بكل الوضوح
عامر باشاب
“مكارم بشير” حالة إبداعية مكتملة الأركان
{” طرق النجاح في الغالب لا تكون ممهدة بل هي تحديات وصعوبات والطريق المفروش بالورود عادة ما يكون طريق الهاوية، ولكن من يملك النفس الطويل والصبر أكثر اقتراباً من النجاح، وربما نمر في مشوارنا بلحظات فشل أو لحظات انكسار لكنها تظل جزءاً من المسيرة الثقة بالنفس تجعلنا نتجاوز تلك المحطات ولا نطيل الوقوف فيها وميزة الأشخاص الناجحين لا يسمحون لليأس أن يسيطر عليهم فمهما طال الطريق عليهم فلديهم الثقة أنهم سوف يصلون”.. العبارات أعلاه للكاتب الخليجي “محمد الفهد الحارثي” تجول بخاطري، كلما أرى الفنانة مكارم بشير تنتقل من نجاح إلى نجاح. فهذه المطربة عانت كثيراً في بدايتها لأنها اختارت الوصول إلى القمة عبر الطريق النظيف.
{ ما يدل على تميز “مكارم” كمطربة تمتعها بخامة صوتية نادرة ومن خلال أدائها التطريبي العجيب تستطيع ترجمة النصوص الغنائية، كما لديها القدرة على التعبير عن معنى كل مفردة في الأغنية التي تؤديها لتوصلها إلى المستمع بشحنة إبداعية عالية التأثير.
{الصوت الأوبرالي المطاوع وأسلوب الأداء المتفرد جعلا من “مكارم” في سنوات معدودة من أهم الأصوات الغنائية في الساحة.
{ والآن ها هي “مكارم” قد تحولت إلي نجمة صف أول في السودان وأصبح لها جمهور من كل فئات المجتمع، واستطاعت بحرصها على أداء الأغنيات الكبيرة لعمالقة الأغنية السودانية أن تغير مفهوم الوصول إلى الشهرة الذي يظنون أنه يأتي بمسايرة الموضة والنزول لرغبة الشباب وتقديم ما يروق لهم من غناء هابط.
ولكن “مكارم” اختارت طريقاً مغايراً واستطاعت عبره أن تسمو بذوق الكثير من الشباب حيث أخذتهم بصوتها وبطريقة أدائها للأعمال الكبيرة وأجبرتهم على سماعها.
{ مساء (الاثنين) الماضي حضرت الحفل الأسبوعي الذي أحيته “مكارم” بمقهى (اسبارك ستي) ولاحظت كيف استطاعت أن تأسر بأحاسيسها حواس الجميع، فهي تتحرك بحرية مبدعة في الغناء الطروب لتفرض سطوتها على الجميع صغيرهم وكبيرهم وتجبرهم على الانتباه والاستماع والتفاعل بكل حواسهم.
{وضوح أخير
{ في تلك الأمسية كان يجلس بجانبي الصديق الدكتور الأديب “أحمد فرح شادول” ولاحظت مجرد أن تبدأ “مكارم” في الغناء ينفصل كلياً عن من حوله وينسجم مع أدائها الأخاذ،
وفي نهاية الحفل سألته عن رأيه في “مكارم” فجاء رده كالآتي: (هذه الشابة تعتمد على الابتكار في أداء الأغنيات الكبيرة ولديها قدرة للتحرك في مساحات صوتية واسعة). وختم حديثه قائلاً: (نحن أمام حالة إبداعية مكتملة الأركان).
{“أحمد المك” قبل أن أساله عن رأيه، قال: (“مكارم” أكرمها الله ببصمة صوتية خاصة وهي تؤدي أغاني الكبار باحترافية عالية)
{ أما الصديق “صلاح الجزولي” فقال:(“مكارم” صوت قادر على محاربة الغناء الهابط).
{ وأنا في الآخر أقول كلما استمع لمكارم بشير يطمئن قلبي على مستقبل الأغنية السودانية.