الديوان

"إبراهيم الجيلي": هواة اقتناء النباتات لا يهتمون بالأزمة الاقتصادية

صاحب أقدم مشتل في الخرطوم
حوار _ آيات مبارك
حديثنا مع ” إبراهيم” وسط النباتات النضرة وهو يتغزل فيها تارةً بعد أخرى أحالنا إلى أجواء أيقونة الأدب الفرنسي (تحت ظلال  الزيزفون) والتي رفرف بها الكاتب المصري “مصطفى لطفي  المنفلوطي” إلى ذروة العشق والهيام. أما ” إبراهيم ” فحبه الفطري من نوعٍ آخر، فهو أحد أبناء أوائل أصحاب المشاتل الخاصة في الخرطوم فحكى لنا “إبراهيم” تلك الذكريات المورقة منذ ستينيات القرن الماضي عندما كان يافعاً يصحب والده ليشهد ميلاد وكل عمليات التبرعم والتعقيل ورغم أن “إبراهيم” كان ميلاده بعيداً عن ميلاد انتظام عرض الزهور وثقافة الزينة في السودان والتي كانت منذ العام 1934 إلا أنه سرد لنا لنا معظم المعارض وهو في بيض سني عمره رغم ما سقط من الذاكرة من أوائل السبعينيات فقال: (لقد احتفلت (الجمعية السودانية للبساتين) العام الماضي بيوبيلها الماسي وكان أبي من أصحاب المشاتل الخاصة منذ أمدٍ بعيد وسط العديد من المشاتل الحكومية مثل (مشتل بلدية المقرن)،  (مشاتل الأقباط)  أمثال “زكي شوقي”، “جبرة” و(مشتل عبده لويس) ومن أوائل المعارض التي أذكرها جيداً وأنا صغير برفقة والدي كان (معرض ميدان الكمبوني)، (حوش المطافئ) ،(كبري المسلمية)، (معرض صديق المزارع ) ومعرض افتتاح قاعة الصداقة في أوائل السبعينيات.
نباتات البستنة
ويمضي ليطوف “إبراهيم” بنا وسط الزهور متصور ليعدد تلك الأنواع التي يتعاملون بها من (نباتات الزينة والبستنة البيئية والتجميلية) فقال: تعتبر الفواكة من (قريب فروت)،(التين) (المانجو) (الليمون) و(الرمان) عدا (الكمثرى) و(البرقوق) من أكثر النباتات مبيعاً وقد توطنت زراعة (النبق الفارسي) و(الرمان) في السودان أما بخصوص نباتات الزينة فيتصدر (الورد الإنجليزي) و(الاكزوريا)  النباتات الأعلى مبيعاً وهذا ما يجعلني أقول وحتى (اقتناء الزهور يعتبر موضة) فهناك بعض الزهور التي تختفي وتظهر مع أجيال جديدة أما الإنتاج فغالباً يكون حسب الطلب ولكن مع مرور الوقت تغيرت وسائل الإنتاج وازدادت نسبة الوعي ففي زمنٍ كنت أنتج 100 شتلة والآن بإمكاني إنتاج (10) ألف شتلة بل أكثر وتعتبر شتلة ((سايكس)) من أغلى انواع الشتول قد يبلغ سعرها (35) ألف جنيه سوداني ولكنها قد تباع حسب عمرها إضافة إلى (النخيل الملوكي) ويوضح “الجيلي” أن النخليات – خاصة النخيل الملوكي  ثم استدرك قائلاً إن الهواة لا يتأثرون بالظروف الاقتصادية والدليل على ذلك انتشار المشاتل وثقافة الزهور بصورة عالية.
مشاتل الجريف
اما عن مشاتل (الجريف غرب) فقال “إبراهيم”: إن معظم سكان الجريف قد عملوا في تسويق النباتات فهي تعد من الحرف الرئيسية خصوصاً أنهم قد علموا في قصر الحاكم العام وبيوت الري المصري والدواوين الحكومية فهم لهم أثر بالغ في ثقافة التشجير والزينة وفي الماضي كان آباؤنا يذهبون بالحمار إلى أم درمان لبيع النباتات فالجريف هي نواة الثقافة البستانية التي إستطاعت التصدير إلى داخل وخارج السودان.
مشاكل رئيسية
وحتم “إبراهيم “حديثه بأسى: بالرغم من هذا التطور السريع  بالمقابل تواجهنا مشكلة تهدد مستقبل المشاتل في السودان وهي تحويل الأراضي الزراعية إلى سكينة والتي بموجبها ستقضي الأراضي السكنية تدريجياً على الإنتاج الزراعية في السودان فيجب وضع حلول تحد من هذا الزحف السكاني مثل القيام بإنشاء مشاتل للإنتاج حتى لايتأثر الإنتاج البستاني والذي قد حقق الإكتفاء الذاتي للكثير من الفواكه. وأن مقدرة الخالق قد تجلت في جمال النباتات والطبيعة تسر الناظرين لأن الله جميل يحب الجمال وبالمناسبة أن مرأى الزهور أمام ناظري يجعلني أشعر بغاية المتعة والتجلي الرباني إضافة إلى ذلك هو علاج لبعد وقصر النظر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية