنية لدرجة تنظيمهم لوقفة احتجاجية غاضبة نددت بهذه التصريحات واعتبرتها مسيئة وغير مسئولة. وجاء في كلمات الاحتجاج الغاضبة ما نصه (إن الفنانين والموسيقيين والمطربين هم حملة مشاعل الإبداع والثقافة يدينون ويستنكرون تصريحات الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي ونقول نحن في وجدان الشعب السوداني). وتصريحات الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور “عبد الله الزبير عبد الرحمن” تتسق تماماً مع الهجوم اللاذع الصادر من البرلماني “دفع الله حسب الرسول” الذي في معرض تعليقه على ظاهرة الفنان “علي كبك” قال (إن فناني السودان كلهم وهميين) !!..
* وفي سابقة اختلفت حولها الآراء بادر الرئيس العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور “عصام البشير” وبرفقته القيادي بالحركة الإسلامية “محمد البشير عبد الهادي” بالوصول لدار اتحاد الفنانين وقدم اعتذارا عبارة عن (بيان بالعمل) للتضامن مع المطربين الذين استقبلوه بمقرهم وسط ترحاب شديد في مقدمتهم “علي مهدي” و”عبد القادر سالم” و”سيف الجامعة” لتلطيف وترطيب الأجواء بين قيادة مجمع الفقه الاسلامي والرموز الفنية في أعقاب الأزمة التي نشبت بين الجانبين كخطوة لتنفيس حالة والاحتقان والغبن الذي خلّفه تصريح “عبد الله الزبير” لدى المطربين وإزالة الجفوة، في محاولة لهندسة وسمكرة علاقة جديدة بعد ظهور “عصام البشير” في مسرح وفناء دار الفنانين لتفادي أي مظهر من مظاهر الخصومة والصدام. وقال عصام “البشير” في مخاطبته لمضيفيه أمام الحشد المتظاهر إنهم (لن يتركوا فرصة للمتربصين بإحداث فتنة والنيل من اللحمة الوطنية). وعلى مستوى (المطربين) وجدت زيارة “عصام البشير” ارتياحاً وجاءت برداً وسلاماً على مستقبليه بدار الفنانين بأم درمان الذين أشادوا بموقف “عصام البشير” تجاه الممثلين والمسرحيين وأصحاب المهن الموسيقية، واعتبار أن الفن بكل ضروبه يعتبر جزءاً أصيلاً في تشكيل وجدان الأمة وترقية السلوك البشري والسمو به نحو مراقي ومراتب عليا). في وقت ترددت فيه أنباء عن وجود اتجاه لتسمية عدد من الفنانين كأعضاء في مقاعد مجمع الفقه الإسلامي لربط وتمتين شكل العلاقة بين أهل الفن والفقه وتقريب شقة التنافر بين الطرفين وتقديم مقترحات تتعلق بتمثيل الفنان “حمد الريح” أو “صلاح مصطفى” كأعضاء نظرا لأن المجمع يضم العديد من المختصين والخبراء في مجالات الحياة العامة كافة، وبداخله العديد من الدوائر ذات الصلة بحركة المجتمع المدني ..
* في غضون ذلك طالب عدد من الدعاة السلفيين قيادات جماعة أنصار السنة بجناحيها (المركز العام بالسجانة) و(الإصلاح) بقيادة الشيخ “أبو زيد” ممثليهم داخل مجمع الفقه الإسلامي بإعلان انسحابهم رداً على موقف الرئيس العام الدكتور “عصام البشير” من مناصرته وتضامنه مع الفنانين. وقال الدكتور “عصام أحمد بابكر” من قيادات أنصار السنة – جماعة شيخ “أبوزيد” لـ(لمجهر): (أناشد وأدعو الشيخين ممثلي أنصار السنة بمجمع الفقه الإسلامي د. “إسماعيل عثمان” الرئيس العام والدكتور “محمد الأمين إسماعيل” عضو المجلس العلمي لجماعة الإصلاح للانسحاب فوراً من مجمع الفقه الإسلامي وإعلان الانسلاخ عنه وتبرئة السلفيين من هذا الموقف الذي لا يمثل الدعوة. ومضى قائلاً: (إن وجود ممثلي أنصار السنة بعد هذه الحادثة في مجمع الفقه الإسلامي يعني بالضرورة إقراراً واعترافاً بموقف “عصام البشير” من الفن والمعازف والموسيقى والموافقة على القضايا التي حرم الله التعاطي الإيجابي معها وحظر من الاستماع إليها باعتبارها من الممنوعات الشرعية التي لا يجوز المجاملة فيها) ..!!