بكل الوضوح
عامر باشاب
(تعسيمة) القومي وصمت “أبو عركي”
{ بالأمس وفي زاويته المقروءة (شهادتي لله) وصف الأستاذ “الهندي عز الدين” تلفزيوننا القومي بـ(المعسّم)، وبالفعل هذا هو الوصف الدقيق للحالة التي وصل إليها هذا الجهاز بعد أن تعطلت كل مفاصله وتصلبت شرايينه على أيدي أناس غالبيتهم لا علاقة لهم بالعمل التلفزيوني لا من قريب ولا من بعيد وحتى الفئة القليلة من أصحاب الخبرة داخل (الحوش) فقدوا القدرة على العطاء بعد أن أصابتهم عدوى الفشل، فأصبحوا (جالسين) في صمت على مقاعد المتفرجين لا يقدمون شيئاً ولا يؤخرون وكان نتاج ذلك (شينة) شاشتنا.
{ حقاً هذا الجهاز الذي من المفترض أن يكون قومياً في كل شيء يحتاج إلى ثورة تغيير تحرره من الجمود كما يحتاج لعملية إحلال وإبدال، فشرايينه التي أصابها الانسداد بسبب العشوائية والإهمال في حاجة إلى ضخ دماء جديد من الشباب أصحاب الكفاءات وفي حاجة لخبراء في مجال الإعداد والإخراج التلفزيوني لفك (التعسيمة) وإعادة ملامح الجمال للشاشة. { سعدت كثيراً بالزميل “يوسف بشير” وهو ينتزع إشادة غالية ذات قيمة عالية خاصة أنها جاءت من فنان ومبدع من جيل العمالقة ظل لسنوات على وضع صامت لا يبوح ولا يصرح ألا وهو الفنان الموسيقار العظيم “أبو عركي البخيت”، وسعدت أكثر وأنا أطالع في أخيرة (المجهر) الكلمات التي خرجت من لسان صاحب الصوت الذهبي “عركي”، مشيداً عبرها بالتقرير الصحفي للزميل “يوسف بشير”، عندها قلت في نفسي أما آن لهذا الفنان أن يخرج عن صمته الذي طال ويتحدث للإذاعة والتلفزيون ويصرح للصحافة؟ فكلنا في شوق لمعرفة ماذا يخبئ هذا الفنان في دواخله الأنيقة وكل الشعب السوداني في حالة انتظار لسماع “عركي” وهو يتحدث ليقول لهم (يلا أسمعوا كلكم).
{ وضوح أخير
{ “يوسف بشير” هذا الشاب الموهوب أول ما جاءني في مكتبي حاملاً قصة قصيرة لنشرها على صفحات (المجهر) توسمت فيه روح التميز ولمحت في عينيه قصة نجاح صحفي كبير، فهديته للدخول إلى بلاط صاحبة الجلالة عبر بوابة المنوعات لم يخب ظني سريعاً ما أثبت وجوده وتفوق. { أجمل ما في “يوسف” أنه أمسك القلم الصحفي بالطريقة الصحيحة ودخل برجله اليمين ولذلك صار من المبرزين (فات الكبار والقدرو). { “مكارم بشير” هذه المطربة المتألقة بإصرارها الدائم للسير على نهج الكبار بأدائها الراقي للأغاني التطريبية لعمالقة الأغنية السودانية أكسبت صوتها مناعة ضد أمراض الهبوط.
