تقارير

حوادث الطائرات.. (الأنتينوف) و(الهليكوبتر) تحت رحمة العواصف الترابية !!

حصدت الكثير من الأرواح
الخرطوم : مني ميرغني
تزايدت حوادث وكوارث الطيران خلال الفترة الأخيرة بشكل مقلق للغاية. وبالأمس وفي مطار الخرطوم الدولي اندلعت النيران في مروحية تتبع لشركة (الراية الخضراء”) بعد دقائق من ترجل نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” بعد أن كان على متنها عائداً من مهمة في مدينة ود مدني بينما أصيب ستة أفراد من طاقم الطائرة بحروق طفيفة تم نقلهم لتلقي العلاج بمستشفى الشرطة بالخرطوم، في وقت التهمت فيه النيران هيكل الطائرة التي هبطت بساحة مطار الخرطوم بالكلية قبل أن يخرج منها نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” ليظهر عطل فني في المروحية بعد توقفها على مدرج المطار. وقبل حادثة احتراق طائرة نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” بساعات قليلة أنقذت العناية الإلهية الأمين السياسي في حزب المؤتمر الوطني “حامد ممتاز” ومرافقيه من الإعلاميين من حادث سقوط طائرة مرافقة لوفد للرئيس “عمر البشير” إلى ولاية القضارف ضمن حملة ترشحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة. ونقل شهود عيان لـ (المجهر) من موقع الحدث أن عطلاً فنياً أصاب الطائرة التي كانت تقل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني “حامد ممتاز” ووفداً إعلامياً وبعض مرافقيه وقالت إن قائدها هبط اضطرارياً وسط منازل بقرية “الشملياب” شرق القضارف بعد أن اصطدمت الطائرة بعمود كهربائي. وطبقاً للشهود فإن الطائرة تهاوت في منطقة سكنية وتسببت في تحطيم أحد المنازل التي تشيد في العادة بتلك المناطق من القش. وأكدت المعلومات اللاحقة عدم إصابة أي من ركاب الطائرة التابعة لشركة (الراية الخضراء) للطيران. وسرت أخبار الحادثين سريان النيران في الهشيم من خلال المداولات بين الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وواتساب) بجانب تناقل خبر الحادثين في المواقع الإلكترونية على نطاق واسع عكس اهتماماً منقطع النظير بالواقعتين.. 
إقلاع حذر
وبالطبع فإن الحادثين لم تكونا الأوليين، وبطبيعة الحال لن تكونا الأخيرتين، ففي نهاية فبراير من العام 2012 نجا وزير الزراعة السوداني وقتها “عبد الحليم إسماعيل المتعافي” وثمانية من مرافقيه بينهم مستثمرون إيرانيون من حادث تحطم مروحية بمنطقة الفاو، بينما لقي ثلاثة آخرون مصرعهم على الفور واحترقت جثث اثنين منهم وتفحمت بالكلية بينما نقل جثمان الثالث إلى الخرطوم. وكان الوزير والمستثمرون الإيرانيون استغلوا طائرة عمودية تتبع لشركة (الراية الخضراء) لتفقد سير العمل في المشاريع الزراعية بولاية القضارف. وقبل حادثة طائرة “المتعافي” احترقت الطائرة التي كانت تقل وفداً رفيع المستوى يضم دستوريين يعملون في الحكومة وفي الأجهزة النظامية من بينهم وزير الإرشاد والأوقاف الأسبق “غازي الصادق”، ورئيس حزب العدالة “مكي علي بلايل” ووزير الدولة بالسياحة والآثار “عيسى ضيف الله” ووزير الدولة بالشباب والرياضة “محجوب عبد الرحيم توتو”، والمعتمد برئاسة ولاية الخرطوم “حسن محمد حسن الجعفري”، ومعتمد بحري المهندس “طارق المبارك”، ومدير فرع العمليات بجهاز الأمن والمخابرات الوطني اللواء أمن “أحمد الطيب أبو قرون” ومدير مكتبه النقيب أمن “سيف الدين إبراهيم” ومنسق الدفاع الشعبي بجنوب كردفان “الصادق عبد الماجد المكاوي” والنائب البرلماني “حامد الأغبش” واللواء “صلاح إسماعيل” وعضو هيئة علماء السودان الشيخ “محمد البخيت البشير” والمذيع التلفزيوني “عبد الحي الربيع” وآخرون وقدر ضحايا الحادث بأكثر من (50) شخصاً لم ينج منهم أحد وقع الحادث نتيجة لاصطدام الطائرة بجبل حجير النار بتلودي في صبيحة عيد الفطر المبارك من العام 2012. وفي شهر أبريل من العام 2011  لقي خمسة من أفراد القوات المسلحة مصرعهم  إثر تحطم مروحية عسكرية من طراز (MI17) نقل بمطار الفاشر وهي تحاول الهبوط في طريقها لمهمة إدارية حول الفاشر، وسقطت الطائرة نتيجة لعطل فني أصاب أحد محركاتها وكان من بين ضحايا الحادث قائد الطائرة وهو ضابط برتبة رائد بجانب ضابطين وضابطي صف. وفي خواتيم شهر ديسمبر من ذات العام قُتل ستة أفراد هم طاقم طائرة عسكرية من طراز أبابيل كانت في مهمة إدارية إلى مدينة الأبيّض، وتحطمت بعد ثلاث دقائق من إقلاعها من مطار الأبيض نتيجة لعطل فني حيث اشتعلت فيها النيران ما اضطر كابتن الطائرة لمحاولة الهبوط في ميدان بحي المطار وتوفي في الحادث كل طاقم الطائرة التي كانت تحمل عتاداً عسكرياً ..
قوائم الموت
وفي شهر نوفمبر من العام 2010  لقي ستة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون في حادث تحطم طائرة سودانية كان على متنها أكثر من ثلاثين راكباً في غرب دارفور والطائرة المنكوبة روسية الصنع من طراز (أنتونوف) كانت تحاول الهبوط في مطار مدينة زالنجي بإقليم غرب دارفور، حيث سقطت وتحطمت، وبحسب مسؤول في شركة (تاركو للطيران) التي تشغل الطائرة فإن عجلاتها انفجرت حين هبطت وانقسمت الطائرة إلي نصفين قبل أن يشب فيها الحريق ليقضي على كامل هيكله وفي شهر أكتوبر من العام 2009  تحطمت طائرة نقل سودانية من طراز بوينج (707) تتبع لشركة عزة للنقل بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة واحترقت كلياً ما أدى إلى مقتل جميع أفراد طاقمها الستة وكانت تحمل على متنها طاقماً مكوناً من ستة أشخاص وتحطمت بعد إقلاعها بدقائق معدودة. وفي نوفمبر 2007 احترقت طائرة سودانية من طراز (أنتونوف) عقب إقلاعها من مطار الخرطوم أدى إلى مقتل جنديين سودانيين. وتحطمت في مايو 2008 طائرة من طراز (بيتش كرافت 1900) تابعة لشركة النقل الجوي لجنوب السودان وكان على متنها (21) راكباً بينهم وزير الدفاع الجنوبي “دومينيك ديم”.
صمت الصندوق الأسود
وشهد العام  2006  تحطم طائرة عسكرية سودانية في مطار بلدة أويل الجنوبية أدى إلى مقتل أفراد طاقمها السبعة و(13) جندياً كانوا على متنها.
وفي فبراير2005 تحطمت طائرة نقل سودانية قرب الخرطوم؛ مما أدى إلى مقتل جميع أفراد طاقمها المكون من ستة روس وسوداني واحد. وفي يوليو 2005  سقطت طائرة سودانية قرب مدينة نيالا أسفر سقوطها عن مقتل (19) عسكرياً سودانياً. وفي نفس الشهر يوليو 2005 تحطمت مروحية رئاسية أوغندية كانت تقل النائب الأول الأسبق وزعيم الحركة الشعبية الراحل “جون قرنق” في جنوب السودان بعد اصطدام الطائرة الرئاسية اليوغندية بسلسلة جبال الأماتونج، بينما لم تتكشف النتائج الحقيقية حول ملابسات الحادث الغامض الذي لم يتم إزالة اللبس عنه حتى اليوم رغم تكوين العديد من لجان تقصي الحقائق حول معرفة الأسباب الحقيقية لوقوع الحادث الذي لفه الغموض وقتها. بينما فقدت البلاد (115) شخصاً في العام 2003 في حادث تحطم طائرة عقب إقلاعها بوقت قليل من مطار بورتسودان ولم ينج من الحادث سوى طفل صغير يدعي “محمد الفاتح” الذي تم علاجه بلندن. وفي نوفمبر من ذات العام 2003 توفي (13) شخصاً عندما انفجرت في الجو طائرة شحن من طراز (أنتونوف) كانت تستعد للهبوط في مطار واو بولاية بحر الغزال جنوب ..
شهداء عاشوراء
وتظل حادثة شهداء عاشوراء هي الأشهر في كوارث الطيران ففي العام 2002 تحطمت طائرة عسكرية نتيجة لاندلاع عاصفة ترابية في منطقة عدارييل بجنوب أعالي النيل أودت بحياة العقيد “إبراهيم شمس الدين” وزير الدولة بالدفاع و(14) ضابطاً رفيعاً من بينهم الفريق “أمير قاسم موسى” قائد قوات الدفاع الشعبي حينها، والعميد مهندس “عمر الأمين كرار” بجانب قائد السلاح الطبي اللواء طبيب “مالك العاقب الخضر” واللواء “بكري عمر خليفة” واللواء “فيصل عيسى أبو فاطمة” والعميد “أحمد يوسف المصطفى”، بينما سبقها سقوط طائرة النائب الأول للرئيس “الزبير محمد صالح” في العام 1998 بمدينة الناصر على نهر السوباط، وأسفر الحادث عن موت كابتن الطائرة الشهيد “طه الماحي” غرقاً، وموت “عبد السلام سليمان سعد”، حيث نجا من الموت غرقاً اللواء طبيب “الطيب إبراهيم محمد خير” والقيادي الجنوبي “موسى الملك كور” والمنسق العام للدفاع الشعبي “كمال الدين إبراهيم”، بجانب الدكتور “لام أكول”. وفي يونيو 1999 كان مقتل (50) شخصاً بينهم ستة ضباط جراء تحطم طائرة عسكرية بعد إصابتها بعطل فني في ولاية كسلا. وسبق ذلك ما عرف بكارثة (ربكونا) حيث قتل في حادث تحطم الطائرة بولاية الوحدة كل من “فضل السيد أبو قصيصة” و”بول ريث كوانج” و”أحمد الرضي جابر” و”موسى علي سليمان” ..
تتعدد الأسباب والموت واحد
وحول أسباب تعدد حوادث الطائرات يكشف  اللواء طيار “عبد الله صافي النور” المدير الأسبق للطيران المدني أن أسباب سقوط الطيران متعددة منها رداءة الطقس كالرياح والعواصف الترابية والأمطار الغزيرة وأسباب أخرى فنية خارجة عن نطاق السيطرة مثل الأعطاب والأعطال الفنية في أجزاء الطائرة. ونفى وجود الإهمال في حوادث الطيارات، مؤكداً أن الطائرات تتم صيانتها بصفة دورية وقبل الطيران بساعة تحدث الصيانة وعلميات الفحص والمراجعة للتأكد من صلاحية الطائرة للطيران وسلامتها واستعدادها للإقلاع. بينما كشف الخبير في مجال الطيران الكابتن “شيخ الدين محمد عبد الله” لـ(لجزيرة نت) أن الأخطاء البشرية تتسبب في (70%) من حوادث سقوط الطائرات السودانية. وقال إن تعدد شركات النقل المحلية زاد من عدد حوادث الطائرات بالبلاد. وأوضح أن تحطم الطائرات ليس له علاقة بأنواع الطائرات ولا بأعمارها، مؤكداً وجود صيانة دورية تخضع لها الطائرات كافة. وأشار إلى عدم مراعاة كثير من العوامل في من يتولون قيادة الطائرات بعدما اتجهت بعض الشركات للكسب المادي على حساب راحة الطيارين..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية