تقارير

عشرية (نيفاشا) ودموع "الطيب مصطفى"

اتفاق “غندور” و”هلال”.. متربصون بالداخل وشامتون في الخارج
هل يتم استنساخ (اتفاق الجنينة) كوصفة علاجية مع (قطاع الشمال)؟؟
يوسف عبد المنان
حديث السبت
{ مرت الذكرى العاشرة لتوقيع السودانيين على اتفاق (نيفاشا) الذي أرسى قواعد سلام دائم في البلاد أجهز عليها المتربصون بالسلام وأحالوا الأمنيات إلى خيبات.. مرت الذكرى مثل (مرور المرضي بالدبيبات)، و”المرضي” هو حاكم كردفان في حقيبة الديمقراطية الثالثة ووزير العدل الأسبق الذي (غطّس حجره)
“عثمان ميرغني” وأحاله للتقاعد الإجباري وهو في عز الشباب بالمؤتمر الوطني.. كان “المرضي” الحاكم في زيارة لنصف كردفان الجبلي أي (الدلنج) و(كادوقلي)، وفي طريق عودته أشاع البعض أن الرجل سيتوقف عند مدينة (الدبيبات) “حالياً” ومحطة القطار حينذاك، فخرجت الجماهير في هجير الصيف (ووقفت صفوف صفوف).. وعلى قول “عمر الطيب الدوش” (لازم تقيفوا صفوف صفوف وتهيجوا الخلا بالكفوف).. في انتظار الحاكم “المرضي” لرؤيته ومعانقته، والمنطقة قد ضربت مثلاً في إعلاء الانتماء القومي على النعرة القبلية، وقد اختارت د. “حبيب سرنوب الضو” أحد قيادات النوبة لينوب عنها في البرلمان رغم أن عدد النوبة في كل الدائرة لا يتجاوز حينذاك (بيوت الدريسة) في السكة الحديد وأسرة الوزير الحالي “يحيى حماد”.. عبر “المرضي” (الدبيبات) وسيارته تنهب الأرض وتثير الغبار في وجه الجماهير المسكينة، فأصبحت الواقعة مضرباً للمثل، وروج للواقعة (الجبهجية) أمثال “فتح الرحمن يوسف”.. المهم أن ذكرى توقيع أهم اتفاقية غيرت ملامح الوطن وبدلت جغرافيته لم يتذكرها أحد.. وحتى الدولة الجنوبية الوليدة التي خرجت من بين دم ولحم (نيفاشا) شغلتها عنها الشواغل.. والخرطوم التي كانت تمدح اتفاق (نيفاشا) ويغدق عليه الإعلام الحكومي الإطراء وتجميد الذين وقعوه حتى خيل للبعض أن جائزة (نوبل) للسلام قد تأتي سيراً على أقدامها تبحث عن الشيخ “علي عثمان محمد طه” لتستقر في أحضانه مكافأة له لتوقيعه على الاتفاقية، وقال حينها بروفيسور “إبراهيم غندور” وهو يخاطب حشداً لاتحاد العمال في مقره بشارع الجمهورية تمت دعوة الصحفيين إليه بكثافة: (إن توقيع الحكومة على اتفاقية نيفاشا هو الاستقلال الحقيقي لهذه البلاد).. ود. “غندور” هو القائل عشية مغادرته لإثيوبيا لمفاوضات الجولة السابعة مع متمردي قطاع الشمال: (لن نكرر أخطاء نيفاشا مرة أخرى).. إذا كان ذلك هو شأن القادة والرموز التي تصنع الحدث السياسي في البلاد.. فكيف لا يصوب زعيم التيار الانفصالي “الطيب مصطفى” سهام النقد والتجني إلى رجل كان يقود فريق التفاوض نيابة عن حكومة السودان فأصبح بعد توقيع الاتفاقية (بطلاً قومياً) وبات اليوم لحمه مباحاً لتأكله الأقلام والأفواه بعد أن ترجل أو زحزح من السلطة؟؟ وحاله كحال الشاعر القائل:
فينوس يا رمز الجمال    ومتعة الأيام عندي
لما جلوك على الملأ        وتخير الخطاب بعدي
هرعوا إليك جماعة        وبقيت مثل السيف وحدي
لم يعد هناك من في السلطة ينافح عن اتفاقية (نيفاشا) أو حتى يقول فيها قولاً منصفاً بعد أن طرد الذين فاوضوا نيابة عن الحكومة والمؤتمر الوطني في (نيفاشا) من السلطة وتم إقصاؤهم واحداً بعد الآخر، حتى (عرّاب) التفاوض وصانع الحدث حينذاك الأستاذ “علي عثمان محمد طه” أخذت تنتاشه السهام من كل جانب وهو لا يملك من يتصدى للذين يغبشون وعي العامة، بعد أن بقي مثل السيف وحده!!
واتفاقية (نيفاشا) هي ثمرة مفاوضات مارثونية بدأت منذ أيام مجلس قيادة الثورة و”محمد الأمين خليفة” والعقيد “حسن ضحوي”، مروراً بمفاوضات (أبوجا) الأولى والثانية و(عنتبي) و(فرانكفورت) و(إعلان المبادئ) وإقرار الدولة السودانية بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم بعد أن أصبح هذا الحق من مواثيق حقوق الإنسان .. وانتهت المفاوضات إلى مساومة تاريخية بين حركتين (إسلامية) و(علمانية).. أدركتا متأخراً أن التعايش بين الإسلام السياسي والعلمانية السياسية كالزواج بين الماء والنار!! لتنفض شراكة المشروعين الإسلامي والعلماني، بقيام وطنين متصارعين غير متسامحين.. وكل وطن يسعى لصياغة الوطن الآخر وفق ما يرى من خلال البندقية ودعم المعارضين والمليشيات المسلحة.. القائمون على أمر السلطة لا يعتبرون من دروس التاريخ ولا يقرأون مآلات المستقبل.. لكن أين النخب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومراكز البحوث والدراسات وأين الوسائط الإعلامية؟؟ بل أين الذين صنعوا الحدث نفسه؟؟ صحيح أن في دولة جنوب السودان بعضاً من الذين صنعوا الحدث هم في غياهب السجون قابعون وفي الغابات هائمون.. وفي عواصم أفريقيا يتجولون.. والمجموعة الحاكمة في جوبا لم تصنع (نيفاشا) وإنما كانت من المتربصين بها.. وغير بعيد عن حال الجنوب واقع الشمال الآن.. من صنعوا (نيفاشا) تسللوا خلسة من المشهد السياسي.. بعضهم بات مراقباً للأحداث متدثراً بالصمت.. وبعضهم على هامش السلطة يجلس على أصابع قدميه.. وبعضهم حمل السلاح وعاد للغابة يمني النفس بتسوية جديدة و(نيفاشا) أخرى.. غير أن الماضي لا يعود.. وما بين العقل الشرقي والغربي تبدو المفارقة الكبيرة، حيث استضافت لندن الجمعة الماضية حلقة تقييم ومدارسة عن اتفاقية (نيفاشا) بمناسبة مرور عشر سنوات على توقيعها.. وقد نقل الدكتور “عبد الوهاب الأفندي” جزءاً مما دار في الندوة، لكن التعبير الجارح لمشاعر السودانيين في الحكم بالوطنيين أي دولة الشمال ودولة الجنوب جاء على لسان د. “شراس سرينفان” مدير مركز الحكم وحقوق الإنسان في جامعة (كامبريدج)، إذ قال عن اتفاقية (نيفاشا): (إنها كانت وصفة ليبرالية لحكومة وحركة لم تكن الديمقراطية من أولوياتها).. وقريباً مما قال الأكاديمي د. “شراس” ذهب د. “منصور خالد” في كتابه التقويمي لمآلات السودان بعد انفصال الجنوب تحت عنوان (انفصال جنوب السودان.. زلزال الشرق الأوسط وأفريقيا).. قال إن الحركة الشعبية ما كانت حريصة على بنود في الاتفاقية توطن للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإقامة الدولة المدنية قدر حرصها على الاستفتاء وحمل متاع الجنوب والانكفاء على النفس بفصل الجسد عن الرأس.. لكن العقل الشرقي لا يزال يصف جغرافية (نيفاشا) وحدائقها الغناء، وقد جلب بعض السياسيين من المنتجع السياحي بعض الأشجار والزهور إلى مزارعهم حول الخرطوم ولم يجلبوا للحكم العبر والدروس المستفادة من تجربة (نيفاشا)، وإلا لما عادت الحرب للسودان مرة أخرى أشد مرارة وأوقع أثراً.. وبعد أن كانت الحرب في (مريدي) و(فرجوك) و(مقوي) و(خور إنجليز) أصبحت في (أبو كرشولا) و(خور العفن) الذي سمي بهذا الاسم لتلوث البيئة على طول مجرى الخور جراء الجثث التي تتساقط في أحشاء جبال النوبة وتتغذى بها النسور الجارحة والضباع.. لأن الإنسان في بلدي أشواقه مهدورة وطموحاته مقبورة.. وعاد بالأمس المهندس “الطيب مصطفى” (خال الرئيس) وعراب الانفصال وداعية سحق التمرد والقضاء عليه بالسلاح، ليذرف الدمع وهو يتحدث للطلاب المنتظمين في حزب المؤتمر الوطني ويهاجم “علي عثمان” بعنف لفظي، وقد أصبح “الطيب مصطفى” و”علي عثمان” نجمين لا يلتقيان في فضاء حزب المؤتمر ولا في استراحة الحكومة (الحركة الإسلامية) مثل نجمي زحل والمشتري.. ويقول العرب بين زحل والمشتري جفوة أبدية لا يقترنان مطلقاً كما يقترن المشتري والزهرة.. ويتطير العرب بالنجمين واقترانهما- أي المشتري والزهرة- يجلب الخير والبركة، ويصحب ذلك حدثاً كبيراً، ويقال والعهدة على الراوي د. “سعد الربيعي” العالم الأردني والمثقف الكبير إن اقتران المشتري والزهرة حدث مرات عديدة في التاريخ منها يوم ميلاد “عيسى” (عليه السلام) فيما عرف عند المسيحيين بـ(نجمة بيت لحم).. “الطيب مصطفى” في نسخة ما بعد (الانتباهة) ظل يرمي “علي عثمان” بالطغيان والبطش والجبروت.. لكن بعد ما فات الأوان.. وأصبحت دماء الرجل مباحة.. كأنه صنع (نيفاشا) وحده، وما كان هناك مجلس أعلى للسلام برئاسة الرئيس “عمر البشير” هو الذي يقرر في كل شيء.. حتى كتابة الشولة والضمة والفتحة وترجمة مقاصد اللغتين الإنجليزية والعربية.. لكن بعد أن تم إفشال تطبيق اتفاقية السلام وسادت روح المكايدات على النظرة الثاقبة، وانتظر رجالات الدولة في المؤتمر الوطني الشماتة في الشماليين بالحركة الشعبية حال انفصال الجنوب أكثر من انتظارهم أن تتمخض سنوات الفترة الانتقالية عن وحدة طوعية لوطن ورثناه هكذا وفشلنا في الحفاظ عليه، ليصبح سكب الدموع في الندوات.. لكن أين دموع “ابن مصطفى” حينما وقعت الاتفاقية؟؟ وقد أصبحنا نأسى على الرجل وحاله مثل حال الخليفة “المتوكل” حينما صار مطية لأخواله من الأتراك ولم يبق لـ”الطيب مصطفى” إلا أن يقول:
أليس من العجائب أن مثلي
يرى ما قل ممتنعاً لديه
وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً
وما من ذاك شيئاً في يديه!!
ما زال “الطيب مصطفى” في ساحة الجنوب يبغض من حقق له أمنيات وأشواق عبر عنها يوم أن كتب مقاله الشهير (لن أذرف دمعة واحدة إذا انفصل الجنوب).. والرجل كان صادقاً مع نفسه.. لكن كان حرياً به أن يقبّل رأس “علي عثمان محمد طه” إذا كانت (نيفاشا) من صنعه وحده، لأن “علي عثمان” حقق له بعض أمانيه في رؤية السودان ينشطر إلى دولتين.. أما بقية أمنياته فإنه لم يكشف عنها بعد.. لكن مرور عشر سنوات على التوقيع على اتفاقية (نيفاشا) حدث كان على الأقل يستحق الوقوف عنده بالتحليل والقراءة.. لماذا حدثت (نيفاشا)؟ ومن فصل جنوب السودان؟؟ وهل كان خيار دول (إيقاد) الوحدة أم الانفصال؟؟ ولماذا لم يحسم السودان ما تبقى من القضايا الخلافية قبل إجراء الاستفتاء؟؟ لقد كتب الجنرال “لازوراس سمبويا” مذكرات مجّد فيها نفسه ورسم صورة زاهية لبطولات له.. وكتبت “هيلدا جونسون” مذكراتها عن السلام في السودان.. لكن “علي عثمان محمد طه” اختار لجنة لكتابة تقويم لـ(نيفاشا) اختار لها نخبة من الأكاديميين ويشرف عليها د. “محمد مختار حسين”.. ومن الفاعلين فيها المؤرخ والصحافي “جمال الدين شريف”.. لكن متى تصدر؟؟ وهل يريد “علي عثمان” أن يتقمص شخصية “أنيس منصور” الأديب والكاتب المصري الشهير.. ما له “أنيس منصور”؟؟ نحكي قصته التي تقول إن “أنيس” لم يكتب مقالاً واحداً بعد رحيل صديق عمره “عباس محمود العقاد” الذي نعاه الصغير والكبير في مصر إلا “أنيس”.. صمت كثيراً.. ونهضت الأسئلة هل كان “أنيس منصور” و”العقاد” على خلاف وخصومة في أخريات أيام الراحل؟؟ لكن “أنيس” فاجأ القراء والوسط السياسي والثقافي في مصر بكتابه (في صالون العقاد كانت لنا أيام).. فأقبل عليه الناس إقبال الجائعين على رغيف الخبز.. وأصبح كل ما كتب عن “العقاد” في كفة وما كتبه “أنيس منصور” في كفة أخرى!! فهل يصدر كتاب (نيفاشا) باسم “علي عثمان” كمذكرات شخصية؟ أم كتاب حكومي مثل الذي أصدرته “سناء حمد” بعد الانفصال وتم توزيعه مجاناً على الناس ولم يقبلوا عليه؟؟
} عودة “هلال”.. وعودة الوعي!!
لم يطب لكثير من الصحافيين والكتاب في (الأسافير) ومواقع التواصل الاجتماعي العودة المرتقبة للقيادي في المؤتمر الوطني الشيخ “موسى هلال”.. وهؤلاء شيع وطوائف واتجاهات القوى اليسارية، خاب ظنها وفشل مخططها وخسئ حلمها برؤية الشيخ “موسى هلال” و(مجلس الصحوة الثوري) يحمل أسلحته ويصوب ذخيرته إلى صدر (النظام)، بل ذهب البعض وتمنى أن يواجه “موسى هلال” ابن عمه الأصغر العميد “محمد حمدان دقلو” الشهير بـ(حميتي).. وهؤلاء وئدت أحلامهم.. وفشل مخططهم!! وتقارب “موسى هلال” والمؤتمر الوطني.. وركب البروفيسور “إبراهيم غندور” (الصانفات) من الخرطوم إلى الجنينة للقاء “هلال” وليس نيالا يا أستاذ “عادل الباز” (يفرق كتير) بين الجنينة (دار أندوكا) مقر سلطنة (المساليت).. وديار أهلي وعشيرتي من قبيلة (خزام).. ومدينة نيالا البحير التي قال عنها صديقنا “عبد العزيز بركة ساكن” (وادي نيالا هو المكان الأسمى لممارسة الحب).. في الجنينة تمت التسوية النهائية وحُزمت الأوراق في انتظار الخطوة القادمة.. بعض الصحافيين والأستاذة “سمية سيد” (مثالاً) عدّوا مظهر الشيخ “موسى هلال” وحراسته الشخصية مظهراً غير لائق في حق السلطة ممثلة في البروفيسور “غندور”.. ما هي السلطة؟؟ وما الحكومة؟ الشيخ “موسى هلال” جزء من الحكومة.. قاتل معها في معارك دحر التمرد عن دارفور حتى انتقل “جبريل إبراهيم” و”مني أركو مناوي” من خزان (سيرو) و(كارنوي) و(أم برو) إلى (طروجي) و(هيبان) ودولة جنوب السودان!! وشيخ “موسى” رجل له مواقفه ورجاله ومناصروه من كل ولايات الغرب وليس دارفور وحدها.. والمثقفون والخريجون الذين انضموا لـ(مجلس الصحوة الثوري) بعضهم من كردفان والنيل الأبيض، بل بعض من هؤلاء الشباب لم يذهب لدارفور في حياته.. لكنه الآن مع الشيخ “موسى هلال” مناصراً ومنافحاً عنه في (مستريحة).
واتفاق (الجنينة) كان يمكن توقيعه في شمال دارفور لولا وجود السلطان “عثمان كبر” في الفاشر.. والخلاف الجهير بينه و”موسى هلال” الذي جعله منذ مغادرته الخرطوم يطرد موظفي “كبر” من محليات (الواحة) و(مستريحة) و(السريف بني حسين).. لكن في تلك المحليات توجد القوات المسلحة.. والشرطة.. وجهاز الأمن الوطني.. وظل “موسى هلال” متعاوناً مع الدولة في حفظ الأمن ودرء مخاطر التمرد.. وتأمين الطرق.. فهل “موسى هلال” متمرد ضد الدولة؟؟ أم له موقف من سياسات بعينها ورجالات بعينهم في الحكم؟؟
وبعد أن حمل البروفيسور “إبراهيم غندور” اتفاقه مع الشيخ “موسى هلال” إلى الخرطوم ليقرر فيه السيد رئيس الجمهورية، فإن الاتفاق يبقى شأناً داخلياً في المؤتمر الوطني وآثاره تنداح على دارفور أجمعها من خلال تحقيق السلام والوئام.. بيد أن اتفاق (الجنينة) حتى تجني البلاد ثماره ينبغي له إصلاح الأوضاع الراهنة في الإقليم من إعفاء الولاة، خاصة في ولايات شمال وجنوب دارفور قبل انتظار الانتخابات القادمة ليدخل الشيخ “موسى هلال” ضمن معادلات الانتخابات، ويضيف الكثير للرئيس “البشير” في صناديق الانتخابات، وقد أصبحت دارفور أكثر حاجة للتغيير دون سائر الولايات.
كما أن شباب (مجلس الصحوة الثوري) ينبغي للمؤتمر الوطني من خلال آلياته الشبابية الإقبال على توظيفهم، لأن أغلب هؤلاء كانوا حتى الأمس القريب إما في أمانات الحزب في المركز والولايات أو أجهزة الحزب الخاصة.. وعودة هؤلاء إلى حزبهم قد لا تحتاج لتفاهمات على المستوى الأعلى.. والقضايا الخاصة بالاستيعاب والترتيبات الأمنية والعسكرية تمثل مفتاحاً مهماً جداً لبقية التفاهمات.. واتفاق “غندور” و”هلال” في الجنينة هو الاتفاق الوحيد للحكومة السودانية تم فيه إعلاء الشأن السياسي على الاعتبارات العسكرية والأمنية.. فقد أسس “غندور” و”هلال” لإرادة سياسية عليا حاكمة ذات سطوة على ما دونها من التفاصيل الأمنية والعسكرية.. وهي خطوة ينبغي المضي قدماً في دربها.. ويمكن استنساخها في التفاوض مع متمردي (قطاع الشمال) ومتمردي حركتي “مناوي” و(العدل والمساواة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية