أخيره

توجيهات بإنارة شوارع محلية كرري و"نمر" يوزع الحلوى للمسيحيين الإثيوبيين

جلسة في بيت “الهندي”
والي الخرطوم يكشف عن أسباب تعثر كبري الدباسين
كتب – يوسف عبد المنان
استقبلت أسرة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ “الهندي عز الدين” ظهر أمس الدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم واللواء “عمر نمر” معتمد الخرطوم والأستاذ “الصادق محمد حسن” معتمد محلية كرري، وما بين حديث الترحيب بسلامة العودة من رحلة علاج امتدت لشهور بجهورية ألمانيا الاتحادية شكلت بشفاء الأستاذ “الهندي” من آلام في الساق وإجراء عملية جراحية لطفلته الصغيرة “رتاج”.. وهموم الحاضر السياسي من واقع إعلان البروفيسور “إبراهيم غندور” لنتائج ترشيحات الدوائر الجغرافية والقائمة النسبية وقائمة المرأة فاض الشارع السياسي بأحاديث من شاكلة من جاء من النجوم ومن اختفى من المشهد.. ولماذا تنازل المؤتمر الوطني عن الدائرة (….) للأحزاب.. ومن هم أصدقاء المؤتمر الوطني المحظيون بالعطايا وهدايا العام الجديد.. حيث سجلت التجربة السودانية سابقة فريدة في التاريخ أن يحمل حزب كبير مثل المؤتمر الوطني حلفاءه على أكتافه حتى يدخلون للبرلمان أفواجاً فرحين لا بعرق جبينهم وخدمة (ضراعهم) ولكن بكرم شريكهم الكبير في السلطة والمؤتمر الوطني بقدر ما هو فظ غليظ القلب مع حاملي السلاح والمتمردين عليه فقد أثبت أنه حزب عطوف رحيم رقيق كالنسيم مع من يحب من الأحزاب وقديماً قال شاعر الدوبيت في بادية دار حامد “تيراب” وهو يمدح الرئيس السابق “جعفر نميري” (عينك حمراء وعندك رحمة للمسكين).. بعيداً عن أحاديث المجالس التي سلخت جلد (نملة) المؤتمر الوطني.. كان د. “عبد الرحمن الخضر” قد أمضى أكثر من ساعتين في ضيافة أسرة “الهندي”.. يداعب الطفلة البريئة “رتاج” ويهاتف وزراء حكومته متابعاً شؤون الولاية..ولكن القضايا العامة قد طغت على جلسة أنس ظهيرة (الأربعاء) وما بين الطرق والجسور وإنارة الشوارع واحتفالات أعياد الميلاد أفصح والي الخرطوم بإفادات مهمة بعد أن ارتدى صاحب الدار الأستاذ “الهندي” ثياب الصحافة.. لتحضر في حضرة د. “الخضر” حزمة من القضايا قال فيها ما هو للنشر وآخر (للعلم) والصحافة تستخدم ما للعلم بعيداً عن صرح وأكد وقال .. لكن “الخضر” أجاب على سؤال (المجهر) عن أسباب تعثر قيام جسر الدباسين حتى اليوم ليقول الوالي بصراحة شديدة إن المشكلة في المقاولين والشركات التي تولت تشييد الجسر بالجديد.. وقد حدث خلاف كبير في بادئ الأمر بين الاستشاري الألماني والشركة الصينية المنفذة حيث تم تشييد الأعمدة الخرصانية.. لكن الاستشاري الألماني غادر السودان لخلاف فني مع الشركة الصينية التي في وقت لاحق اكتشفنا أنها صنعت حديداً مضروباً في الصين كان يمكن أن يتسبب في كارثة وعندما تم فحص الحديد وجدنا به عيوباً كبيرة. ونشب خلاف معها وتمت الاستعانة الآن بشركة صينية لاستيراد الحديد من بكين ليتم فحصه في مصر ثم يأتي السودان وهي عملية صعبة وفيها مضيعة لكثير من الوقت!
وعن جسر المنشية الذي تناولت الصحف عن اكتشاف عيوب فنية فيه كشف د. “الخضر” الحقائق كاملة وقال إن الجسر لم يتعرض لأية تصدعات وكل الذي حدث أن الفيضان قد أثر على بعض الأعمدة غير الأساسية وتمت معالجة انجراف التربة ورغم ذلك تحوطاً تم منع الشاحنات الثقيلة من المرور مؤقتاً على الجسر.
وفي رده على سؤال وجهه الأستاذ “الهندي” لوالي الخرطوم عن الأسباب التي جعلت شوارع محلية كرري مظلمة طلب الوالي تحديد أي شارع مظلم.. ورد “الهندي” قائلاً شارع الأبراج المؤدي لهذا المنزل ظل مظلماً دون إضاءة، وقال “الصادق محمد حسن” معتمد كري إن محليته تعاني من نقص في أعمدة الإضاءة فأصدر الوالي توجيهات فورية للوزير مهندس “أحمد قاسم” وزير البنى التحتية بتوفير أعمدة إضاءة لشارع الأبراج من شارع النيل حتى الحارات (20) والحارة (21) وأحياء الواحة شرق وغرب والحتانة. وكشف الوالي عن توجيهات أصدرها بتقليل عدد الأعمدة الكهربائية للشارع الدائري جسر الحتانة وحتى مدينة الصحافيين لكن الشركة أزالت كل الأعمدة.
ووجه معتمد كرري بإعادة إضاءة الشارع.. لكن المعتمد “الصادق محمد حسن” وهو من الكفاءات التي أثبتت قدرتها ووجدت الفترة القصيرة التي أمضاها في محلية كرري قبولاً من المواطنين اعترف المعتمد بأن البيوت المهجورة تشكل خطراً أمنياً على الأحياء وأن محلية كرري مهتمة جداً بالوضع الأمني في الحارة (100) حيث مساكن الصحافيين.. لكنه قال إن الصحافيين حتى اليوم لم (يسكنوا) حارتهم وتركوا بيوتهم للآخرين.. وعن شارع الثورة بالوادي قال إن العمليات الجارية لتوسعته قد تأخرت بسبب عدم انسياب التمويل.. وفي الحال تناول د. “عبد الرحمن الخضر” هاتفه ليسأل الوزير “عادل محمد عثمان” أمين بيت مال ولاية الخرطوم أو “يونس الدكيم” الجديد عن انسياب المال لبعض الشركات العاملة في كرري فطمأن الوالي معتمد كرري بأن بداية الصرف في (15) يناير وستنساب استحقاقات الشركات العاملة في محلية كرري.
وعن أزمة المواصلات التي تعيشها ولاية الخرطوم وأصبحت هاجساً يؤرق المواطنين.. قال إن القضية الجوهرية في ضعف تعريفة النقل بالولاية الشيء الذي يجعل القطاع الخاص غير متحمس على الإطلاق للدخول في الاستثمار في قطاع المواصلات لذلك لجأت الولاية للدعم المباشر وغير المباشر .. وتخلصت من أسطولها من البصات الكبيرة للمواطنين بالبيع الإيجاري.. ولكن التعريفة الضعيفة جعلت البصات تتوقف.. والآن اتجهنا للقطار والنقل النهري لتخفيف حدة الأزمة التي نعترف بها.. ولكننا لا نقف مكتوفي الأيدي لدينا جهود كبيرة.. ولن نلغي الدعم للطلاب والفقراء.. وسيظل الطلاب في الجامعات والمدارس يتنقلون بنصف القيمة.. وذلك من أجل تسيير العملية التعليمية.
وقبيل زيارة والي الخرطوم د.”عبد الرحمن الخضر” لمنزل الأستاذ “الهندي عز الدين” كان الوالي قد طاف على طوائف الكنائس الشرقية مهنئاً بأعيادهم.. وبالمناسبة والي الخرطوم وحده من المسؤولين في حكومتنا من نظر وقدر أن هناك قطاعاً كبيراً من المواطنين السودانيين وغير السودانيين يحتفلون بأعياد لهم وزار الكنيسة الشرقية في الخرطوم وأم درمان وربما شغلت تقارير بعثة الحج وترتيبات الحج القادم والعمرة القادمة السيد وزير الإرشاد والأوقاف عن إلقاء التحية على المسيحيين.. واللواء “عمر نمر” معتمد محلية الخرطوم قبيل أن يرافق الوالي د. “عبد الرحمن الخضر” لأم درمان زار الكنيسة الإثيوبية بالخرطوم وهو يحمل كميات كبيرة من الحلوى والشكولاتة.. للقساوسة من الكاثوليك والأرثوذكس الذين استقبلوا الجنرال “عمر نمر” بالحفاوة.. وربما ساعدت خلفية “نمر” التخصصية حيث عمل في أهم فرع لجهاز الأمن والمخابرات في السابق  يهتم بالثقافات والأديان والعقائد والقبائل في البلاد.. وعندما سأل الأستاذ “الهندي عز الدين” الوالي الذي هو أيضاً بعيد عن صفته التنفيذية يعتبر من قادة حزب المؤتمر الوطني وعضواً في مكتبه القيادي عن كيفية تنازل (الوطني) عن بعض الدوائر.. لكن “الخضر” قبل أن يجيب على الهندي رد السؤال هل أنت راغب في خوض الانتخابات مرة أخرى لتشكل لنا إزعاجاً مثل الانتخابات السابقة؟.. ضحك “الهندي” وقال لا.. لا .. قصة الانتخابات وأسباب دخولي الماضي طويلة جداً. وكانت في ذلك الوقت هناك منافسة حقيقية الآن الانتخابات (باردة).. ضحك الجميع.. وقال “الطيب سعد الدين” الصحافي والإعلامي إن “الهندي” في الانتخابات الماضية (قوم نفسنا)!! قال الوالي إن المؤتمر الوطني تنازل عن (30%) من الدوائر ولم يحجر على الآخرين منافسته في بقية الدوائر قد يخرج المؤتمر الوطني من الانتخابات فقط بنسبة (50%) إذا نجحت الأحزاب في المنافسة ونحن لا نخاف الأحزاب صغيرة أو كبيرة.. وتناول عدد المقاعد الجغرافية للبرلمان القومي التي تم التنازل عنها وقال  ستة دوائر.. وحوالي (12) دائرة في المجلس التشريعي.. واعتبر دخول شخصيات قومية من ولاية الخرطوم لها عطاؤها مثل “عبد القادر سالم” و”سارة أبو” وبعض نجوم المجتمع مسألة مهمة جداً وتؤكد بأن المؤتمر الوطني ليس حزباً ينظر فقط لمكاسبه الخاصة وإنما يمد بصره نحو القوى المجتمعية الواسعة وغادر د.”عبد الرحمن الخضر” ووفده بعد الساعة الرابعة مساء وضم الوفد إلى جانب الوالي ومعتمدي الخرطوم وكرري الأستاذ “الطيب سعد الدين”.. والأستاذ “يوسف المغربي” وشارك في الحديث والأسئلة الصحافي الكبير “عبد الباقي خالد عبيد”.. بينما كانت الطفلة الصغيرة (رتاج) فاكهة الجلسة الاجتماعية الثقافية والفنية..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية