"أحمد سعد عمر".. كيف صوّر اجتماع الاتحاديين بـ(الأسكلا)؟!
بقلم – عادل عبده
كيف قابلت الضفة الرافضة في الاتحادي الأصل مقررات اجتماع الأسكلا الشهير التي أعلنت مقاطعة الحزب للعملية الانتخابية واستنكرت مفاوضات السيد “الحسن” حول المشاركة في السلطة خلال المرحبة القادمة؟ كان هنالك قياديان معنيان بالخطر الداهم الذي اندلق صوبهما من ذلك الاجتماع التاريخي!! الأول توجه إلى القاهرة على عجل بعد مكالمة غامضة من والده الموجود في العاصمة البريطانية.. أما الثاني فقد كان “أحمد سعد عمر” الذي تحرك على جناح السرعة وقد أصابه الدوار وهو يحاول صد مدفعية الأسكلا الثقيلة التي كسرت السياج والأسوار على نحو مختلف، حيث وجد الرجل نفسه أمام مسؤولية ضخمة تتمثل في إرجاع طوفان الأسكلا إلى الوراء حتى لا ينهدم بنيان المشاركة الذي لعب دوراً واضحاً في تشييده على رؤوس الغالبية الرافضة له من منسوبي الاتحادي الأصل.
المؤتمر الوطني لم يستوعب العاصفة العاتية ولونها الغارق في الدهشة والاستغراب.. كيف تحضر مجموعة من رجال الختمية من بينهم “وداعة عبد الله” و”محمد فائق” و”تاج السر محمد صالح” و”بابكر عبد الرحمن” و”محمد خير محجوب” و”علي نايل” و”البرعي” في اجتماع ملتهب يوجه الغضب المتفجر والسياط الحارقة للسيد “الحسن” ويحمل مولانا الأب كارثة التفاهمات المتعلقة بدخول الحزب في الانتخابات المرتقبة.. إنه انفتاح جديد يضرب في الأعماق على الصورة الكلاسيكية للولاء المبستر!!
جلس “أحمد سعد” مع المسؤول السيادي الكبير في الحكومة وقد حاول تصوير الأستاذ “طه علي البشير” على أنه الرأس المدبر لاجتماع (الأسكلا)، وأن ما حدث حراك طبيعي ومكرور من مجموعات في الحزب لا يروق لها أصلاً التقارب مع المؤتمر الوطني.. ومن جهته شعر المسؤول السيادي الكبير بأن الأمير “أحمد سعد” لم يلمس ما وراء الأكمة، حيث قال: (إذا كان “طه علي البشير” المشهود له بالاعتدال قد فعل ذلك وإذا كان رموز الختمية قد سجلوا تلك المواقف في الأسكلا، فإن الأمور في حزبهم قد وصلت إلى مفترق طرق، وغطاء المشاركة بيننا سينكشف على أوتار الاستهزاء والحسابات الخاطئة)، ثم جرى بعد ذلك اتصال هاتفي مع مولانا في لندن لم يتجاوز حدود الاطمئنان المعتادة، غير أن السيد “محمد عثمان الميرغني” لا يعرف في ماذا يفكر وماذا ينوي بعد اجتماع الأسكلا؟ هل يقطع الشوط إلى النهاية أم يتراجع في اللحظة الخاطفة؟؟ فالشاهد أن جميع الاحتمالات واردة!!
الإحساس بالألم والغبن على خطوات الدخول في الانتخابات والمشاركة التي يقودها “الحسن” كانت مخلوطة مع الشعور بالفكاهة والضحك في آنٍ واحد.. فقد كانت القائمة النسبية للاتحادي الأصل تضم شخصيات رياضية وفنية وبعض الأسماء المجهولة التي لا علاقة لها بالحزب، وربما لم يسمع هؤلاء بـ”الأزهري” و”الشريف حسين الهندي”. وبذات المنوال كانت هنالك مشاهد متطابقة ما بين السخرية والوجع تتمثل في ظهور مناديب مولانا “الحسن” في الأقاليم وهم يمثلون الحزب في العملية الانتخابية، حيث جرى اختيارهم من وراء ظهر مؤسسات الاتحادي الأصل في تلك المناطق.
كان هناك اعتراض القيادي “أبو سن الدابي” الرجل المسؤول في دارفور عن منهج الحسن.. وكان هنالك رفض الأستاذ “محمد طاهر جيلاني” المشرف الشرعي في البحر الأحمر.. وهكذا تواترت الاحتجاجات والغضب من الرموز الشرعية في الشمالية والجزيرة والمناقل والنيل الأزرق، بل إن القيادي العريق والرمز الاتحادي العم “سليمان دقي” كان خارج الصورة في العملية الانتخابية في عروس الرمال.. ومن هذا المنطلق قال القطب الاتحادي الكبير “علي حاج حامد” في اجتماع (الأسكلا) مخاطباً الحضور: (لماذا لا توجهون النقد والملاحظات بالشكل المباشر والصحيح حتى نكون صادقين في كلماتنا وتصوراتنا من وحي الضمير الذي لا يعرف المجاملة والتدليس؟).
ذهب “الحسن” إلى الخارج.. وصار “أحمد سعد” في الداخل يحاول رسم الظلال على مشهد (الأسكلا)!!