في المهرجان السنوي.. (الزهور بسمت لينا)
أواخر الشتاء بـ(الحديقة النباتية)
الخرطوم ـ نهلة مجذوب
في هذه الأيام تتزين الحديقة النباتية بالمقرن وتزداد ألقاً وأناقة وروعة، فداخل غابة الأشجار الخضراء تتوزع نباتات أخرى ذات بهجة تسر الناظرين وتخلب الألباب وتدهش الحضور، حيث تقام فعاليات معرض الزهور وما يحويه من نباتات الزينة بكافة أشكالها وأنواعها، وتبدو اللوحة فيه أكثر جمالاً بأكثر من لون، هذا بجانب ما يستصحبه من معروضات شتى لها علاقة بالزهور وبقية الأصناف الأخرى من النباتات المثمرة والتي هي للزينة عبارة عن لوحة فنية أو تشكيلية متعددة الألوان، ويعد المعرض الذي أصبح يقام في العام أكثر من مرتين فرصة لرؤية الجمال الرباني المتجلي في الأشكال والألوان والروائح، فالحديقة النباتية أصبحت غناء بعروض المشاتل الكثيرة، بجانب معارض الجمال المصاحبة المكملة للورد والزهر الطبيعي من (استاندات) الأصيص و(أناتيك) الخزف والفخار الخاصة بالنبات وأنواع الأصيص و(الفاظات) الراقية.
نباتات الظل أشكال وألوان
كانت الجولة هذه المرة في باحة معرض مشتل (فريس فلور)، حيث تنوع نبات الزينة الشمسي والظلي، وقفنا أولاً عن النباتات الظلية الرائعة كما الأفنان بعضها تتدلى أغصانه بألوان شتى تتمازج روعة وجمالاً، فهي ما بين الأخضر الداكن والفاتح والبنفسج والأصفر والأبيض، والآخر يبدو كما الحرير نعومة وأناقة.
وعن النباتات الظلية الأكثر جمالاً وألقاً داخل البيوت والحدائق يقول “أحمد محمد حسن” مدير المبيعات والذي درس المحاسبة واتجه للعمل في المشتل كموظف وسرعان ما أحب الزهور والنبات وأصبحت جزءاً من اهتماماته وعمله وحبه، قال إنها من أروع النباتات هادئة الألوان مريحة لنفس الناظر، التعامل معها يحتاج لعناية فايقة ودقيقة لتعيش زاهية وتعمر، فهي تحتاج إلى البرودة والضوء والماء القليل لاحتفاظها دائماً بالرطوبة لوجودها في الظل، ويضيف أن أسعارها أغلى من الشمسية لأن إكثارها وإنتاجها مكلف جداً. وعرفنا كما سألناه عن أنواعها فأوضح أن (دراسيا) والمتوفرة في السودان والأرخص سعراً فقط (10) جنيهات للشتلة وبإمكانها الإنبات في الماء دون تربة، أما (كلسيا) المستوردة من “أوربا” فهي التي يقوم بتوطينها لتتأقلم على أجواء السودان الحارة، ويبين أنها تأتي في تربة صناعية وتخلط هنا بالتربة العادية وتوضع في بيوت محمية بعناية حتى يضمن نجاح عيشها، مؤكداً أن التجارب نجحت وأصبحت مرغوبة، هذا بجانب أنواع (اوكسيا) و(فودير) التي تجلب من “هولندا” أكثر البلدان إنتاجاً للنباتات الظلية والزهور.
وعن إقبال السودانيين عليها قال إن معظم البيوت ترغبها لأنها تضفي أناقة خاصة على الأماكن الداخلية.
زهور أواخر الشتاء
وعن زهور أواخر الشتاء التي كانت مبهرة في (فريش فلور) التي تثير أشكالها دهشة وجمالاً لافتاً للأنظار ويلتقط الزوار حولها الصور ولولا المبالغة هي جنة في الأرض. وفي ذات السياق يوضح “أحمد” أن الزهور تكون دائماً موسمية شتوية وصيفية، كاشفاً أن الأنواع الشتوية الأكثر جمالاً هي (المارغولد) بلونيها الأصفر والبرتقالي و(السلسويا) التي تشبه القطيفة في ملمسها بألوانها الناصعة الكبدي والأصفر، بجانب (الاوبقنة الأبيض والأحمر) و(الاستار) و(كروم الزينة) الذي يتم إنتاجه في السودان.
يرى “أحمد” أن الأقبال على المعرض عموماً قل للأسباب الاقتصادية المعروفة بغلاء المنتج النباتي بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد والإنتاج، وقال إنه كثيراً ما يكون مضطراً لإنتاج زهور ونباتات ويبيعها بالخسارة لإرضاء زبائنه وكل الأطراف، مؤكداً حرصه على المشاركة في كل دورات المعرض، أملاً في ذات الوقت أن تستقر الأحوال الاقتصادية حتى يجد أصحاب المشاتل فرصاً أكبر للمشاركة بتخفيض رسومها ويتمكن المواطن من شراء الجميل من الزهور والنبات.
مجهر الزهور والجمال
بدورها تحرص (المجهر) في كل مرة أن تذهب للحديقة النباتية العريقة في منطقة مقرن النيلين بصدرالخرطوم وتقطف من كل بستان زهرة ومن كل مشتل شتلة وتزين باحة الصحيفة بروائع المعرض الذي يبث في النفس شيئاً من الرضا والسرور، وإن كانت أسعار الزهور والنباتات غالية، فيكفي منها النظرة للجمال والاستمتاع بتوابعه من الأشياء الأخرى وحفلاته الساهرة وبرامجه الهادفة. ترى في عيون الناس الزائرة رضاء وابتسامة وكأن حالهم يتغنى بزهرة الحقيبة: يا زهرة الروض الظليل جاني طيفك مع النسيم العليل .