رأي

مجرد سؤال ؟؟

رقية أبو شوك

يخليك الله يا أمي البريدك
يخليك الله يا أمي البريدك

يبارك ليك في عمرك ويزيدك
عشان يايمة ترضى على وليدك
منو المتل أمي ما بيعرف يعادي
منو المتل أمي يستحمل عنادي
صباحك يمة يفرح قلبي ديمة
وبسيمتك تضوي زي قمر الظليمة
صغير يايمة أكنكش بوراك
وامسك فى طرف توبك معاك
صغير فوق حكرك رقادي
أنوم في صدرك ويدك لي وسادي
تراني كبرت أنا ولد حشاك
يقدرني الله أنا على جزاكي
ونحن نحتفل بعيد الأم والذي يصادف اليوم (السبت) وددت أن أبدأ بهذا المدخل الشايقي رصين الكلمات للشاعر “عبد القيوم إبراهيم مالك” على ما أذكر وقد أبدع في الأداء الرصين أيضاً الفنان “محمد النصري” وهو يتغنى بها.. الكلمات  جسدت بطولات الأم.. والتي كم هي عظيمة وقد عظمها الله سبحانه وتعالى وعظمها رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه قبل أن نعظمها نحن .. فالأم ليس بحاجة إلى يوم لكي نحتفل بها فالاحتفال بالدواخل متجدد على رأس كل ثانية ولكن أن نخصص لها يوماً لكي نحتفل بها  فله ما بعده ..فهو تذكير بالدور الكبير الذي قامت به منذ أن كنا ونحن نطفة بأحشائها إلى أن خرجنا وكبرنا ..نعم كبرنا ولكننا مازلنا صغاراً في نظرها ..تذكير لكي نبرها وندعو لها بالرحمة وهي وصلت (من الكبر عتية) … التحية لأمي وأمهات السودان التحية وتعظيم سلام لكل أم ساهرت وكابدت وربت ..التحية للأم التي قامت بدور الأم والأب ومازالت .. التحية لكل من كتب شعراً وأدباً عن الأم وعلى رأسهم الأستاذ التيجاني حاج موسى (أمي يا دار السلام) والتي كانت مرجعية تؤكد الوفاء لكل من أراد أن يبحر في عالم الأمهات.
العام الماضي وأنا أكتب عن عيد الأم وأمي قرأت مقالاً للأخ الزميل عامر باشاب عن أمه قلت له( ياباشاب طلعت أمك أحسن أم في العالم بمقالك الجميل  ..ضحك وقال لي : أنتي برضو ما طلعت أمك أحسن أم في العالم بمقالك الأجمل) .. فضحكنا سوياً  فالأم بحاجة إلى مجلدات وليس مقالاً لا يتعدى كلمات محسوبة.
التحية لأمي ونحن مازلنا ننهل منها ومن تجاربها وخبرتها في الحياة وهي مازالت تذكرنا بأن الحياة مدرسة وبحاجة إلى القوة ومقابلة الشدائد بالقوة أيضاً ..كانت هي وأبي وأسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية وأن يحلل عقدة من لسانه ..كانا يسهران الليالي من أجلنا .. وأن أنسى لا أنسى تلك اللحظات الصعبة جداً .. لحظة مغادرة(أبي) للعلاج وهو محمول بالإسعاف إلى المطار كنت أذكر أخواتي بأن يقولوا لحظة الوداع (ربي استودعتك أبي) فالبكاء لا يجدي.. كنت أمسك بيدي أمي وهي ترتجف لأنها لحظة صعبة قالت لي:  وماذا أقول أنا قلت لها بعد أن أخفيت دموعي قولي: (ربي استودعتك زوجي) وقد كان ..يا له من وفاء  وإخلاص.. ومن هنا تعلمنا معنى الوفاء ..تعلمته فقط من أمي وهي تقول (ربي استودعتك زوجي) لأن أبوي ( ضراعو الخدرة  ساريتنا نقيل في ظلالو ونبيت)  ولأنه ـ أي أبي ـ ( القدلة بعزة وأبوي زغرودة السمحات)، فأب بمثل هذه الصفات من شأنه أن يستحق  كل هذا الوفاء … هذا هو أبي وهذه هي أمي.
ما أجملك أمي وأنت تعلمينا يومياً أشياء لم تكن في حسباننا .. تعلمنا منك الحكمة والصبر والرضا بالمقسوم والقناعة حتى أصبحت القناعة عندنا كنزاً لا يفنى.
التحية لكل أم ..التحية لكل المناضلات والموظفات والعاملات وستات الشاي اللائي يخرجن من الصباح من أجل المساهمة في بناء الوطن وتربية الأولاد وأقول لهم جميعاً (تسلموا).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية