الترويج الفاسد
أن تقذف معلمة مسؤولاً بحذائها حدث يكشف عن تدنٍّ مريع في البيئة التربوية وانحطاط قيمي لمن ولج ساحة مهنة وانتسب إليها في غفلة من الزمان، كيف لمعلم يفترض فيه الرشد وحسن الخلق أن يسيء لنفسه ومهنته بهذه الفجاجة والانحطاط؟
كنت على يقين بأن من أقدم على قذف مسؤولاً بحذائها حتماً ينتسب إلى المرضى الذين رفع الله عنهم الحرج والحساب، ولكن أن تفتح صفحة يومية يفترض فيها المسؤولية وقيادة الرأي العام صفحة كاملة للمعلمة التي قذفت والي النيل الأبيض بحذائها لتهرطق وتزهو بفعلتها الشنيعة وتدعي أنها مظلومة في ولايتها وأن لها حقوقاً سلبت دون أن يطرف للصحيفة جفن ولا تستحي من نشر الغثاء.. وتجميل القبيح.. ويتصدى بعض السياسيين ممن أعمت بصائرهم الخصومة للدفاع عن سلوك المعلمة المشين واعتبارها مناضلة ومكافحة.. وبطلة قومية.. دون النظر لتوطين مثل هذا السلوك في الممارسة السياسية..لقد عرف السودان من خلال تاريخه الطويل المعارضة ومناهضة الحكومات.. وحكومة الإنقاذ الحالية تكالب عليها المعارضون من كل نوع وجنس من حاملي السلاح إلى حاملي الأوراق.. إلى حاملي الأقلام وحاملي الأفواه.. ولكنهم جميعهم لم يبلغ بهم الانحطاط والتسفل أن يحمل أحدهم حذاءه ويقذف به في وجه مسؤول يتحدث في منبر عام، ولكن بعضاً من منسوبي المؤتمر الوطني في النيل الأبيض يأتون شيئاً (إدا) وسلوكاً جديداً وقيماً غير مألوفة.. وهم يدفعون هذه المعلمة التي ستصبح ضحية و(برازة) شوك و(مناديل) ورقية استخدمها بعض منهم.. لأغراض تصفية الحسابات وتشويه صورة رئيسهم وواليهم الأستاذ “يوسف الشنبلي” الذي يختلف حول أدائه أبناء النيل الأبيض بعضهم ينتظر إليه كوالٍ انتهت صلاحيته يجب أن يذهب، وآخرون يعتبرونه قدم أداءً جيداً خلال سنوات حكمه وبذل جهداً في تحسين الخدمات.. مثله وبقية ولاة السودان, لكن الممارسات السياسية في النيل الأبيض تختلف عن بقية ولايات السودان.. تعرض “الشنبلي” لمحاولات اغتيال من منافسيه بشتى الطرق والأساليب.. ثم تجبر البعض للهجوم عليه في كل وسائل الإعلام.. واتهم في ذمته المالية.. وسوء إدارته.. وكل ذلك من المعهود في التنافس السياسي.. ولكن أن تبلغ القضية القذف بالأحذية.. وتجميل السلوك القبيح.. وتسخير امرأة مغلوبة على أمرها.. ودفعها لارتكاب جناية في حق نفسها ومهنتها لهي تطور يجب أن يجد الردع من حزب المؤتمر الوطني الذي يعلم قادته وأجهزته الخاصة من يقف وراء المعلمة؟ ومن حرضها على فعلتها؟ وهل يملك الوالي “الشنبلي” حق العفو عن معلمة أساءت لمهنتها وولايتها؟ وكيف لا تقدم للمحاكمة وتنال عقابها على فعلة شنيعة؟.
لست قريباً من الأخ “الشنبلي” والي النيل الأبيض ولا جزءاً من منظومة حكمه ولا أدعي معرفة دقيقة بما يحدث في ولاية عزيزة إلى قلب كل سوداني، ولكن “الشنبلي” من القيادات السياسية التي نحظى باحترام وسط قطاعات عريضة من السودانيين.. وينتمي إلى قبيلة عربية أصيلة أهلنا الشنابلة بفراستهم وخلقهم وحكمتهم.. ولكن الخصومة تعمي القلوب والأبصار.. والهرولة نحو كراسي السلطة بأي ثمن تجعل الرجال (يتدرقون) وراء امرأة انتسبت لمهنة الأنبياء عن طريق الخطأ.. ولكن متى يتخذ المؤتمر الوطني قرارات صارمة بحق بعض (الخوارج) على نظامه الأساسي؟