شهادتي لله

كُنْ راقياً . . متحضراً

أهم منهج يفترض أن تدرسه رياض الأطفال والمدارس (الخاصة) والأخرى المسماة (إنترناشونال)، هو مادة لترقية (السلوك الحضاري) بين الناشئة في بلادنا .
ليرتقي مجتمعنا الذي ما يزال متأثراً حتى في حواضره بالتربية (البدوية) أو فلنقل الريفية (البدائية)، لابد من الاجتهاد عبر المدارس، الجامعات، البيوت، المساجد وروابط الأحياء في إعادة توجيه مسار سلوكنا المجتمعي، ابتداءً من صغار السن وانتهاءً بالذين (فات فيهم الفوات) .
مستوى النظافة في “بور تسودان” الذي يتحدث عنه بإعجاب كل زائر للمدينة – رغم شح المياه المهمة دائماً للنظافة – يحسب إيجاباً لصالح (مجتمع ) البحر الأحمر، أكثر من حكومة الولاية، فللمواطن هناك دور أساسي في الارتقاء بالمظهر العام، وتقديم نموذج حضاري يحتذى به في السودان .
الخرطوم أولى بذاك المظهر وهذا السلوك، لأنها العاصمة ومركز المال والقرار  . . والتنمية والخدمات.
لكننا كمواطنين في مدن العاصمة المثلثة (أم درمان، الخرطوم وبحري) غالباً ما ننفق الغالي والنفيس في تشييد المنازل طابقاً وثانياً وربما ثالثاً ورابعاً، بأحدث التجهيزات الأسمنتية والكهربائية والحديدية والخشبية، ونستجلب أرقى أنواع الأثاث المستورد والستائر الفاخرة، بينما نسيء للشارع العام ولو على بعد (متر) واحد من باب البيت!!
قبل فترة أبدى مستثمر أجنبي مقيم في الخرطوم ملاحظة مهمة في ذات الاتجاه، قال لي: (قد يبني أحدهم في السودان قصراً من عدة طوابق يكلفه عدة مليارات، لكنه يبخل ببضعة آلاف من الجنيهات لتسوية وتجميل الشارع المطل على بيته)!!
وصدق الرجل، إذ تنفجر مواسير المياه، وتتكوم الأنقاض وتتكدس النفايات أمام منازل أثرياء أو ميسوري حال بإمكانهم إزالتها ونظافة المنطقة المحيطة بمواقع سكنهم، دون أن يخسروا ما يساوي قيمة  (نجفة) واحدة متدلية في الصالون الفخيم!!
دعونا نجعل شوارعنا في مقام بيوتنا . . اهتماماً وتقديراً وإنفاقاً دون أن ننتظر (المحليات) وهيئات النظافة.
أنشروا ثقافة (النظافة تتجاوز البيوت)، لأن الملاريا والتيفويد تأتيك من الشارع، طبقوها واقعاً عبر مجموعات شبابية تنطلق من (الفيس بوك) و(الواتس آب) بدلا من تضييع الساعات الطوال في نشر الشائعات والنكت البايخة، علموا أولادكم احترام الشارع العام في وقوف السيارات . . أوقف سيارتك كما تفعل أنت في “دبي” خوفاً من الغرامة (600 درهم) ، أو كما رأيت (الخواجة ) يفعل في أوربا . . أو في الأفلام، وليعبر المشاة الطرقات بطريقة مختلفة عن طريقة الدواب، ولا تلقوا بالفوارغ من عبوات المياه الغازية وبقايا (السندوتشات) في الطريق العام . . قد سيارتك في المسار الصحيح . . لا داعي للتخطي باليمين فلا شيء يستدعي العجلة فالموت والإعاقة لك أو للآخرين . . اسمحوا للسيارات الأخرى بالمرور . . فالذي يقود السيارة أمامك أو خلفك أو عن يسارك .. هو ليس عدوك . . ليس خصماً لك ولستما في سباق سيارات لتأتي (الأول)!! 
احترموا الآخرين في مقاعد المواصلات العامة (حافلات وبصات) وحتى طائرات . .ولا تضايقوهم بالجلوس بعشوائية (كراع هنا و كراع هناااك) .
{جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية