عروض فلكلورية تجمع ثقافات أروبية وأفريقية في قلب أم درمان

 في (يوم الأحفاد العالمي)
أم درمان ـ نهلة مجذوب ـ آيات مبارك
في حلة زاهية احتضنت جامعة الأحفاد للبنات احتفالات (اليوم العالمي) في دورته الثالثة التي اتسمت ألقاً وبهاءً تحت شعار (المرأة ..الثقافة والفنون)، بمقرها بأم درمان (السبت) الماضي، خلال فعاليات تضمنت عروضاً شتى لطالبات الجامعة اللائي ينتمين لدول (أسبانيا، نيجيريا، إثيوبيا، كينيا، تركيا، جنوب السودان إرتريا والسودان)، شملت عروضاً فولكلورية تحكي عن العودة  والحنين إلى الجذور لتزين سماء مدينة أم درمان بضربات الطبول والرقصات الشعبية الفلكلور.. إضافة إلى طعم البهار الحاذق الذي يزين الموائد التقليدية إضافة إلى العروض الثقافية وذلك على خشبة مسرح نادي الجامعة والتي كان فيها الكثير من الإبداع والجمال اجتذبت أسر الطالبات وشكل سفراء الدول الأجنبية ودول الجوار الأفريقية حضوراً كبيراً مع الجاليات التي تتبع لها الطالبات المشاركات.
وعبر المتحدثون من ممثلي سفارات هولندا وأمريكا وفرنسا عن بالغ سعادتهم بيوم الأحفاد العالمي الذي عكس ثقافات الدول المشاركة عبر طالباتها. وقالت ممثلة ألمانيا إن مشاركتهم القادمة ستكون بفرقة تراثية لعكس الثقافة الألمانية.
وكانت الأحفاد بهذه المناسبة لوحة رائعة انسجمت فيها طالباتها فناً وثقافة وعكست وجهاً مشرقاً وحضارياً للجامعة العريقة كونها تفرد مساحة مقدرة للفن والإبداع للطالبات السودانيات مع الأجنبيات وتعرف بهن البعض من خلال المعارض التي كانت تضج بالزائرين وتذخر بالتراث النادر والأصيل وتطرب بالغناء والموسيقى والرقصات.
(المجهر) إبان جولتها في المعارض التقت بطالبات من دولة الصومال الشقيقة في جناح ضم أشهر الوجبات من المأكولات الصومالية بجانب عرض وتعريف بالأزياء الرسمية. وتقول الطالبة “نور” التي تدرس الطب وهي من الصومال إنها تفتخر بجامعة الأحفاد وتعتبر الاحتفال فرصة ليطلع الزوار على عاداتهم وتقاليدهم في موطنهم. وأوضحت “نور” أن (عنجلو) التي تشبه الكسرة السودانية تماماً هي الأشهر في الصومال بجانب (موفو) ولها طعم وشكل القراصة السودانية بالإضافة إلى (أودكا) وهي الأكلة الصومالية الأصيلة وتتكون من قطع اللحم الصغيرة المشوية مع قطع البلح أو العجوة وتؤكل مع السمن. وتضيف “نور” أن ثمة شبه بين المأكولات السودانية والصومالية خاصة في أنواع البليلة، مبينة أن لهم البليلة مع الأرز والسكر وتُسمى (عمولا)، هذا بجانب الأزياء التقليدية (هدودغت) ودروع الرجال (معوز) و(الأوكا) مع الموفا) و(شاش) الذي تلبسه العروس بعد مرور أسبوع على زواجها ويعني أنها انتقلت من بيت أهلها إلى أهل زوجها.
بلاط الدولة العثمانية
وفي المعرض التركي الذي جسد حياة سلاطين الدولة العثمانية وضم أشهر المأكولات التي تنسب للأتراك كان من تنظيم طالبات جامعة القرآن الكريم قسم اللغة التركية ومنظمة الخيرات التركية وحوى فناجين القهوة التركية وآنية من صحون وكؤوس وقوارير لسلاطين الدولة حيث كان كل سلطان يطلب نقشاً محدداً على أوانيه وترسم باليد بألوان طبيعية.
كما ضم معرض جنوب السودان والذي  كان أكثر ما يميزه صورتا الرئيس “سلفاكير ميارديت” والزعيم الراحل “جون قرنق” إضافة  إلى وجبات الجنوب الشهيرة وخيراته من البفرة والفواكه بجانب رقصات الجنوب التقليدية .
أصوات الحجول
أما عند مضارب معرض (جبال النوبة) فالتقينا ببعض الفتيات الجميلات تتصدرهن (ملكة جمال جبال النوبة) التي شرحت لنا استخدامات السكسك والودع في المناسبات والفرق بين استخدامات النساء والرجال وفنون الصيد. أما عن الغناء فقد يشكل مشهداً بالغ الخصوصية وسط الحسان السمراوات اللائي يضربن على الأرض وصوت الحجول  ونقرات الطبول تطغى على أسئلتنا المتقطعة.
فنجان قهوة بنكهة الحب
وفي (جناح إرتريا)  تحدثت إلينا الطالبة ” كريستينا” التي فرغت من إعداد قهوتها للتو وعندما سألتها عن سر خلطة الجبنة الحبشية أجابت ببساطة (ما فيها حاجة غير دوا.. لكن عشان انتو سودانيين بتحبونا بس) التي شرحت لنا استخدامات أدوات الموروث الثقافي الأثيوبي من (أدوات طعام) و(صيد) وقد أسهبت في سرد دور (حيوان الأبل) في الحياة العامة بالإضافة إلى خدمته التي قضاها إبان ( الثورة الإرترية) إضافة إلى الثروة السمكية الهائلة التي تعج بها ضفاف (البحر الأحمر).