مع قدوم الشهر الفضيل.. التاجر يترقّب والمواطن يتخوّف
يأتي رمضان هذا العام مغايراً ومختلفاً عمّا ألفناه وعهدناه في السنوات الماضية.. يأتي في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها البلاد؛ ليزداد العبء على المواطن أرتالاً فوق أرتال.. المواطن والدولة كلاهما يعاني.. الأسعار أشبه ما تكون بحريق ملتهب يصعب السيطرة عليه..
ومع قدوم الشهر الفضيل.. المواطن والتاجر يتوقعان معاً الزيادة التي تأتي خصماً على المواطن، خصوصاً في المواد الاستهلاكية، مثل السكر والزيوت.. جولة (المجهر) رصدت توقعات التجار وتخوّف المواطنين..
“يوسف البشير” (تاجر) توقع الزيادة بنسبة 5% مع مجيء الشهر الكريم في سلعتي الزيت والسكر، مشيراً إلى ضعف القوة الشرائية، مؤكداً أن 25% من المواطنين هم – فقط – الذين يقومون بعملية الشراء..
أما “كمال رحمة الله”، فقد اعتبر أن الضحية هي (المواطن)، مؤكداً عدم استقرار الأسعار التي يتوقع ارتفاعها كل يوم، وليس مع وصول شهر رمضان. وقال: الخاسر الوحيد في هذه البيعة هو المواطن؛ لأن الشركة والتاجر لا يخسران. وأضاف: (الناس بقت تسأل وتمشي)!..
“محمد محمود” تاجر بلح اشتكى من ضعف الإقبال على الشراء، ولكنه أكد عدم معرفته بتوقعات ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن الأسعار غير مستقرة، حيث يبلغ سعر ربع القونديلا 80 جنيهاً والبركاوي 45 جنيهاً والعجوة 40 جنيهاً.
“أمير محجوب” (تاجر بهارات)، يقول إن الأسعار لا بأس بها، هناك ازدياد بسيط في الأسعار، ومن المتوقع أن يزداد سعر الويكة، ولكن بشكل عام الإقبال ضعيف.
أما “زهور محمد خير” (موظفة)، فقالت إنها تشعر بهلع شديد تجاه الأسعار التي لا يُعرف سبب ازديادها. وأضافت: (قمت بتجهيز (الآبري) والسكر، ولكن ليس بالكمية التي تعودنا على عملها، أما الكركدي عندما سألت منه وجدت أسعاره خرافية، ونتوقع الزيادة في الاسعار مع شروق كل شمس).
ـ “معتصم حامد علي” (تاجر إجمالي) توقع زيادات في السلع الأكثر استهلاكاً في رمضان مثل الجبنة، حيث قفز سعر الصفيحة من 160 إلى 190 جنيهاً، وكذلك الأمر بالنسبة للكبكبي والعدسية والصلصة والكركدي والسكر والأرز والمكرونة والعدس.. أما بقية السلع، فأكد “معتصم” أن أسعارها ثابتة، ولا يتوقع فيها زيادة. إلى ذلك وصف معتصم القوة الشرائية بالضعيفة.
أما “حسن علي” الملقب بـ(الحدية) يعمل(جزاراً)، وصف أسعار اللحوم بغير (المخارجة) معهم أو مع المواطن، مؤكداً أنها أصبحت في متناول الشخص القادر، على حد وصفه، مشيراً إلى أن غير ذلك فيكون نصيبه العظم حتى (يكركب بيهو الحلة). وأضاف: (نحن الجزارين بقينا ما قادرين ناكل لحمة). وطرح تساؤلاً: (إذا كانت الأسعار الآن غالية خلال رمضان حتكون كيف؟!!)..
ـ “جمعة أحمد” (تاجر بصل)، قال أسعار البصل في ازدياد ثمن الجوال الآن أصبح 90 جنيهاً الملوة يصل سعرها إلى 8 جنيهات، هنالك كل يوم زيادة في الأسعار، ونتوقع المزيد من الارتفاع واستعداد الناس أصبح ضعيفاً.
“نور الدائم” (تاجر خضروات) أكد أن هناك عدم استقرار في الأسعار، ولكنه لا يتوقع ارتفاع فيها. ووصف الإقبال بالضعيف، خصوصاً على الطماطم. وقال نادراً ما يأتي شخص، ويطلب كيلو من الطماطم..
أما “أحمد عصام” (جزار) فيتوقع زيادة في الأسعار رغم الإقبال الضعيف على الشراء.
“عبد السلام يعقوب” (تاجر فواكه) أكد أن أسعار الفواكه مرتفعة للغاية والإقبال عليها ضعيف، ولكنه توقع ارتفاعاً في أسعار المانجو والجوافة والبرتقال.
أما “فيحاء علي” و”كلتوم النور” فتعانيان من ارتفاع الأسعار في كل شيء بدءاً بإعداد (الآبري)، وانتهاءً بشراء الأواني المنزلية؛ مما حدا بهما إلى تقليل الكمية التي اعتادتا على إعدادها. وتقول “كلتوم” أصبحنا في انتظار رحمة الله من أجل أن تزول هذه الحالة..
الحاجة “فاطمة مساوي” أكدت عدم استعدادها لشهر رمضان لضيق يدها، فهي تقوم بكفالة أحفادها بعد وفاة والدتهم، ولكنها مافتئت تنتظر رحمة أهل الخير لتعينها علي الأكل والشُرب..
زيادة طفيفة
إلى ذلك توقع الخبير الاقتصادي، وكيل وزارة المالية (سابقاً)، “شيخ المك” حدوث زيادة، ولكنه وصفها بالطفيفة؛ لأن شهر رمضان يتسم بزيادة الأسعار، وكلما ارتفعت معدلات الاستهلاك ارتفعت الأسعار، مؤكداً أن الناس في شهر رمضان يقومون بتغير برنامجهم الغذائي، وتناول اللحوم بأنواعها بمعدلات زائدة.