اختيار لعب الأطفال يعين الكبار على فهم عالهم المثير
الحياة بالنسبة لهم لعبة
الخرطوم- سعدية إلياس
الكل يعرف قيمة اللعب في حياة الطفل وإلى أي مدى له أهميته في عقليته.. ومعروف أيضاً أنه يولي لعبه اهتماماً أكثر من أكله وشربه إن لم يكن وقته.. واللعبة هي واحدة من الأشياء التي تعين الكبار على التعرف على سلوك الطفل سواء أكان سلبياً أو إيجابياً، وتكشف أيضاً عن ميوله وقدراته.
وربما إحساس الطفل بأن الحياة عبارة عن لعبة بسيطة تبدأ تفاصيلها من (البنوتة) للفتاة أو المحارب والسيارة للفتى، لذا يصل اهتمامهم بها قمة ذروته.
{ الألعاب المعقدة
كلما تعقدت اللعبة بالنسبة للطفل تعقد عالمه الصغير، لذا يجب اختيار اللعبة التي تتناسب مع حياة الطفل لأنه من خلالها يطل على عالمه بكل ما تحمله أحلامه الوردية.. لكن كثيراً من الأمهات يجهلن قيمتها الحقيقية خاصة عندما يتعلق الطفل بلعبة ما.. ويجهلن أيضاً أن الحصول عليها سيكون هدفه المنشود، وإن لم تتوفر قد تتسبب له في المستقبل بعقدة نفسية.
{ الطفل القيادي
وللتعرف على أهمية اللعب للطفل، استنطقت (المجهر) الخبيرة الاجتماعية د. “جميلة فتح الرحمن” التي قالت إن اللعب مهم للأطفال ومكمل لتربيتهم، وأنه يساعد في الكشف عن شخصيته والتعرف عليها، ويمكن من خلال اللعبة معرفة الطفل القيادي.. وضربت مثلاً بأنه في لعبة كرة القدم عندما يقول الطفل (أنا الحيلعب معاي منو)، في هذه الحالة يكون الطفل قيادياً من الدرجة الأولى، أما الذي يسأل مع من سيلعب؟ ففي أغلب الأحيان تكون شخصية منقادة وأحياناً أخرى عدم ثقة، ويحتاج إلى حماية وليس (له شدائد).. أما الطفل الذي يميل لتفكيك الألعاب وتركيبها مرة أخرى فهو ذكي وحاذق، لكن ألعاب المكعبات والألوان تتدلل على هدوء الطفل وشدة تركيزه، والطفل الذي يمل لعبته ويقوم بتكسيرها فق تكون لا تناسبه.. وأشارت د. “جميلة” إلى أن الأشياء الصغيرة في اللعب تعني للطفل الكثير.. أما اللعب بالمسدسات إذا زاد عن الحد فإنه يجعل الطفل يميل إلى العنف ويكون عدوانياً، نصحت أن لا يتعدى الحد.. وأكدت أن لعب الطين ينمي القدرات وهو جزء من تنمية المواهب والتربية، مشيرة إلى أن الأولاد أكثر رغبة في اللعب مقارنة بـ(البنات). ومن جانب، آخر لفتت إلى أن البنت التي تميل للعب الأولاد غالباً ما تكون تربيتها وسط أخوتها، وفي المستقبل تساعدها هذه الصفة كثيراً في الدفاع عن نفسها وحمايتها من أشياء عديدة، إلى جانب التصرفات الصحيحة. وفي ختام حديثها شددت على أن إشباع الرغبة في اللعب بالنسبة للطفل تكون مهيئاً للدراسة ومحفزاً، وإن تعدى الحد، لابد أن تستخدم الأمهات الترغيب وليس المنع.