القيادي بتحالف قوى الإجماع الوطني "ساطع الحاج" في حوار مع (المجهر السياسي) (1-2)
نقولها صراحة.. لن نذهب إلى ألمانيا.. وهذه المبادرة ليست بعيدة عن تخطيط الوطني!!
الحوار الوطني ليس (كوب ليمون أو سندوتش بيرقر) حتى يقول الوطني (هو للجميع إلا من أبى)!
إسقاط النظام ليس نزهة خلوية إلى (جبل البركل).. والمعركة لم تنته حتى نقول إن التحالف فشل!!
لا نريد (حوار طق حنك).. والوطني عجز عن أن يجر القوى السياسية إلى عربة قطاره!!
لابد من تفكيك النظام ليس لصالح إسرائيل ولكن لصالح الشعب السوداني!!
حوار – سوسن يس
بينما تجري الاستعدادات على قدم وساق لانطلاق الانتخابات في (أبريل) القادم، يتهادى قطار الحوار متعثر الخطى وهو يطلق بين الحين والحين صافرته لأحزاب التحالف يدعوها للركوب والانخراط في الحوار، قبيل وصوله محطة أخيرة ومرحلة جديدة تدشنها لانتخابات.. وأحزاب تحالف قوى الإجماع الوطني الـ(20) ما زالت متمترسة خلف موقفها القديم (إما حوار حقيقي في مناخ صحيح يقود إلى تفكيك النظام وتداول السلطة أو إسقاط النظام).. وبين (نداء السودان) وحملة (ارحل) وأديس والخرطوم تتبعثر الجهود.
حول هذه المحطات أدارت (المجهر) هذا الحوار مع القيادي بالتحالف الأمين السياسي بالحزب الناصري المتحد الأستاذ “ساطع الحاج”.. فإلى مضابطه.
{ أستاذ “ساطع”.. كيف تنظرون إلى عملية الحوار الوطني التي تجري؟
_ نحن نعتقد أن هذا الحوار لم يتقدم ولا قيد أنملة، ولا نريد أن نكرر أنفسنا.. لكن حكومة المؤتمر الوطني غير جادة في إجراء حوار يؤدي إلى اشتراك كل القوى السياسية في السودان في صنع برنامج سياسي تقوده بشكل واضح كل القوى السياسية، وإلى اشتراك كل القوى السياسية في عملية حكم البلاد وفي إصدار قراراتها الرئيسية، وفي وضع الرؤية الإستراتيجية انتهاءً بإحداث تداول سلمي للسلطة يقود إلى استقرار اقتصادي وإلى عدالة اجتماعية، وإلى رفاه ونماء وتقدم.. لذلك نحن نعتقد أن حكومة المؤتمر الوطني حكومة غير مؤهلة لإجراء مثل هذا الحوار لأنها لا تؤمن بالديمقراطية ولا تؤمن بالآخر.. والوسيلة التي استخدمتها هذه الحكومة في الوصول إلى السلطة هي القفز بالدبابة ولم تأت بالحوار.. الإسلاميون في ذلك الوقت تم حصارهم في حكومة اسمها حكومة القصر، وتم عزلهم نسبة للتطورات التي كانت في ذلك الوقت ولم يصبروا ولم يستطيعوا أن يخلقوا حواراً جاداً يعيدهم إلى السلطة من جديد، وبعقليتهم الإقصائية اختصروا الطريق وقفزوا إلى السلطة بواسطة الدبابة وأقصوا الآخرين، وما زال نفس الناس الذين قفزوا بالدبابة في ليلة 30 يونيو 89، ما زالوا يتحكمون في مفاصل البلاد الآن.. الديمقراطية لا يأتي بها إلا الديمقراطيون ولا يحميها إلا الديمقراطيون، فلا نتوقع حقيقة من رجال المؤتمر الوطني أن ينفذوا لنا حواراً يقود إلى الديمقراطية وإلى تداول السلطة، لأنهم غير مؤهلين لذلك وعقلياتهم لا تسمح بذلك.
{ إذن أنتم ما زلتم متمسكين بموقفكم ولن تنخرطوا في الحوار؟
في ظل هذه العقلية لا يمكن أن يحدث اختراق حقيقي، ومن هنا نحن في تحالف قوى الإجماع وفي الحزب الناصري تمسكنا بأنه لابد أن تكون هناك اشتراطات حقيقية تهيئ مناخاً حقيقياً يؤدي إلى حوار حقيقي يقود إلى التداول السلمي للسلطة.. نحن لا نريد- اسمحي لي- (حوار طق حنك).. نريد حواراً يؤدي فعلاً إلى تغيير البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد التدمير الكبير الذي فعلته حكومة المؤتمر الوطني في البلاد.. نحن متمسكون بهذا الأمر.. أما في موضوع ألمانيا، حكومة المؤتمر الوطني بعدما قُفلت الأبواب أمامها لم تستطع أن تحدث اختراقاً حقيقياً ولم تستطع أن تجر القوى السياسية إلى عربة قطارها، الآن بدأت المساعي تتصل بالألمان حتى يحدث انفراج في جدار الحوار، ولكن نقول وبصراحة شديدة إننا لن نذهب إلى ألمانيا ولن نشترك في حوار هو (حوار طرشان).
{ أنت تعني الدعوة التي قدمتها الحكومة الألمانية للتحالف للقاء في ألمانيا؟
_ نعم.. هذه المبادرة التي تقدم بها الألمان الآن ليست بعيدة عن تخطيطات المؤتمر الوطني، وليست بعيدة عن رؤى المؤتمر الوطني، وتتم بتنسيق مع المؤتمر الوطني.
{ هذا معناه أن التحالف يرفض الدعوة ولن يذهب إلى ألمانيا؟
_ لن نذهب إلى ألمانيا أصلاً.. لأنه لا يمكن أن ندور بالقضية السودانية ما بين أديس أبابا وأسمرا وجنوب أفريقيا وبرلين وأبوجا ونيفاشا وجيبوتي.. لا يمكن.. والدوحة والقاهرة.. لا يمكن.. لا يمكن!
{ إذن ما هي الخيارات الأخرى المتاحة؟
_ الآن الخيار الوحيد المطروح إما أن تخضع هذه الحكومة لرغبة الشعب السوداني في إحداث حوار حقيقي يقود إلى تحويلهم إلى حجمهم الحقيقي.. الشعب السوداني لا يرغب في أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ.. فلنكن موضوعيين هم جزء من الحركة السياسية، ولكن يجب أن يتحركوا بمقدار حجمهم الحقيقي.. أن يرفعوا غطاء الدولة ويتحركوا بحجمهم الحقيقي.. عندما يفعلون ذلك سيصبحون قوة سياسية تماثل القوى السياسية الموجودة في الساحة السودانية.. نحن نريد حواراً يؤدي إلى تفكيك هذا الطغيان.. إلى تفكيك هذا النظام القابض.. تفكيكه لصالح من؟ لصالح دولة الوطن.. لصالح الشعب السوداني حتى يشترك الجميع في حكم البلاد وفي إصدار قرارات البلد.. فإذا المؤتمر الوطني لم يقتنع بهذا، لن يكون هناك غير حل واحد هو إسقاط هذا النظام، وإذا سقط هذا النظام ففي تقديري ستكون هناك تداعيات عليهم هم شخصياً وسيصبح المشهد دامٍ، وأنا أخاف عليهم عندئذ من الجماهير من أن تمزقهم إرباً إرباً.. نحن ندعوهم الآن لالتقاط القفاز ولاستثمار الفرصة الأخيرة لهم، لاستثمار طوق النجاة الأخير لهم، فالجماهير الآن تحاصرهم من كل مكان.
{ لكن يا أستاذ “ساطع” إسقاط النظام تحالف قوى الإجماع الوطني فشل في تحقيقه وأقر كثيراً بأنه فشل في ذلك؟
_ الآن لم تنته المعركة حتى يقال والله التحالف فشل في إسقاط النظام.. إسقاط النظام ليس نزهة خلوية يا سيدتي إلى (جبل البركل)، إسقاط النظام هو عملية متوالية، نعمل من أجلها بانتظام إلى حين تحقيق الهدف النهائي.. قولي لي أين هو النظام الدكتاتوري الذي يعمل ضد مصلحة شعبه ولم يسقط؟! أي نظام يتصادم مباشرة مع مصلحة شعبه مصيره إلى مزبلة التاريخ.. سقوط الطغاة هو مسألة وقت فقط ليس إلا.. الآن العدو الرئيسي للشعب السوداني أصبح هو المؤتمر الوطني.
{ أستاذ “ساطع”.. تحالف المعارضة نفسه مشتت ومنقسم وممزق و(ما قادر يلملم أطرافه).. فهل سيستطيع إسقاط النظام وهذا هو حاله؟
_ سنأتي إلى هذا يا أستاذة “سوسن” حين الحديث عن التحالف.. لكن في ما يختص بالخيارات المتاحة، موضوع ألمانيا لم يعد وارداً.. المؤتمر الوطني إذا استمر في هذا الطغيان سيسقط.. نفتكر أن الحل الآن أن يرضى المؤتمر الوطني بأن يجلس مع الآخرين بحجمه الحقيقي وليس بحجم الدولة لنصل إلى تداول سلمي للسلطة.. نحن عندما نقول يتفكك نظام الإنقاذ لا نعني أن يتفكك لصالح إسرائيل! ولا يتفكك لصالح الإمبريالية العالمية.. يتفكك ليحل محل هذه الفراغات آخرون من الشعب السوداني ومن القوى السياسية.. هذا التفكيك لا يعني أن يذهبوا إلى مزبلة التاريخ بقدر ما يعني الوصول إلى معادلة جديدة لإدارة التنوع في بلادنا.. تفكيك النظام الحاكم هذا لا يشكل أي خطر على السودان ولا على اقتصاد السودان أو تطوره ونمائه.. استمرار النظام الآن بهذه الكيفية هو الذي يشكل خطراً حقيقياً على السودان وعلى اقتصاده وتطوره ونمائه.
{ الآن الحوار ماضٍ وهناك أحزاب عديدة معارضة انضوت تحت لافتته وتشارك فيه.. ما السيناريو الذي تتوقعه لنتائج هذا الحوار؟
_ الحوار الذي يجري الآن يجب أن لا يستثني أحداً.. نحن نتحدث عن حوار يجب أن لا يستثني أحداً.
{ إلا من أبى.. النظام يقول ذلك وأنتم أبيتم الانخراط في الحوار؟
ليس إلا من أبى! (ما علي كيف شخص).. البلاد لا تدار بالأمزجة حتى نقول إلا من أبى.. هذا ليس (كوب ليمون) أو (سندوتش بيرقر) أقدمه لك فترفضي أو تقبلي.. (على كيفك.. عايزة تفطري أو ما عايزة).. هذه بلد نحن نديرها ونعيش فيها كلنا ومسؤولون عنها جميعاً.
إلا من أبى هذا مصطلح استعملوه هم ناس المؤتمر الوطني، لأنه يريحهم.. وحقيقة هو مصطلح مريح بالنسبة لهم.
على أي حال يا سيدتي الحوار الذي يجري الآن هو حوار يستثني الكثير من الناس، وأي حوار يستثني الكثير من الناس سيؤدي حتماً إلى إعادة إنتاج نفس الأزمة.. هل الحوار الذي يمضي الآن بمن ارتضوا هل سيوقف الحرب؟ لن يوقف الحرب، لأن الجماعات والحركات المسلحة ليست جزءاً منه.. والأحزاب ذات الثقل الجماهيري وذات المشاريع النهضوية ليست جزءاً من هذا الحوار.. كل الأحزاب التي تحمل مشروعاً نهضوياً عروبياً أو قومياً عربياً غير ممثلة وغير موجودة في هذا الحوار.. وكثير من الأحزاب التقليدية مثل حزب الأمة والأحزاب الاتحادية غير موجودة في هذا الحوار.. حتى الإسلاميين أنفسهم، هذا الحوار لا يمثلهم جميعاً.. إذن هذا الحوار لا يمثل إلا الذين يحركونه.. لا يمثل إلا أصحاب المصالح الذين يتحركون فيه، وهو حوار فاشل.. أي حوار يا سيدتي يستثني أحداً سيعيد إنتاج نفس الأزمة.
{ وكيف تنظرون لعملية الانتخابات التي يجري الإعداد لها؟
_ الشرعية لا تمنحها الانتخابات.. الانتخابات هي مجرد آلية من آليات نظام سياسي متكامل ليبرالي يعترف بالتعددية ويعترف بالآخر، ولكن شرعية النظام يحصل عليها بما يقدمه من خدمات ومن نجاحات في إدارة الدولة.. فهل بعد (26) عاماً نجحت حكومة المؤتمر الوطني في إدارة الدولة وحققت نجاحات؟ الإجابة بالنفي، لأنك إذا نظرت إلى الجانب الاقتصادي ستجدين أن الدولار اليوم وصل إلى (9) جنيهات، وهذا مؤشر على أن الاقتصاد وصل أقصى درجات التدهور.
عندما جاءت هذه (الإنقاذ) في 89 كان السودان ينتج (168) مليون ياردة من القماش، وعندما وصلنا إلى 2002م وصل الإنتاج إلى (15) مليون ياردة، وعندما وصلنا إلى 2013م وصل الإنتاج إلى (صفر).
مشروع الجزيرة في 2008م كان نصيبه في الميزانية (40) مليوناً وما استطاعت أن توفره في 2013م وصل إلى (8) ملايين.. الآن نحن نستورد القمح والطعام.. وفاتورة استيراد المواد الغذائية تبلغ أكثر من مليار و(400) مليون دولار.. هذا في بلد يفترض أنه بلد زراعي في المقام الأول.. تدهور في التعليم وفي الصحة، وأكثر من (95%) من العاملين أحيلوا إلى الصالح العام، وهذا أدى إلى تفكيك حتى في الجانب الاجتماعي.
الحروب الآن تشتعل في ثماني ولايات، والسلاح على عينك يا تاجر.. والتمردات.. “موسى هلال” الآن أصبح له جيشه وأصبح…
السكة الحديد (صفر).. والنقل البحري (صفر).. والنقل النهري (صفر).. والنقل الجوي (صفر).
المجتمعات تفككت، وبدلاً عن أن نمشي في اتجاه الدولة القومية الوطنية بعد (26) سنة عدنا إلى القبيلة.
إذن في ماذا نجح هذا النظام؟؟ بعد كل هذا الفشل تقول إنك تريد أن تنزل انتخابات؟ وإنك ستفوز (كمان؟!).. النجاح هو الذي يعطي النظام الشرعية للاستمرار.. هو المعيار الحقيقي للشرعية.. و”مهاتير” في ماليزيا نجاحاته هي التي جعلته يمكث في السلطة لأكثر من (20) عاماً وفي تركيا.. وفي…
{ إذن ما السيناريو الذي تتوقعه لهذه الانتخابات المقبلة.. هل ستعيد إنتاج نفس السيناريو أم قد تحدث مفاجآت؟
_ (مافي أي مفاجأة)!! ستكون هي ذات انتخابات 2010 وانتخابات 1996م بلا أهداف وبلا إرادة شعبية، وسيفوز رئيس الجمهورية بشكل كاسح، وجميع المجالس التشريعية بالولايات سيفوز بها المؤتمر الوطني.. هذه هي نتيجة الانتخابات منذ الآن أنا أقولها لك.
{ ومنذ الآن تقول للوطني وللرئيس مبروك؟
_ (بسرعة).. لن أقول مبروك.. أنا أقول مبروك للفائز الحقيقي.. أقول مبروك لشخص قدم خدمات حقيقية لشعبه، لشخص متصالح مع شعبه.. لكن المؤتمر الوطني هو العدو الحقيقي الآن لشعب السودان.
هذه الانتخابات منذ الآن محسومة.. مرشح المؤتمر الوطني الآن هو المشير “عمر البشير” وهناك (14) مرشحاً آخرين.. والـ(14) هؤلاء بلا جماهير، بلا أحزاب، بلا مواقف محسوسة، وغير معلومين.. هذه إشارة مباشرة لشكل الانتخابات.. وعدم وجود مرشح آخر يمثل القوى السياسية ووجود (14) مرشحاً لم نسمع بهم، بلا مواقف، بلا تاريخ، بلا جماهير، بلا.. بلا.. بلا.. هذا مؤشر على أن هذه الانتخابات غير جادة وغير مقنعة، وأنها محسومة.. (والجواب يكفيك عنوانه).