شهادتي لله

الفوضى غير الخلاقة في شوارع وكباري الخرطوم !!

شوارع مدينة “فيس بادن” الألمانية العريقة تشبه في الغالب شارع “الإسبتالية ” (حوادث مستشفى الخرطوم) أو شارع “الصحافة زلط” أو شارع الدكاترة بأم درمان من حيث العرض .
وهي من أجمل مدن ألمانيا ويرتادها مئات الآلاف من السياح الأجانب كل عام، خاصة القادمين من دول الخليج العربي . المدينة الساحرة المحاطة بالخضرة من كل جانب ، تتدفق من تحت أراضيها الجبلية ينابيع المياه السخنة الفوارة التي تعتبر علاجاً للعديد من الأمراض في مقدمتها الروماتيزم، ولهذا يقصدها الألمان والأجانب طلباً للعلاج والراحة والاستجمام .
في مدينة “فيس بادن” لم أجد شارعاً على الإطلاق بعرض وامتداد شارع أفريقيا أو مطار الخرطوم !! ورغم ذلك ليس هناك أي مظهر للزحام ولا مشهد لتكدس السيارات بالساعات على الكباري وتحتها، كما يحدث في عاصمتنا المثلثة، خاصة هذه الأيام.
صحيح أن عدد سكان الخرطوم أكبر من عدد قاطني أي مدينة ألمانية بما في ذلك العاصمة “برلين” التي يسكنها حوالي (4) ملايين نسمة، بينما (يحوم) في الخرطوم نهاراً – بسيارات وبدون –  لـ(شغلة) ، أو بلا (مشغلة) ما لا يقل عن (10) ملايين بني آدم!! وهذا – وحده – أكبر دليل على الفشل الذريع لما يسمى بالحكم الفيدرالي سيء السمعة .
ولكن الصحيح أيضاً أن الخرطوم ممتدة (أفقياً) على مساحات شاسعة تساوي مساحات دول، وهذا من المفروض أن يخفف الضغط على مراكز المدينة، ولكن للأسف صارت كل أحياء وشوارع العاصمة مراكز، ولم تعد هناك أطراف..  من “جبل أولياء” وإلى تخوم “الجرافة” و “كرري العجيج ” . . ومن “العيلفون” و إلى “سوق ليبيا” !!
نعم.. الزحام في طريق العيلفون أشد من زحام شارع ” عبيد ختم” و (الدفسيبة أم كتاحة للسما) الموجودة في “سوق ليبيا” – وهو من الأطراف –  لا مثيل لها في وسط السوق العربي وهو مركز  حسب تصنيف الوالي “الخضر” والوزير “مأمون حميدة” !! الفوضى هي السمة الغالبة والحاكمة في شوارع الخرطوم، والأمر لا علاقة له بعدد السكان. ولو أن شرطة المرور نفذت ولشهر واحد عقوبات سحب العربات المخالفة لضوابط الوقوف الصحيح (باركنج) على الشوارع الرئيسية والجانبية باستخدام “الونش” وفرضت غرامات لا تقل عن (500) جنيه، كما هو الحال في مدينة “دبي” لمخالفات الوقوف الخاطئ أو سير البصات والحافلات على المسار الأيسر، لانصلح الحال كثيراً، وتغيرت ثقافة (البداوة ) التي نستخدم بها شوارعنا .
ذات الثقافة التي تغلق بها الجهات الحكومية الكباري وتفتحها.. من كبري “بري” إلى كبري “المنشية”.. مسلسلات لا نهاية لها لتعذيب المواطن، وتشغيل شركات مقاولات (محتالة) أخطاؤها الفادحة ترى بالعين المجردة لأي مواطن عادي لا يفهم ألف باء الهندسة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية