"الأفندي" . . جهالات (الدكاترة)!!
نشر الدكتور “عبد الوهاب الأفندي” المستشار الإعلامي الأسبق بسفارة السودان في “لندن” مقالاً بجريدة (القدس العربي) أمس الأول تحت عنوان (البشير . . والكفيل الإماراتي)!!
ما كتبه “الأفندي” مقللاً من قيمة وأثر زيارة الرئيس “البشير” لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومسفهاً لها، لا يليق لغة ومنطقاً بكاتب يطرح نفسه على الميديا العالمية كمفكر ومحلل وباحث في الكثير من الملفات ابتداءً من السودان والقرن الأفريقي، مروراً بالشرق الأوسط . . ووصولاً للشرق الأقصى!!
مقالات “الأفندي” الصاخبة خلال الفترة الأخيرة، جعلته ينحدر إلى خانة (مناضلي النت)، العناكب . . هتيفة الشبكة العنكبوتية!!
ذكر الكاتب أن “البشير” تذلل في رحلة الإمارات، بما لا يليق برئيس (نصف دولة)، لكنه لم يحدد مواقع ومشاهد (التذلل) المزعوم في الزيارة التأريخية، خاصة أنه لم يكن هناك، لم ير . . ولم يسمع!!
“الأفندي” . . شاهد ما شافش حاجة، استلف معلوماته من قروبات (النضال الإسفيري) وصفحات (الفيس بوك)، فهل يجوز له، أو لغيره من كتاب الخرطوم و(قروباتها) أن يفتوا وينصحوا ويحددوا للناس مخارج الخلاص؟!
ولأنني كنت شاهداً على هذه الزيارة التي أقلقت مضاجع الدوائر (الإستخباراتية) الإقليمية والدولية وعملاءها في المنطقة، ولأنني رافقت الرئيس ونائبه الأول السابق في رحلات عديدة خارجية، فإنني أجزم أن مستوى الحفاوة وأبهة الاستقبال، وكرم الضيافة الذي قوبل به الرئيس “البشير” بين أبو ظبي ودبي، غير مسبوق على الإطلاق مقارنة بأكثر رحلاته في أفريقيا ودول العرب.
الذين صادفوا موكب سيارات وفد الرئيس المنطلق من مطار أبو ظبي إلى (قصر الإمارات) بنحو (ثلاثين) سيارة من أفخم طرازات (مرسيدس)، وما تبع ذلك من إغلاق مسارات عدة طرق ووقف حركة المرور عند التقاطعات، يعرفون . . هل كانت رحلة للتذلل لدى كفيل إماراتي أم لا؟!
والذين يعلمون أن قيادة الدولة الإماراتية أرسلت طائرة خاصة فائقة الفخامة إلى مطار الخرطوم لتقل الرئيس ووفده الرفيع إلى أبو ظبي، يفهمون معنى الرسالة قبل الإقلاع، فمتى كان (الكفلاء) . . يا أفندي . . من العينة التي عنيتها في النكتة (البايخة) في مقدمة مقالك، يتوددون إلى مكفوليهم على هذه الطريقة ؟!
ولو تابع “الأفندي” صور حفل افتتاح معرض الدفاع الدولي في دورته الـ(12)، وشاهد “البشير” يجلس على المنصة وإلى يمينه نائب رئيس الدولة الشيخ “محمد بن راشد” وولي عهد أبو ظبي الشيخ “محمد بن زايد”، (ندعو لرئيس الدولة الشيخ “خليفة” بتمام الصحة والعافية)، لتيقن أن رئيس جمهورية السودان كان (ضيف الشرف) للمعرض والمؤتمر العسكري . . وهو (المشير) الأقدم وكبير العسكريين العرب .
لو شاهد “الأفندي” كثافة الحشد المراسمي (الإماراتي) المرافق للبشير أثناء الرحلة، لعرف الفرق بين الكافل والمكفول .
وبالتأكيد لا يعرف السيد “الأفندي” شيئاً عن تفاصيل الميزان التجاري بين السودان والإمارات، فلو كان سيادة الدكتور (الباحث) يعلم أن حجم صادرات السودان إلى الإمارات يفوق حجم واردات السودان من الإمارات في العام 2014، وأن بلادنا صدرت ما قيمته (مليار وثلاثمائة مليون دولار) غالبيتها من الذهب، لاكتفى بالصمت، ولزم مكتب بحوثه البارد الكئيب في عاصمة الضباب.
فمن هو الكفيل ومن هو المكفول يا أفندي . . من هم في حاجة إلى السودان في ظل انهيارات الأنظمة الحاكمة بالمنطقة . . أم ” البشير” الذي يتمدد حكمه لربع قرن من الزمان مقابل معارضات وجبهات هزيلة ومخالفات دولية عجزت عن قهر النظام وتركيع رجاله ؟!
يا لبؤس البحوث . . وخواء شهادات الدكتوراه . . حتى في بريطانيا!!