بكل الوضوح
عامر باشاب
حتى لا يسجل البلاغ ضد معتوه
{ سبق أن نبهت للتأمل في شوارع الخرطوم عموم خاصة شوارع مدن العاصمة (الخرطوم وبحري وأم درمان) وغيرها من المدن الكبيرة المنتشرة بولايات السودان المختلفة، وطالبت جهات الاختصاص بالانتباه للمعتوهين بأشكالهم وأعمارهم المختلفة، هم يسرحون في شوارع وأزقة الأسواق الكبيرة والصغيرة ويتجولون داخل الأحياء المتاخمة للأسواق. وقلت بالحرف الواحد إن ظاهرة انتشار المعتوهين في مدن السودان حقاً ظاهرة تستحق الدراسة من أهل الاختصاص بمراكز البحوث الاجتماعية وعلماء وخبراء الصحة النفسية، كما قلت إنها أيضاً تستحق التفاتة عاجلة من الحكومات المحلية وإلى انتباهة فاحصة من الجهات الأمنية.
{ ونبهت أيضاً لتوخي الحيطة والحذر من هذا الكم الهائل من المعتوهين، وطالبت بحمايتهم أولاً من أنفسهم وحماية بقية خلق الله من خطورة أي تصرف مفاجئ يصدر منهم. وللأسف الشديد قبل أيام قلائل تابع الجميع حادثة معتوه سوق القضارف الذي هاج فجأة مسبباً هلعاً وسط المارة، ثم انقضى بسكينه على أحد الأجانب فقتله في الحال وأصاب عدداً من المواطنين إصابات متفاوتة. ومثل هذه الحادثة إذا لم تنتبه جهات الاختصاص سوف تتكرر في أكثر من مدينة ويسجل البلاغ ضد معتوه. وحسب ماعلمت أن هذه الحادثة تكررت في مدينة القضارف أكثر من ثلاث مرات ومازالت السلطات هناك تلوذ بالصمت والسكون.
{وضوح أخير
{ في وقت سابق أيضاً طرحت سؤالاً مهماً للغاية مازلت انتظر إجابته وهو هؤلاء المعتوهون الذين تزداد أعدادهم بصورة مستمرة، ويظهرون في كل يوم بأشكال جديدة، هل جميعهم بالفعل هم معتوهون أو مخبولون أو (مجانين)، أم هناك من يتخفون ويندسون في أوساطهم.
{ مرة أخرى نقولها وبالصوت العالي نرجو من جهات الاختصاص أن تنتبه للأمر وتعالجه معالجة نهائية وفق خطة مدروسة حتى لا تتكرر حوادث الاعتداء على أيدي معتوه.
{ وقد تكون هناك خلايا نائمة في ثياب معتوهين.
{ هناك أيضاً أعداد كبيرة من المشردين منتشرون بكثافة في شوارع الخرطوم، وهؤلاء أيضاً يحتاجون لرعاية وحماية، فهم بالتأكيد يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين، لأنهم في أغلب الأحيان غائبون عن الوعي .
{ للأسف الشديد أننا لا ننتبه للكوارث إلا بعد وقوعها.