رأي

بكل الوضوح

عامر باشاب

“شيلا” .. لن  يشيل (الشيلا)
 { حزنت جداً عندما علمت  بإعفاء  الاستاذ “الشفيع عبد العزيز” من منصبه كمدير للبرامج بقناة  النيل الأزرق،  وسبب حزني أن الشخص الذي حل محل (الدنمو المحرك) لهذه الفضائية المتميزة بعد حذفه لم يكن خير خلف، والدليل على ذلك أن السيرة أو الخبرة العملية للخلف “عمار شيلا” لم تتجاوز سنواتها أصابع اليدين. وكل ما نعرفه عنه عمله  كمراسل لقناة الشروق بالقاهرة ومراسل صحفي من القاهرة لصحيفة الأحداث وقبلها لصحيفة الخرطوم، أما السلف “الشفيع” فهو صاحب خبرة طويلة وممتازة  في العمل الإذاعي والتلفزيوني بذل خلالها جهداً كبيراً وحقق نجاحات عديدة  مما أتاح له تأسيس مدرسة برامجية تتلمذ فيها  جيل كامل من المعدين والمنتجين  والمذيعين ومقدمي البرامج. وللرجل رصيد ضخم من برامج المنوعات والسهرات الإذاعية والتلفزيونية المدهشة. 
 { أتيح لي أن اقترب من “الشفيع” في عدة مرات خاصة خلال البرامج والسهرات والتي كانت تسجل خارج شواطئ (النيل الأزرق)، مثل سهرات (اسبارك ستي الرمضانية). ورأيته كيف يتعامل مع طاقم العمل من مصورين وفنيي الصوت والإضاءة والمذيعين والمعدين والمخرجين والمهندسين والعمال، وتوجيهاته لا تعلو كونها همساً لمن حوله ولا تكاد تشعر بوجوده في محيط العمل رغم قيادته لكل هذا الفريق. ويحرص دائماً  على إشاعة جو من الهدوء والمرح  أثناء العمل رغبة منه في إطلاق طاقات  الإبداع الكامنة بالمحيطين به، ليحصيل على أفضل ماعندهم . هذا أسلوب “الشفيع” وسياسته في العمل فهل خلفه يملك ربع ما يملك،. فإذا كانت الإجابة بلا  واعتقد جازماً أنها الإجابة الصحيحة التي لاتحتاج للاستعانة بصديق،  فهذا يؤكد بأن “عمار شيلا” (لن  يشيل الشيلا) ولو كان وجوده ديكورياً (حتى تكتمل الصورة) التي يتخفى خلفها مدير البرامج الفعلي الذي هو نفسه يحتاج  لمراجعات في  التجربة والخبرة والأهلية، لذا نتوقع تراجعاً في مستوى الأداء وانخفاضاً في مناسيب التميز على سطح شاشة النيل الأزرق خلال الفترة القادمة.

وضوح أخير:
{ نعم نحن مع التجديد ويظل التغيير مطلباً ملحاً في كل الأجهزة الإعلامية، وسبق أن طالبنا بضخ دماء جديدة في شرايين قناة النيل الأزرق،  ولكن كنا نتمنى  أن يتم ذلك في الوقت المناسب وبالطريقة الأمثل وبقاعدة البديل المناسب في المكان المناسب.
{ يعني إذا كان لابد من ذهاب “الشفيع” من إدارة البرامج فمن المنطق أن يكون البديل المناسب لهذا الموقع  مثلاً المخرج المتميز الشاب الفنان “لؤي بابكر صديق”.

{ في وقت سابق عندما علمنا بأن رجل الأعمال السوداني “وجدي ميرغني” قد سودن ملكية قناة (النيل الأزرق)، بشرائه لحصة  رجل الأعمال السعودي الشيخ صالح كامل، اشتبشرنا خيراً بفتح فضائي  جديد  في هذه الفضائية، وباستمرارها كنموذج مهني  واستمرارها في ريادة العمل التلفزيوني بالداخل.  وتوقعنا أن تواصل المسيرة في الوقت الحالي بكل منسوبيها الذين قدموا ولا يزالون أرفع مستوى في الأداء، وبذلوا تضحيات كبيرة للارتقاء بها ولكن التعديلات الإدارية غير المنطقية، جعلتنا نشعر بخيبة أمل وبفشل قادم ليجفف منابع الإبداع فيها.
{ أخيراً وبكل وضوح  نقول للسيد “وجدي ميرغني”  رفد القناة  بالكفاءات أهم من تطوير وتحسين  بيئة العمل،  فالنيل الأزرق استطاعت أن تحدث كل ذلك التأثير من داخل  مبنى متواضع  وفي  استديو وحيد.
{ معقولة بس شافع مكان الشفيع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية