الديوان

زلابية عز النهار .. (فكة ريق) بالظهيرة

زبائنها يشترونها (محلي) و(سفري)
الخرطوم – سعدية الياس
مفارقات كثيرة يلاحظها المارة على الطرقات وفي الشوارع العامة وكذلك في الأسواق، بيع البطيخ وعرضه في الشتاء بكميات كبيرة مع أن البطيخ ارتبطت ظاهرة عرضه وبيعه في الصيف مع سخونة الجو، لترطيب الجسم حينما يشعر خلال ساعات الظهيرة بالعطش، غير أن الظاهرة التي استوقفتني كثيراً هي بيع وعرض الزلابية بالنهار في عدد من المواقع، مع أن تناول الزلابية وبيعها أيضاً كان مرتبطاً سواء في الخرطوم أو الولايات أو حتى في الريف – كالعادة – بعد صلاة الفجر مع شاي اللبن المقنن بالصباح أو عند شروق الشمس بقليل، كوجبة أو (فكة ريق) و(سندة) انتظاراً للفطور. ومرات عديدة يتم أكلها مصاحبة لشاي المغرب، وفي الحالتين لهذه الوجبة الخفيفة طقوسها باجتماع أفراد الأسرة حول (المنقد) أو الكانون لتناول (اللقيمات) أو الزلابية وهي ساخنة من الصاج أو (الطاجن)، لكن من ينظر في شوارع الخرطوم وأسواقها يلاحظ أن هناك زلابية تباع في عز النهار ومع اقتراب ساعات الظهيرة وأحياناً قبيل العصر.
(المجهر) حاولت ملامسة هذه الصيحة الجديدة للتعرف على ظاهرة بيع الزلابية بالنهار، فبمجرد اقترابي منها قابلتني بابتسامة عريضة أزالت من وجهها عناء يوم طويل، ترحيب حار ولهيب الكانون ونيرانه تعمل على تدفئة الموقع، دفء يطرد ويزيح عنك برودة الجو وزمهريره. هنا تقابل “زينب أيوب” زبائنها على مدى (26) عاماً، وقد اتخذت مقرها قبالة مركز “ألترا لاب” وبالقرب من مستشفى الأسنان في تقاطع شارع المك نمر على الجهة الغربية. “زينب أيوب” على ما يبدو عليها في عقدها الرابع ..لها قدرة فائقة في التعامل مع زبائنها بسهولة غير معهودة وخصوصاً عندما يطلب منها أحدهم وهي ترد عليه (سفري ولا محلي) ..إن كان (سفري) تضع الزلابية في كيس بلاستيكي نظيف، وإن كان العكس تجلسك على مقعد وسير وتضع صحن الزلابية …وقالت “زينب” لـ(المجهر) إن بيع الزلابية فيه اقتصاد للناس(الما قادرين يشتروا سندوتش بعشرة جنيهات). وأضافت: (عشان كده الناس بتجي تشتري مني الزلابية بالعندهم وكمان معها كباية شاي، وخصوصاً الناس البتجي المستشفى ما بحبوا أكلها وأحياناً (يعافوا) الأكل بالمستشفى لذا الزلابية (بتكون) خيارهم ووجبتهم المفضلة). إن الزلابية لها جمهور يحرص على تناولها طيلة فترة وجوده بالمستشفى كمرافقين للمرضى، وآخرون يشترونها من أجل تقديمها لأبنائهم في بالمنازل في حالة الطلبات السفرية، مؤكدة أن كثيراً من الناس يقبلون على الزلابية لكون أن سلعتها مرغوبة و(طاعمة). ومن جانب آخر تساعد “زينب أيوب” زوجها على تربية عشرة أبناء. وقالت إن رحلة كفاحها تبدأ من الفجرية حتى المغربية كي تصل أبناءها بشيء مما اغتنمته خلال يومها، ليتقاسمه الأبناء العشرة قبل أن يغشاهم النعاس في بيتها الصغير بالأزهري.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية