دخولي عالم البيزنس ساعدني على تمويل إنتاج أعمالي الإبداعية مطرب أغاني الأم "حمد البابلي":
حوار – إسماعيل يوسف
ضيف مساحتنا هذه مطرب وملحن، تمتع بصوت وإحساس متفرد.. سعى لفرض أسلوبه الفني الخاص به واستطاع من خلاله أن يثبت وجوده ويلفت الأسماع إليه.. إنه المطرب الشاب “حمد البابلي”، أحد أبرز المطربين الذين أفردوا مساحة كبيرة للتغني للأم، حيث جاءت رائعته (يا أغلى من دمي يا حبيتي يا أمي) في صدارة الأغاني التي تحتفي بالأم، حيث صارت تردد في (عيد الأم)، كما أفرد مساحة لأغنية الطفل.. “البابلي” اختفى مؤخراً عن الساحة الفنية وكاد نجمه أن يوشك على الأفول خاصة وأن المستمع السوداني سريع النسيان.. سألنا عنه، فعرفنا أنه اقتحم عالم البيزنس.
(المجهر) زارته في مقر عمله بأم درمان، حيث كشف عن أسباب اختفائه، وخرجنا بالكثير من الحقائق حول حياته وأعماله الجديدة.. فإلى مضابط الحوار.
{ اسمك “حمد أحمد محمد” فمن أين أتى لقب (البابلي)؟
_ هذا اللقب أطلقه عليّ الأستاذ “النور الجزولي” وهو أحد أعيان مدينة أم درمان حي الشهداء.
{ اختفيت عن الساحة.. لماذا كل هذا الغياب؟
_ لم أغب عن الساحة، لكن بعض الظواهر السالبة التي سيطرت على الوسط الفني تدعو للابتعاد والانزواء.. ورغم ذلك أنا متواصل عبر اللقاءات الفنية التي تجمعني بالعديد من الشعراء والملحنين، ومتواصل أيضاً مع أبناء جيلي من المطربين.
{ وبماذا تفسر غيابك عن الأجهزة الإعلامية؟
_ مشكلتي أنني من المطرين الذين لا يحبون الظهور الإعلامي المتكرر.. والدليل على وجودي الإعلامي الأغاني التي قدمتها للأم، وعبرها لقبت سودانياً وعربياً بـ(مطرب الأم الأول)، فأنا لديّ أكثر من (35) أغنية للأم، وغنيت للطفل والوطن والأب من كلمات الشاعر القامة “أبو قطاطي”، وألحان الموسيقار د. “عبد المجيد خليفة”، والموسيقار “علاء الدين حمزة”.
{ كيف تنظر إلى الواقع الفني الآن؟
_ هناك بعض الأشياء المحزنة منها تفشي الأغاني الهابطة.. وللأسف الشديد وجدت طريقها إلى الانتشار عبر المحطات الإذاعية والفضائيات الخاصة.. ومن الأشياء المفرحة ما زال هناك من الشباب في الوسط الفني من يحرصون على تقديم أعمال غنائية ذات قيمة كما أن المستمع السوداني ما زال ينحاز إلى الصوت المبدع والأغاني الأصيلة.
{ من هم أبناء جيلك؟
– أبناء جيلي في مجال الفن كثر، أذكر منهم “عماد أحمد الطيب”، “عصام محمد نور”، “عادل التجاني” والراحل “محمود عبد العزيز”.. وهذا الجيل يعدّ الأخير في التواصل مع جيل الرواد والعمالقة.. كنا نتواصل مع مطربين في قامة العمالقة “عثمان حسين”، “حسن خليفة العطبراوي” و”زيدان إبراهيم”. والأخير جمعتني به العديد من اللقاءات الفنية.
{ هل ترى أنك تستطيع منافسة الجيل الحالي؟
_ الحمد الله لديّ رصيد من الأعمال الإبداعية ما يجعلني أنافس من له القدرة على المنافسة في المدرسة الإبداعية التي تأثرنا بها.
{ عرفنا أنك اتجهت إلى مجال البيزنس؟
_ أنا في الأصل أمارس حرفة تصنيع الأثاث، وهذه الحرفة لها علاقة بالإبداع، وأريد عبرها أن أساهم في تطور المنتوج السوداني في مجال الأثاثات والديكورات المنزلية. وبفضل الله أسست ورشة لتصنيع كل أنواع الأثاث من المواد المحلية، والآن لديّ معرض يحوي مجموعة من الأثاثات الفاخرة التي تنافس المستورد.
{ هل استطعت الاندماج في السوق؟
_ بحمد الله استطعت فرض وجودي بالجودة في الإنتاج، كما استطعت مواكبة الجديد في عالم الأثاث والديكور.
{ ما هي الإضافة التي وجدتها في عالم البيزنس؟
_ أولاً رفعت مستوى دخلي، خاصة أن الفن عندنا في السودان (ما بأكل عيش)، بالإضافة إلى ذلك فإن عملي في مجال تجارة الأثاث أعانني على تمويل العديد من الأعمال الإبداعية التي كنت قد فشلت في استقطاب دعم لها، وسبق أن طلبت من وزارة الثقافة دعم إحدى الحفلات التي كنت انظمها بمناسبة عيد الأم، لكن للأسف طلبي قوبل بالرفض.
{ ألا تخشى أن تأخذك أعمالك التجارية من الفن؟
_ الفن يجري في دمي، ولا تستطيع أية قوة أن تأخذني منه أو تأخذه مني، سأظل أغني وأمارس نشاطي الإبداعي، وأنا قادر على الموازنة بين الفن والبيزنس.
{ حدثنا عن آخر أعمالك؟
_ مجموعة من الأغاني المصورة (كليبات) بعضها سيبث قريباً في عدد من المحطات الفضائية وأحضر لمشاريع بالتعاون مع وزارة السياحة والمواصفات والمقاييس.
{ كلمة أخيرة؟
_ أتمنى من الدولة الالتفات إلى المبدعين الكبار وتأسيس كيان يرعاهم رعاية حقيقية، فهم قدموا للبلاد إرثاً إبداعياً خالداً ونثروا العطر، لكنهم الآن يحصدون الأشواك.. هكذا حال الكثير من الفنانين في بلادي.