مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
مارس شهر المرأة بلا منازع
الآن أدعو جميع النساء بأن يكون شهر مارس من كل عام هو الشهر المحبب جداً لنفوسهن، لأنه شهر المرأة بلا منازع .. فيه الاحتفال بيوم المرأة العالمي والذي يصادف اليوم (الأحد)، وفيه أيضاً الاحتفال بعيد الأم الذي يصادف 21 منه … ألم أقل لكم إنه شهر المرأة ولأنه شهر المرأة يحق لنا أن نسميه شهر النساء …فالله سبحانه وتعالى سمى سورة كاملة في القرآن باسم النساء وجاء ترتيبها في المصحف الشريف السورة رقم (4) بعد سور الفاتحة والبقرة وآل عمران … سورة النساء شملت أشياء كثيرة منها الإرث (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم).
إذاً القرآن والسنة عظما المرأة قبل أن تعظمها المجتمعات والحكومات ..فالدولة التي تسير على نهج القرآن والسنة لن يكون ديدنها إلا أن تكرم المرأة وتضعها في وضعها الطبيعي، لأنها نصف المجتمع وهي أي المرأة هي التي تربي الأمم والأجيال:
فالأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
نعم الأم هي المدرسة الحقيقية ..لأنها تربي وتعلم وتغرس الأخلاق الحميدة في الأبناء …فالأخلاق تأتي قبل العلم (وقبل العلم أخلاقا) ولأن المرأة هي أكثر الاحتكاك بالأبناء، فإن مسؤولية كبرى تقع على عاتقها ..فتربية الأبناء والحفاظ عليهم ليس بالأمر الساهل ..فهي التي تحمله في أحشائها تسعة أشهر (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا..هذه هي المرأة التي أخرجتنا للحياة.
من أجل هذا يجب أن نساندها ونقف معها .. فالمرأة لم تكن كما كانت في عهود ما قبل الإسلام (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)، كانت تقتل وهي في المهد حتى لا تجلب العار لأهلها.. فالعار يأتي من التربية والأخلاق الفاسدة وليس هي مسؤولة عنه …فعندما تكون التربية جيدة يكون كل شيء جيد ..فالتربية المليئة بالدين والقرآن حتماً نتاجها جيل تستفيد منه الأمم.. فالقرآن هو منهاج حياتنا وهاهو أمير المؤمنين “عمر بن عبد العزيز” يضع إرثاً لنا عندما جاءته ابنته الصغيرة تشكو وهي ابنة أمير المؤمنين، ولم يكن لها لبس جديد في العيد حينها تأثر وذهب لاستلاف مبلغ من المال من أمين مال المؤمنين مقابل ما يعمله الشهر القادم، إلا أن أمين المال قال له أتضمن أنك تعيش حتى ينقضي الشهر حتى أعطيك أجره..سكت أمير المؤمنين ورجع إلى ابنته وقال لها (أتصبرون وندخل جميعاً الجنة أم يدخل أبوكم النار)، فاختارت الابنة الجنة، هذه هي التربية الحقيقية.
التحية للمرأة في يومها العالمي ..التحية للمرأة صانعة التاريخ .. التحية لنساء بلادي الخالدات التحية للام التي أنجبت وعلمت فهي أيضاً مناضلة ..فالنضال ليس بالسيوف أو داخل المعارك وإنما بالأشياء والبصمة التي تتركها خلفك وكونها تسهر الليالي من أجل أبنائها فهذا نضال، ولأنها مناضلة في جميع الاتجاهات فنقول لها أبشري فالجنة تحت أقدامك.