تقارير

من المسؤول عن ارتداد (61) طالباً بسنار

 تشريعي سنار يقر ووزيرة الثقافة تنفي
 تقرير – محمد جمال قندول
لم يعد موضوع التنصير في السودان  أمراً جديداً، فقد اعتاد الناس سماع هذا الموضوع من حين لآخر خاصة في المناطق التي تدور فيها الحروب كجبال النوبة ودارفور،بحكم وجود المعسكرات والشخصيات المهتمة بموضوع التنصير كمشرفة على مشروع الإغاثات أو كما يقال، لكن  ربما الجديد في تطور هذه القضية يعود إلى ارتداد بعض الشخصيات التي يمارس عليها هذا الشيء وتمدده في أواسط المجتمع السوداني، فبعد حادثة “أبرار” أو “مريم” الشهيرة والتي انتهى بها المطاف من ردهات سجون النساء بأم درمان إلى استقبالها بواسطة بابا الفاتيكان بروما كرمزية للديانة المسيحية، لم تكن هذه هي المرة الأخيرة، ليبرز صباح أمس(الثلاثاء) خبر مفاده ارتداد (61) طالباً بمدينة سنار بعد أن قام المنصرون بتقديم خدمات لقريتهم. 
جمعيات تبشيرية
الخبر البارز صباح أمس(الثلاثاء) في عدد من الصحف، كان أن مجلس تشريعي محلية سنار سيعقد  جلسة طارئة صباح أمس (الثلاثاء)، لمناقشة حالات ارتداد عن الدين التي حدثت بقرية الوحدة التابعة لمحلية سنار. في وقت أكد فيه رئيس المجلس التشريعي “محمد سليمان” بأن الجلسة مخصصة لمناقشة القضية التي وصفها بالخطيرة. وحسب المعلومات الواردة بأن الجمعيات التبشيرية استطاعت أن تنصر نحو (61) طالباً من القرية بعد إغراءات اقتصادية. وأشار إلى أن أولياء أمور الطلاب بذلوا جهوداً كبيرة من أجل حل قضاياهم الخدمية والدينية، دون أن تجد الاستجابة من الجهات المسؤولة أو ديوان الزكاة. وأن الحي الذي يقطنه هؤلاء فعلاً يحتاج إلى الخدمات التي نفذت من خلالها الجماعات التبشيرية وحققت مقاصدها .
طلبة مسيحيون
نفت وزيرة الإعلام والثقافة بولاية سنار”حليمة موسى” حينما اتصلت عليها (المجهر) لمعرفة دواعي التنصير الذي تم في قرية الوحدة بولاية سنار، نفت ما تردد عن التنصير الذي حدث، مشيرة إلى أن القصة في مجملها تعود إلى أن الطلبة المقصودين هم في الأساس مسيحيون، وما تم هو تبديل مادة التربية الإسلامية لهؤلاء بالتربية المسيحية واعتبرت هذا بمثابة إجراء عادي.
وأضافت “حليمة” في حديثها إلى أن سكان القرية المعنية أغلبهم مسيحيون، واتهمت وزيرة الإعلام جهات لم تسمها بإثارة البلبلة وإطلاق هذه الإشاعات ومثل هذه المعلومات المغلوطة تطلق من حين لآخر خاصة وأن الانتخابات على الأبواب. وأضافت في حديثها بأن هؤلاء الطلبة هم مسيحيون في الأساس ومن أسر مسيحية تقطن في حي الوحدة وتعمل في مصنع السكر، مشيرة في حديثها إلى أن المجلس التشريعي اجتمع للتحري حول صحة الخبر وليس لمناقشته. حديث الوزيرة لا ينفي الخبر إلا إذا تم نفيه من المجلس التشريعي،  وفي ذات الوقت لا يثبته إلا إذا ردت عليها الجهة التشريعية، لكن قد تكون الوزيرة تعاملت مع الخبر من منطلق مسؤوليتها كوزيرة إعلام وشريكة في المسؤولية العامة.
ظاهرة ليست محل استغراب
مقرر جبهة الدستور الإسلامي الشيخ “أحمد مالك” اعترف بوجود ظاهرة التنصير في البلاد. وأشار إلى أن الظاهرة لم تعد مصدر استغراب إذا رجعنا إلى ما تم في الماضي.
وأضاف في حديثه لــ(المجهر) بأن الظاهرة نتاج عمل قديم وحرب صهيونية صفوية، ودائماً يركزون على دول العالم الثالث ويتصدرهم السودان، وهي حرب قائمة على فكرة مفهوم الاستعمار القديم مثل الاستكشاف والتبشير والجيش والشركات، وأضيفت إليها مؤخراً المنظمات المدنية والتي تعمل في الخفاء على إشاعة التنصير بين الشباب، مستغلة أغراض الحاجة الاقتصادية في ظل الظروف السياسية المتدهورة والتي قادت البلاد إلى التردي الاقتصادي الموجود.
وكشف الشيخ “أحمد” عن وجود منظمتين نرويجيتين تم كشفهما من قبل وطردت إحداهما،  مشيراً إلى أن هذه المنظمات تمارس التبشير في المناطق المشتعلة بالحروب في النيل الأزرق وجنوب كردفان .
فيما وصف د.”علي صديق” رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة النيلين الأمر بالخطير، نظراً لأنه يمثل ظاهرة شبيهة بظاهرة الانتحار الذي أصبح موجوداً بكثرة رغم أنه محرم.
وأضاف د.”علي صديق” بأن مسألة الارتداد ناتجة عن اختلال في المعايير إضافة إلى أنها موازية لظاهرة التطرف التي تزايدت في الفترة الأخيرة، والتي هي أيضاً نتاج ضغوط من الوضع الاجتماعي والسياسي في الدول الإسلامية.
وأشيعت قضايا التنصير في الآونة الأخيرة بصورة كبيرة حيث ﺷﺮﻋﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ بالكلاكلة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺷﺎﺏ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺮﺩﺓ، ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﺗﺪﻭﻳﻦ ﺑﻴﻨﺎﺗﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﻄﻠﺐ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﻣﻮﻛﻠﻪ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﺍﻟﻄﺒﻲ. ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻣﺴﻠﻤﺔ. ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ تم ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﻣﻠﺼﻘﺎﺕ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﻟﻠﺘﻨﺼﻴﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﻀﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻼﻛﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻗﺘﻴﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ شرطة.
طالما أن التنصير موجود ومدخله الأوضاع الاقتصادية فتبقى هناك ثغرات تقع مسؤوليتها على أهل الثقافة والفكر وأخرى على ولاة الأمر، بوصفهم مسؤولون عن تقديم الخدمات ورعاية النشء والطلاب بطريقة تجنبهم استقطابات أهل التنصير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية