مختار دفع: )الورود قصيرة الأعمار( و"محمود عبد العزيز" أيقظ وجدان السودانيين بأغنيات الحقيبة
شاعر (عمري) في حديث عن (الحوت) في ذكرى رحيله
المجهر ـ نهلة مجذوب
جميع النقاد الفنيين والخبراء الموسيقيين وكبار الفنانين والشعراء تحدثوا بإسهاب عن تفرد تجربة مطرب الشباب الراحل “محمود عبد العزيز” والإضافة الإبداعية الواضحة التي وضعها في خارطة الأغنية السودانية، كل منهم استشهد على تميز هذه التجربة بما رآه من منظوره الخاص لتتكامل تلك الشهادات وتؤكد عبقرية هذا النجم، ونحن مازلنا نعيش الذكرى الثانية لرحيله، كان لابد من وقفة مع الشاعر الذي قدم لـ(الحوت) أروع أغنياته (عمري بعدو بالساعات عشان خاطر مواعيدا)، إنه الشاعر الرقيق المرهف الأستاذ “مختار دفع الله” لنرى ماذا قال…
لسلسلة من المساحات
“مختار” بدأ حديثه إلينا قائلاً أولاً أترحم على روح فقيد الفن والإنسانية الصديق المبدع “محمود عبد العزيز”، ثم واصل حديثه قائلاً الحديث عن “محمود” يحتاج لسلسلة من المساحات والأوقات فكل جزئية عن تجربة هذا المبدع تجبرك على الحديث عنها بإسهاب الباحث، فمثلاً إذا أردنا أن نتحدث عن صوت “محمود” الفنان هذه الجزئية وحدها تحتاج لوقت كبير، لكن باختصار شديد أقول إن الله حباه بصوت فريد وقدرة عالية على الأداء والذكاء الفني جعله ينتج إنتاجاً ضخماً ورائعاً من الأغنيات الخاصة.
شكل جسراً لتلاقي الأجيال
بالإضافة إلى ذلك نجد أن “محمود” أحدث نقلة نوعية لغناء الحقيبة والتراث ليلتقطها بصوته فيشكل بها جسراً تتلاقى عنده الأجيال، وهنا يؤكد “مختار” أن “محمود” كان يدرك حقيقة الفن الرفيع ومدى تأثيره وكان يعي كفنان بضرورة تواصله مع الأجيال، لذا نجد أغنيات الحقيبة بصوته كانت ذات نكهة ومذاق خاص استقبلها الشباب بلهفة وأيقظت في وجدان أهل السودان ألحاناً خالدات ما كان لها أن تمتلك كل ذلك البريق لولا الأداء الساحر لـ”محمود عبد العزيز”.
سيظل أحد النجوم السوامق
وعن تميز “محمود” كمطرب عصري يقول “مختار” يمتاز بالإضافة لكل تلك الصفات النادرة الجميلة إنه أخذ أغنياته من مدارس متنوعة في النص واللحن، بجانب تغنيه لمجموعة من الشعراء منهم الكبار وجيل الوسط والشباب. ويرى “مختار” أن تنوع المدارس الفنية واللحنية التي تعامل معها “محمود” زاد من ثراء تجربته الإبداعية، وأشار إلى أن “محمود” سيظل أحد النجوم السوامق الذين شكلوا إضافة في فضاءات الأغنية السودانية بالرغم من قصر عمره الفني ورحيله المفاجئ عن هذه الدنيا، ويضيف قائلاً بنبرة حزينة إن الورود قصيرة الأعمار وهكذا كان “محمود” زهرة فواحة.
لقاءات فنية لم تكتمل
وفي ختام حديثه كشف “مختار” عن عدد من المشاريع الإبداعية التي كان من المفترض أن تجمعه بـ”محمود” عبر أعمال غنائية جديدة، وأكد على أن هذه الأعمال اكتمل تلحينها على يد الموسيقار الكبير “يوسف الموصلي” ومن بينها عمل بعنوان (بغني بالفرح المهاجر)، و(رد الرسالة) من ألحان الموسيقار “عبد الله الكردفاني”، إلا أن القدر لم يمهل (الحوت) ليضفي سحر صوته عليها.
وقبل أن يودعنا ختم حديثه بدعوات صالحات على روح صديقه ومعشوق الجماهير “محمود عبد العزيز”.