مسرح اسحق
يمتد الفضاء المسرحي لأسحق أحمد فضل الله ما بين صفوية وصوفية.. ومؤامرات تحاك في رابعة النهار.. وفي هجعة الليل.. كل الدنيا لا شغل لها بتطور عملي ولا نهضة صناعية ولا هماً لحكومات الغرب لتوفير احتياجات الإنسان إلا حياكة المؤامرات للسودان وشعبه.. وإن إريتريا في سبيل مصالحها استطاعت تجنيد قبيلة (واستمالة القيادي) حتى لو كان هذا القيادي من قلب التنظيم الذي ينتمي إليه “إسحق” .. وإن بروفيسور “غندور” بكل خبرته السياسية ونضوج رؤيته وسماحة خلقه ما هو إلا سياسي ساذج لا يميز بين الواو الضكر واللبان الضكر!!
“إسحق فضل الله” له شعبيته الكبيرة وسط القراء وجماهيره الواسعة وسط الإسلاميين والعلمانيين، يقرأون لإسحق فضل الله والكل يحمل ببن جنبيه (أشياءه) الخاصة والعامة.. لكن كثيراً ما يكتب “إسحق” كأنه في عالم آخر.. ودنيا على التي على ظهرها تعيش ما بين الأحلام.. وخيالات المبدعين، معلومات تنزل عليه من كل (المريدين) يطرق “إسحق” على أبواب قرى هجرها أهلها.. وينكأ جراحات آن لها أن تندمل.. وأمراض غشيت الساحة السياسية حقاً علينا وصف دوائها لتطيب من سقم وتشفى من جرح .. وتندمل.. من تلك ما جاء في مقالته أمس يقول” قبيلة الزغاوة في تشاد والسودان التي تتلقى الهزائم الآن في كل مكان تشعر أنه إذا سقط “دبي” انكفأت تشاد كلها بأسنانها وأظافرها للانتقام من القبيلة هذه، تلك هي رؤية “إسحق أحمد فضل الله” للسلطة في تشاد التي تحكمها مجموعة سياسية وليست قبيلة الزغاوة، السلطة تنهض على أساس المصالح والأشواق والأهداف وقد انتهت سلطة المماليك وسلطنات القبائل.. و”إسحق” يعرف وغيره يعرف.. ولكن كثيراً يهرفون عندما اشتعل التمرد الدارفوري في أيامه الأولى.. كانت رؤية “إدريس دبي” للخرطوم إن كان هؤلاء (..) وذكر عدداً بأصابع اليد. يتسببون في إهدار موارد بلادكم ويقتلون أهل دارفور فيجب قتلهم.. لكن الخرطوم ترفض… وهل كان مقتل “خليل إبراهيم” بعيداً عن تشاد.. ود. “خليل إبراهيم” ليس جعلياً من جبل أم علي ولا شايقياً من منحنى النيل أقرب الناس إلى “إدريس دبي”.. وهل كان يا “إسحق” “هاشم العطا” ومجموعته الانقلابية هم الشايقية؟؟ أشطب من العبارات بين القوسين التي وردت في مقال الاسم اسم “إدريس دبي” وضع مكانه البشير. وأشطب اسم قبيلة الزغاوة وضع مكانها الجعليين.. هل ترضى لنفسك أن (تتجرأ) صحيفة تشادية وتحشر أنفها في شأن سوداني محض؟.. وتحرض على الفتنة وتبتلع النخبة السودانية تلك العبارات وتعتبرها شطحات صوفية.. أو شبق قلم يعبر عن حريته.. وقد كتب صحافي من جنوب تشاد الوثني والمسيحي يوم انفصال جنوب السودان قائلاً لقد قرر جنوب السودان مصيره فمتى يقرر جنوب تشاد مصيره.. منذ ذلك الحين اختفى الصحافي التشادي عن الأنظار.. انظر إلى الشعوب كيف تقدس وحدة بلادها.. أقرأ ما كتبت بالأمس كيف تستهين أنت بقداسة ما تبقى من بلادك؟.
الزغاوة في تشاد تعتبرهم المجموعات الجنوبية من العلمانيين الفرنسيين (مجرد عرب مسلمين سطوا على السلطة في غسق الليل وينبغي خروجهم منها) وتشاد تحكمها اليوم تحالفات داخلية عريضة وزير خارجيتها من قبيلة (…) ووزير داخليتها من قبيلة (..) ورئيس برلمانها من (..) والزغاوة من بين مجموعات قبلية عديدة تحكم تشاد.. أما موقف بعض المثقفين السودانيين من السودان الشمالي لأسباب التمرد وغيره ودمغهم لقبيلة الزغاوة بالتمرد ذلك شيئاً يجافي منطق الأشياء وواقع السياسية انقلاب رمضان عدد الضباط الذين أعدموا (28) ضابطاً عشرين منهم شايقية.. فهل الانقلاب انقلاب بعثيين أم شايقية؟؟