الديوان

الوسائط التكنولوجية المهدد العصري للحياة الزوجية

 مداخل للخيانة ومبعث للشك والغيرة
تقرير ـ آيات مبارك
تسلل الشك إلى قلب الزوج بعد أن اكتشف ارتباك زوجته وارتيابها كلما تخطى مدار هاتفها الجوال وعبث به، إضافة إلى أنها غالباً ما تضعه في الوضع (الصامت) وفي كل لمحة من الثانية تغشاه بنظرة من عينيها عسى ولعل أن تكون قد تلقت رسالة.
أما (م) ظلت تحكي بزهو لصديقتها قائلة: “لما جا يخطبني قلت ليهو: “أنا ما عندي موبايل لو عاوزني اتصل في موبايل أمي، عشان يطمئن ويجي يتقدم”، أيدتها صديقتها “مها” بقولها: “لما أتزوجنا طوالي غيرت الشريحة القديمة بواحدة جديدة “.
لا (فيس) لا (واتساب)
أما “رندا” شكت من أن زوجها حذرها قائلاً: “أسمعي لا (فيس) لا (واتساب) لو عاوزة أتونسي معاي أنا، وبصراحة أنا شاعرة بتقييد ما عادي.. حتى أولاد أهلي ما عاوزني أتونس معاهم”، ردت عليها صديقتها: “يا بت ما تخلي عقلك صغير..!! كان الراجل ده فكاك أولاد أهلك جايين ينفعوك بشنو؟؟!!”.
بينما تجعل “هادية” موبايل زوجها شغلها الشاغل، فمع كل لحظة تأتي لتبحث عن أثر لأنثى حاضرة في قلبها الممتلئ بالوساوس وغائبة عن جواله المليء بهموم العمل.
هذه بعض مشاهد تصف حال الأزواج وتأثير الوسائط التكنولوجية عليهم، ودخولها بين (بصلة الزوجة وقشرة الزوج) إلى تحريك رياح التغيير من كل الاتجاهات لتعصف ببنيان آيل للسقوط أو منزل صلد البنيان، هل وجود الشك يعني النهاية؟ وإذا علم أحد الطرفين بالخيانة ماذا يجب أن يكون رد الفعل؟ وهل بعد تسرب الشك سينام الأزواج غريري الأعين؟ كل هذه الأسئلة حملتها (المجهر) لتبحث بين التجارب علها تجد إجابات:
الصراحة راحة
تحدثت إلينا (م) خريجة قالت إن خطيبها ينزعج من أية مكالمة تأتيها وأي شخص يعرف رقم موبايلها باعتبار أنه حيضرها أو يأخذها منه.
وقال “حسن” موظف بإحدى الشركات الخاصة: لما أشوف استخدام البنات للموبايل بشعر بي طعم الخيانة يسري في حلقي وأشك في حبيبتي.
ثم أضاف “حسن عبد الله” – طالب: “بدلاً من هذا الشك والبحث والتقصي يجب وجود الصراحة بين الطرفين والحكي بكل الحركات والسكنات وعلى رأي المثل الصراحة راحة.
أما “هدى” – ربة منزل فقالت: “بصراحة أنا التلفون ده لو قلت ما بفتشوا كضابة”.
بينما قال (ن) – أعمال حرة: هذا الموقف حدث لي شخصياً زوجتي استطاعت الوصول إلى حسابي في (الفيس بوك) وأنا أدردش مع  زوجة صديقي المتوفى التي طرحت لي نفسها للزواج، ومن ذاك اليوم وحتى الآن هي في منزل والدها، وأنا ليس لدي دخل فيما حدث، فزوجة صديقي هي التي طرحت نفسها، لذلك يجب أن لا يعبث أحد الطرفين بتلفون الآخر، فالتلفون استعمال لشخص واحد فقط.
وحكت (أ) موظفة بأسى وحزن عميق شعرت بخيانة زوجي.. لأنه لا يترك الموبايل خلفه أبداً.. يصحبه أينما حل.. لكن في مرة كان طالع صلاة الصبح.. فنقبته وبحثت فيه ووجدت ما كنت أخاف منه، ومنذ ذلك الوقت أنا على هذا الحال وصرت في شكٍ دائم بدلاً عن الاستقرار.
أما (ن) فحكت قائلة: بصراحة الخيانة أصبحت لا تعني لي شيئاً طالما أني أنجبت منه أولاد.. يا بت قالوا: (الراجل ضل ضحى).
خيوط تقود إلى الشك
ولكل هذه التفاصيل الشائكة آثرت (المجهر) أن تلتقي بالأستاذة والباحثة النفسية “نانسي محمد” والتي تحدثت قائلة: الحياة الزوجية مترابطة المعاني، فالحب تتبعه الغيرة التي لابد من وجودها وهي تضفي على الحب نوعاً من الجمال، لكن الغيرة عندما تتجاوز حدودها الطبيعية تتحول إلى (شك) فتتولد ثغرة كبيرة قد تودي بحياة الأزواج إلى الهاوية، وربما يكون (الشك) مرضاً نفسياً وهذا غالباً ما يؤدي إلى جريمة لأن هناك بعض الأزواج لا يستطيعون التحكم في أنفسهم، فالشك يقتل المودة والعاطفة خصوصاً وأن الشك النفسي مبني على الأوهام والظنون. وأضافت أستاذة “نانسي” قائلة: قد يكون الشك نابعاً من الدونية، وهذا غالباً ما يكون مرده إلى اختلاف البيئة التي نشأ فيها أحد الطرفين باعتبار أن أحد الزوجين قد ينجذب إلى امرأة أكثر جمالاً أو امرأة تميل إلى رجل أكثر وسامة، وفي هذه الحالة قد يكون الانفصال هو الحل الناجع لأن هذه الأزمة إحدى مسبباتها النشأة وليس لأحد الأطراف يد فيها.
وختمت أستاذة “نانسي” حديثها ببعض النصائح في حالة تسرب الشك: أولاً في بعض الأحيان قد تكون (الصراحة الزائدة) في حد ذاتها مبعثاً للشك أو الإسهاب في الحديث عن الماضي، لكن وجود الصراحة المعقولة يبعد كثيراً من المشاكل ويغلق الكثير من الأبواب.
وهناك خيوط تقود إلى الشك مثل المبالغة في الزينة والخروج في أوقات غير مناسبة أو الإسراف في التعطر والزينة والاهتمام الزائد عن ما سبق، ولكل ذلك يجب على الأزواج أن يراعي مشاعر الآخر وأن ينصب كل الاهتمام بالطرف الآخر، أو اختصار الطرق بالزواج مرة أخرى بالنسبة للرجل أو الطلاق حتى لا تحول حياتك والطرف الآخر إلى الجحيم، لكن بالنسبة للوسائط التكنولوجية هي ليس سوى معبر للتلاقي وباب قصير لدخول أسوار الحياة الزوجية، ويعتبر الجفاف العاطفي والروتين والعناد الزائد باعثاً رئيسياً لخلق فجوة مما يشجع على الخيانة، لكن إذا تحقق أحد الطرفين من خيانة ما وتأكد جيداً عليه أن يجلس مع الطرف الآخر (جلسة صفاء)، ربما تعود الأمور إلى نصابها فقد تكون الخيانة (عابرة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية