(القيلولة).. فترة راحة واستجمام سلبتها ضغوط الحياة وزحمة العمل
كتب ـ إسماعيل يوسف
مع ازدياد مشغولياتنا واتساع رقعة الأعمال اليومية تخلى الكثير من الناس عن بعض العادات الجميلة مثل تناول الأسرة للغداء مجتمعة و(شاي العصر) في (حوش) البيت، وغيرهما.. حتى القيلولة التي أوصى بها الإسلام لم يستطع الكثير منا الالتزام بها.. وتعرف القيلولة بأنها فترة راحة في النهار مع النوم أو الاستراحة، خاصة في فترات النهار الحار وازدياد حرارة الشمس. وفي حديث للنبي “صلى الله عليه وسلم” قال: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل).. لكن أصبح الناس لا يضعون لها اهتماماً لكثرة مشاغل الحياة من عمل وسفر.عادة القيلولة عند أهلنا في السودان، هي فترة راحة للكبار والصغار.. وفي الريف تأخذ مساحة واسعة عند المزارعين والأطفال وكبار السن،لكن كثيراً من الشباب لا يهتم بها، لأن إيقاع الحياة أصبح ضاغطاً عند البعض، والبعض الآخر يفضل التسكع أمام (الدكاكين)، وفي الطرقات والأسواق، ومع بائعات الشاي. واتجه الناس إلى تفضيل الجلوس في الشوارع أو المتنزهات بدلاً عن القيلولة نسبة إلى واقع الحياة الصعب والظروف الاقتصادية الضاغطة. وتلعب وسائل الاتصال دوراً مهم في انشغال بعض الشباب عن أوقات الراحة، فمعظمهم يقضي وقتاً طويلاً أمام التلفاز أو تصفح الانترنت والهواتف الذكية مما أدى إلى نسيان زمن الراحة لدى كثير من الناس.. وفي عصرنا هذا أصبح الناس لا يهتمون بالقيلولة كما السابق حيث يخلد معظم الناس إلى النوم خاصة كبار السن عقب تناولهم للقهوة أو عقب الإفطار أو عند عودتهم من الزراعة في (الضحوية).وفي حديث للباحث الاجتماعي “بابكر أحمد عباس” قال إن المشغوليات وزحمة العمل وتسارع إيقاع الحياة أسقط العديد من العادات والتقاليد السمحة التي تميزت بها الكثير من الشعوب العربية والإسلامية ومن بينها القيلولة، التي وصفها بفترة الاستجمام التي يعيد بها الإنسان نشاطه ويجدد همته للعمل، وبعدها يقبل عليه بروح جديدة. كما أكد أنها تعيد تنشيط الذاكرة.الشيخ “محمد صالح” إمام مسجد (فاروق) العتيق قال إن القيلولة تعين الفرد المسلم على قيام الليل، ودعا الجميع إلى التمسك بها كواحدة من السنن التي ورثناها عن خاتم المرسلين سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”.