"ميادة سوار الذهب".. كيف يرتفع الفولاذ على أغصان الياسمين؟؟
بقلم – عادل عبده
الدكتورة “ميادة سوار الذهب” رئيسة الحزب الاتحادي (الليبرالي) تعطيك الإحساس القوي بأنها دخلت إلى قلب الساحة السودانية على نمط اجتياح العاصفة الكونية!! لم تدخل بهدوء وسكينة كما يفعل الظل! فالدكتورة “ميادة سوار الذهب” لا تحمل أفكاراً مبسترة ولا تصورات مطبوعة على ديباجة من حرير، بل تحاول دلق برنامج واقعي وحيوي على قارعة الطريق ينهل من خصائصه جميع المواطنين، فهو بضاعة مركبة من النفائس والأحاجي والتصورات الملتصقة بشرائح المجتمع!! هكذا لاحت الدكتورة “ميادة” كقوة النيل واندفاعه في المشهد السياسي وهي تتحدث عن الثورة الفكرية ورفع الوعي عن الإنسان السوداني في ظل توليفة سياسية معافاة تكرس لوازم الوحدة الوطنية وتطبيق الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعي فعلاً لا قولاً.
بقدر ما تناول البعض المعاني المضللة عن العلمانية وتخويف الجمهور من آثارها فقد كانت الدكتورة “ميادة” واضحة وشفافة في إزالة اللبس وفك الطلاسم عندما أشارت إلى رفض فكرة الإسلام السياسي وويلاته الخطيرة على المجتمع، وأقرت بفصل الدين عن التكاليف العامة دون المساس بقدسيته ودوره الروحي في الحياة.
الدكتورة “ميادة سوار الذهب” قلبت الصورة النمطية للمرأة السودانية التي ظلت تحاول إخفاء المسكوت عنه وردم الهوة الممنوعة بتراب الخجل والمداراة، فهي تضع (فيتو) على المخادعة السياسية وكبسولة المجاملات في الحياة العامة ولا تؤمن بالكاريزما القابضة في التنظيمات السياسية والطائفة الدينية مهما تعاظم البريق على أوتارها، بل أن الدكتورة “ميادة” لا تتورع في القول بأن قوى المعارضة مخترقة ولا يمكن الوثوق بمستقبل التحالفات السياسية وهي تعتقد بأن الدكتور “الترابي” هو عراب الإنقاذ الذي عاد إلى عرينه بعد المقاطعة الطويلة بين القصر والمنشية وبذات القدر ترفض أن تكون نسخة كربونية من الأستاذة “هالة عبد الحليم” رئيسة حق السابقة أو رمزية نسائية أخرى!! وكذلك تراهن على فوزها في انتخابات رئاسة الجمهورية المرتقبة إذا توفرت عناصر النزاهة والمصداقية في صندوق الاقتراع.
في الصورة المقطعية يرى الكثيرون أن الدكتورة “ميادة سوار الذهب” فيها شيء من السيمفونية الغربية في ثوب الواعظة الجديدة، وأنها تحمل قناعات مناهضة للفكر الدوغمائي وبذلك تنادي بالتطوير ومعالجة المثالب عن طريق الكاوية والحسم اللاذع، وربما تكون “ميادة” (بلدوزر) نسائي لها إيقاعات مركبة من نسيج لا يحتمل التهاون والتدليس.
دخلت الدكتورة “ميادة” في تجربة الوحدة الاتحادية من خلال لحظة خاطفة، وتولت قيادة حزبها في لحظة فاصلة، ودلفت إلى عالم الشهرة في المسرح السوداني في لحظة مواتية، فهي لا تعرف ترطيب المواقف وتدليس العبارات والأفكار وتلوين القناعات وتغليف الإشارات والمعاني.
الدكتورة “ميادة سوار الذهب” امرأة سياسية بلا مساحيق ولا رتوش، تتوكأ على قوة صمود واضحة وإطلالة غامضة وجذابة!! خطوة الدكتورة “ميادة” في عالم السياسة حاكمت العقلية القديمة التي تستخف بقدرات المرأة في التصدي للتكاليف والمهام الشاقة.. إنها امرأة من داخل تركيبتها البيولوجية والعقلية والنفسية كانت تمثل بركاناً في وجه التحديات والاختبار السياسي.. هكذا يلوح الدرس البليغ فالضعف والهوان يكون في سقوط العزيمة ولا يعرف بمقياس النوع!!
المحصلة كانت هنالك ملامح تفوق الخيال في المدرسة الواقعية مفادها!! كيف يرتفع الفولاذ على أغضان الياسمين؟!