الشاعر "كمال شرف" الرئيس السابق لاتحاد أدباء كسلا لـ(المجهر)
السياحة في كسلا تحتاج إلى الكثير من جهد الولاية
حوار – سعدية إلياس
د. “كمال شرف” شاعر شمالي الميلاد وشرقي الهوية.. درس مراحله الابتدائية بالسودان والمرحلة الجامعية بالمغرب.. حصل على دكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياحية.. أحس بأنه مشروع شاعر وهو في عمر الزهور.. كانت أولى محاولته الشعرية بالثانوية ونضجت بالمرحلة الجامعية بالمغرب وعندما شعر بكثافة كتاباته الشعرية قدر جمعها في ديوان واحد، شجعه على ذلك قراءاته الشعرية للأديب المغربي “د. آسترت”، وزاد حماسه بعد أن تحدث إليه الأديب “عبد الله الطيب” عند زيارته للمغرب حيث التقى به وقرأ نصاً من قصيدة من ديوان (همس الحروف) وجاء در فعل البروفيسور “عبد الله الطيب” قائلا له: (لا يمكن لشاعر هذه القصيدة إلا أن يكون له ديوان، لأنه يخلد الشاعر طيلة حياته وعد مماته)، وبعد ذلك انطلق في توثيق أشعاره إلى أن وصل الـ(12) ديواناً منها (عيون المها، همس الحروف، لمسة وفاء، ملك أنت، أغلى الوجود، الأشجار تموت واقفة، لا اعترف، وجع السنين، دموع على الطريق، الرؤى والخيال وشمس الغروب)، وقام بطباعة كل هذه الدواوين على نفقته الخاصة.. (المجهر) جلست إليه وقلبت معه العديد من أوراق تجربته في الغربة وبعد العودة.. فإلى المحصلة..
{ بداية.. كيف تكتب الشعر في المغرب وهم لا يتحدثون العربية؟
_ المغاربة بعيدون عن اللغة العربية، والمغرب تدرس قواعدها ونصوصها وإلا ما ذهب الدكتور “عبد الله الطيب” للدراسة هناك حتى أن دارجتهم مخطوطة بالعربية، وتعد اللغة الأساسية في الدولة، لكننا نحن من ندعي أننا نكتب بالعربية وهناك (80%) من لغتنا بالدارجة لأننا نخاف منزلقات الأخطاء اللغوية.
{ لكن الغريب في الأمر أن معظم كتاباتك كانت بالمغرب؟
_ هناك محفز للكتابة.. طبيعة الناس والمناخ والجمال المنتشر في جميع أنحاء المغرب وعدم وجود أي اضطراب، وأيضاً التسهيلات التي يقدمونها للمبدعين بالتحفيز المستمر من القيادة بغض النظر عن ميولهم السياسية والثقافية والفكرية، وكثرة المهرجانات الثقافية بمختلف المدن المغربية ساعدتني كثيراً.
{ ماذا كان نصيبك من غربة امتدت لأكثر من عشرين عاماً؟
– هذه حقيقة.. لقد قضيت زهرة شبابي بالمغرب وحصادي كان في الجانب الأكاديمي، حيث حصلت بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية وماجستير في إدارة المشاريع السياحية ودكتوراه في الاقتصاد السياحي.
{ وفي الجانب الأدبي؟
– أتيحت لي الفرصة أن أقدم خمسة دواوين منها (همس الحروف، لمسة وفاء، ملك أنت، أغلى الوجود ووجع السنين)، وأيضاً حظيت بتكريم خاص من جلالة الملك “الحسن الثاني” رحمة الله عليه وحصلت على جائزة أفضل قصيدة على رثائه عندما توفي في يوليو 1999، وحظيت بتكريم الملك “محمد السادس” واستقبلني في القصر بمدينة طنجة 2001، ولي في مكتبة إذاعة وتلفزيون المغرب أكثر من (50) نصاً مجازاً كلمات ولحناً وغناء.. ولا توجد لديّ أغنية واحدة في مكتبة الأغنية السودانية.
{ أما آن الأوان ليشدو مطرب ببعض من قصائدك؟
_ بعد هذا العمر قصائدي هن بناتي ومن أراد أن يخطب أو يتزوج فليتقدم، كما أنني لا أعرض بناتي للزواج لا أعرض قصائدي، فمن أعجبته واحدة فليتفضل لعقد القران.
{ ما هي علاقة الشعر بالسياحة؟
_ علاقة الشعر بالسياحة علاقة وثيقة لأن السياحة تعتمد في الأساس على الطبيعة في التسويق والشعر أيضاً يعتمد فيه الشاعر على الطبيعة في الإبداع وهما كلاهما سفر.. السياحة سفر بالكيلومترات.. والشعر سفر بالكلمات.. والسياحة تمتع الروح البشرية والشعر يسعد الوجدان.
{ هل كان لك نشاط على أرض الواقع أم أنك اكتفيت بنشر دواوينك؟
_ كنت رئيساً للاتحاد العام للأدباء والكُتّاب العام الماضي بولاية كسلا، وقد تمكنا من إنجاز ما لا يمكن حصره، ومن ضمنه أقمنا أكثر من (40) ليلة ثقافية بين مختلف مدن الولاية للبحث عن المبدعين، وأصدرنا ديواناً يسمى (جنة الأشراف) يضم كل القصائد الجميلة التي كتبها أبناء الولاية عبر مختلف الأزمان بداية من الشاعر “توفيق صالح جبريل” حتى الشاعرة ابنة الخمسة عشر ربيعاً “خديجة شاويش”، سيتم توزيع هذا الكتاب في الأيام المقبلة، وأقمنا أيضاً داراً للأدباء والكتاب بولاية كسلا في موقع مخضر لوحة تفوق الجمال، وكل ذلك برعاية والي ولاية كسلا
ونخطط في مستقبل الأيام أن نستقبل قوافل إبداعية من الولايات.
{ ماذا تقول عن السياحة في كسلا؟
_ السياحة في كسلا تحتاج إلى الكثير على الرغم من جهد الولاية في تقديم العديد من المنتوج السياحي المتنوع إلا أن المردود لا يعتمد على الجباية والرسوم التي تتحصلها إدارة السياحة من المنشآت السياحية، وهذا لا يشكل عائداً اقتصادياً للولاية، وعلى الرغم من أن حكومة الولاية أنشأت أماكن خاصة بالسياحة والاستثمار إلا أنها تبقى مباني من غير معانٍ.. أنصح أن يعاد النظر في جميع الهياكل الإدارية والفنية التي تقوم على أمر السياحة، وأن تجعل منها رهاناً اقتصادياً لا بديل له في ولاية لا تملك إلا المال في كل شيء.
{ كتبت قصائد من داخل وخارج الوطن.. أين وجدت نفسك أكثر؟
_ وجدت نفسي في القصائد التي كتبتها داخل الوطن، لأنني حينما أكتب للوطن من خارجه بدافع الحنين والشوق والأمل في العودة واستعرض ذكريات الماضي، لكن عندما أكتب بإحساس الشاعر الذي يعيش الواقع نتبادل موضوعات يعيشها المجتمع.. يغمرني إحساس بأن هذا الوطن عبارة عن شيخ كبير.
{ ختاماً.. هل أنت راضٍ عن ما قدمته؟
_ لست براضٍ ولم أجد الفرصة كي أخدم ولايتي في مجال السياحة، وكنت أتمنى أن أخدمها بنفس الكم الذي خدمته في مجال الأدب.. لكن سنقدم مع الأيام الكثير.