(المجهر) تحاور السفير الكويتي "طلال الهاجري" بمناسبة الاستقلال
مشروع سكر كنانة من أكبر مشاريعنا الزراعية مع السودان
بيئة الاستثمار واعدة ومشجعة لهذه الأسباب!!
ساهمت الجالية السودانية في نهضة الكويت على المستويات كافة
المشكلة الداخلية لكنانة حلت بصورة راقية بين مسؤولي البلدين
حوار – صلاح حبيب
المقدمة:
تشهد العلاقات السودانية الكويتية تميزاً في الأصعدة كافة وظلت دولة الكويت الشقيقة تسهم في نهضة وتطور السودان، وبمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لاستقلال الكويت والذكرى الرابعة والعشرين للتحرر من الاعتداء الغاشم عليها.
التقت (المجهر) في حوار مطول مع السفير الكويتي بالخرطوم “طلال منصور الهاجري” تناول ذكرى الاستقلال والتحرر بجانب العلاقات السودانية الكويتية وتطورها بجانب اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة التي انعقدت بالكويت مؤخراً ومخرجاتها إضافة إلى الاستثمارات بالسودان وأهمها، ووجهة نظره حول الديمقراطية في بلده وهل يمكن أن تكون هادية لبقية الدول الأخرى، وما هي أهم الاستثمارات التي تقوم بها دولة الكويت.. الآن بالسودان هذا بالإضافة إلى العديد من الأسئلة الأخرى فنترك القارئ مع إجابات السيد السفير “طلال الهاجري” حول ما طرحنا عليه من أسئلة:
{ نتقدم أولاً: السيد السفير بالتهنئة الخاصة لك والحكومة وشعب الكويت الشقيق بأحر التهاني بمناسبتين عزيزتين عليكم، فماذا أنت قائل عنهما؟
– تحتفل دولة الكويت بمناسبتين عزيزتين على قلوبنا الذكرى الرابعة والخمسين للاستقلال والذكرى الرابعة والعشرين لتحرير الكويت من الغزو الغاشم.
وفي إطار العلاقات السودانية الكويتية لا نستطيع إلا أن نصفها بالتميز والضاربة في الجذور وهي علاقات أصيلة بين شعبي البلدين وترجمت إلى واقع ملموس من خلال التعاون المشترك في المجالات كافة الاقتصادية والثقافية والاستثمارية والتعليمية وكذلك الجوانب السياسية.
فالعلاقات بين قيادتي البلدين تعتبر من العلاقات المميزة ولها مكانة رفيعة وعزز من ذلك الزيارات المتبادلة والتعاون على مستوى الحكومات، وفخامة الرئيس السوداني المشير “عمر حسن أحمد البشير” قد شارك خلال العام الماضي 2013م، في قمتين الأولى في القمة العربية الأفريقية التي عقدت بالكويت، والثانية القمة الخامسة والعشرين التي عقدت في مارس 2014م، بالكويت وصاحب زيارة فخامة الرئيس “عمر البشير” لقاءات ثنائية مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ “صباح الأحمر الجابر الصباح” بالإضافة إلى لقاءات بين المسؤولين ووزراء كويتيين وسودانيين.
{ وكيف تنظر إلى العلاقات الثنائية؟
– لقد ترجمت مؤخراً بانعقاد الدورة الثانية للجنة الوزارية المشتركة السودانية للتعاون في دولة الكويت في دورتها الثانية خلال شهر فبراير بتاريخ 9 -10/ فبراير 2015م، وعقد الاجتماع الأول على مستوى كبار المسؤولين وهو اجتماع تحضيري في التاسع من فبراير، ثم الاجتماع الوزاري بتشريف وزير الخارجية معالي الأستاذ “علي أحمد كرتي” مع معالي الشيخ “صباح خالد الحمد الصباح” وزير الخارجية، وعقدت مباحثات ثنائية قبل انعقاد الاجتماعات الرسمية الوزارية المشتركة وعقدت اللجنة بحضور أكثر من ثلاثين جهة من الكويت إضافة إلى جهات عديدة حضرت من السودان مع وزارات حكومية مختلفة، وتم بعد ذلك التوقيع على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وبرامج التعاون.
{ ما هي أبرز تلك الاتفاقيات؟
– أبرز تلك الاتفاقيات اتفاقية التعاون الصناعي والتعاون الثقافي والفني واتفاقية في مجال الثروة الحيوانية والمراعي وبرنامج تنفيذي تربوي من 2015 – 2017م، وكذلك هناك اتفاقية قرض مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الصناعية لتمويل مشاريع كهرباء شرق السودان، وهذه الاتفاقيات تم التحضير الجيد لها بالإضافة إلى تفعيل اتفاقيات سابقة.
{ هل هناك فترة زمنية لتنفيذ تلك الاتفاقيات؟
– هناك برامج تنفيذية في مجال التعاون التربوي للأعوام 2015 – 2016 – 2017م، بعدها تجدد أما الاتفاقيات الأخرى فهي نافذة بموجب إخطار أي مجرد ما يخطر طرف الطرف الآخر خلال مهلة شهر أو بعده تصبح داخلة في حيز النفاذ بعد المصادقة الدستورية عليها وإتمام الإجراءات القانونية من أي بلد الكويت أو السودان، وهناك اتفاقيات سابقة ووقعت جارٍ الآن تنفيذها وهناك مشاريع اتفاقيات قدمت خلال اللجنة الوزارية المشتركة بالكويت وسيتم دراستها من الجانبين، الجانب الكويتي يقدم مشاريع اتفاقيات ومذكرات تفاهم إلى الجانب السودان وكذلك الجانب السوداني يقدم مشاريع اتفاقيات ومذكرات لدراستها وهي ستكون مطروحة للاجتماع القادم الذي تقرر عقده بالخرطوم عام 2017م.
{ بدأت دولة الكويت الاستثمار مبكراً في السودان والآن نلاحظ تدفق رؤوس الأموال العربية، ما هي الاستثمارات الجديدة لدى دولة الكويت لتنفيذها بالسودان؟
– الاستثمارات الكويتية بالسودان قديمة وقد انطلقت منذ استقلال دولة الكويت فنذكر على سبيل المثال لا الحصر مشروع سكر كنانة وهو من أكبر مشاريع الاستثمار الزراعي والتي تحقق الأمن الغذائي العربي بالإضافة إلى شركة الفنادق الكويتية السودانية التي تدير فندقي هيلتون الخرطوم وهيلتون بورتسودان الذين تحولا إلى فندق كورال الخرطوم وكورال بورتسودان، بالإضافة إلى العمارات الشهيرة على شارع النيل وهي استثمار مشترك تحت مظلة الشركة الكويتية السودانية للبناء والتشييد، إضافة إلى عدد من الاستثمارات في مجال القطاع الخاص شركة زين للاتصالات وهي شركة رائدة في مجال الاتصالات تعمل منذ أكثر من ثمانية سنوات وهناك استثمارات للقطاع الخاص بإقرار كويتي للعمل والاستثمار في مجالات الزراعة والعقار والقطاع الصناعي وكلها مشمولة ضمن الاستثمارات الخاصة.
{ كيف تنظر إلى مستقبل الاستثمارات الكويتية؟
– المستقبل واعد ومثمر خاصة أن بيئة الاستثمار في السودان مشجعة لما توفره من إمكانيات ضخمة أراضي وموارد مائية خاصة في مجال الاستثمار الزراعي إلا أن هناك بعض الصعوبات والمعوقات كأي بلد في القوانين أو تطبيقها وهي تعد حجر عثرة في تقدم الاستثمارات الكويتية، ولكن نحن نعمل مع الجهات الحكومية المختصة ممثلة في المجلس الأعلى للاستثمار ووزارة الاستثمار على رأسها الدكتور “مصطفى عثمان” وكذلك وزارة الاستثمار والصناعة بولاية الخرطوم لتذليل هذه الصعوبات وإزالة العقبات كافة التي تواجه الاستثمارات بالخرطوم.
{ حدث جدل مؤخراً حول سكر كنانة كيف تنظر للذي حدث وقتها؟
– الاستثمار في مجال السكر رائد والآن لا توجد أي خلافات فقد حل الإشكالات الداخلية وتم التفاهم بصورة راقية بين مسؤولي البلدين والآن الأمور تسير بصورة طيبة والإنتاج في أفضل حالاته.
بدأ انفراج في العلاقات السودانية مع دول الخليج فيتوقع أن يزور الرئيس “البشير” الكويت لم تتوفر معلومات كافية في ذلك ولكن الرئيس “البشير” مرحب به في دولة الكويت في أي وقت.
{ تشهد دولة الكويت ديمقراطية حقيقية هل يمكن أن تكون هادية لبقية الدول العربية؟
– الكويت جبلت على الحياة الديمقراطية منذ بداية استقلالها وربما قبل ذلك فمجلس الشورى عام 1921م، وتلاه المجلس التشريعي 1938م، وبعدها توجت ثورة العمل الديمقراطية المتطور بإنشاء الدستور الكويتي عام 1962م، ومن بعدها الحياة البرلمانية بانطلاق أعمال المجلس التأسيسي 1961م، ثم مجلس الأمة 1962م، وهو يمثل إرادة الشعب من خلال النواب الممثلين لفئات الشعب الكويتي كافة بالدوائر المختلفة.
{ طغى الجانب الاقتصادي والسياسي على الجانب الثقافي في الجانب الثقافي هناك عمل مشترك في المجالات الثقافية ولا ننسى الإسهامات الكويتية في مجال الثقافة والفكر والمعرفة العربية من خلال مجلة العربي ومجلة عالم الفكر وعالم المعرفة وكثير من الإصدارات العربية الخاصة بالثقافة والأدب والفن التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وجهات أخرى، وهناك معرض الكتاب العربي الذي تقيمه وزارة الإعلام بدولة الكويت وغيرها من الفعاليات، كيف تنظر إلى الجالية السودانية في الكويت؟
– لقد ساهم الأخوة السودانيين في نهضة الكويت إعمارها من خلال المساهمين في سوق العمل الكويتي من أبناء السودان في شتى المجالات التعليمية والطبية والهندسية وأساتذة بالجامعات وأطباء في المجال الصحي، اقتصاديين في عدة مؤسسات مصرفية ومالية واقتصادية كويتية فالكادر السوداني مؤهل وعالي التعليم والثقافة وأسهم في تطوير الكويت ونهضتها والمواطن السوداني لما يتميز به من بساطة في كرم وأريحية وثقافة عالية بجانب الأخلاق الرفيعة وهو يجد نفسه بدون تحفظات داخل المجتمع الكويتي في انسجام وتناغم.
{ إلى أي مدى استمرار العلاقات السودانية الكويتية وتطورها مع وجود التحديات بالمنطقة؟
– العلاقات السودانية الكويتية وطيدة ومتطورة وليس هناك تحفظات لإعاقتها ونحن ننظر إلى تلك العلاقات نظرة تفاؤل وأمل كبيرين لأن العلاقات ستشهد تطوراً وازدهاراً بفضل الرعاية الكريمة من قائد البلدين ومن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح” ودعمها لكل ما من شأنه أن يطور تلك العلاقات وينميها.
{ اللجنة الوزارية المشتركة خلال اجتماعاتها هل تطرقت إلى الاستثمارات في السودان؟
– نعم ناقشتها وناقشت الصعوبات التي تواجهها وساهمت المناقشات في حل بعض المشاكل.
{ يقال إن بعض الاستثمارات ورؤوس الأموال التي جاءت للسودان دخلت في استثمارات هامشية ونحن نتحدث عن السودان سلة غذاء العالم في أي المجالات أكثر استثمارات الكويت؟
– الكويت ليس لها تركيز في مجال استثماري واحد وإغفال جوانب أخرى فالمستثمرين الكويتيين يدخلون في المجالات كافة ولكن الزراعية هي الأكثر قبول نظراً لتوفر الأرض الشاسعة وتوفر مصادر الري.. وهناك توجه وإقبال على الاستثمار في مجال الأمن الغذائي أكثر من جوانب أخرى لكن هذا لا يعني إقفال الجوانب الاستثمارية الأخرى مثل العقارية والصناعية فكلها حاضرة.