خطاب السيد «إسماعيل الأزهري».. صباح الاستقلال
ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪ “ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻷﺯﻫﺮﻱ” ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﻋﻼﻥ اﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺭﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1956 ( 1/1/1956) :
(ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻳﺎ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻳﺎ ﻭﺍﻫﺐ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻧﺤﻤﺪﻙ ﻭﻧﺸﻜﺮﻙ ﻭﻧﺴﺘﻬﺪﻳﻚ ﻭﻧﻄﻠﺐ ﻋﻔﻮﻙ ﻭﻏﻔﺮﺍﻧﻚ ﻭﻧﺴﺎﻝ ﺭﺷﺪﻙ أﻥ أﻧﺖ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻴﺲ أﺳﻌﺪ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺷﻌﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻳﺴﺘﻜﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻭﺗﺘﻬﻴﺄ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ، ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﺃﻭﻝ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1956ﻡ، 18 ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺳﻨﺔ 1275ﻫـ ﻧﻌﻠﻦ ﻣﻮﻟﺪ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻟﻴﺨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺭﻗﻌﺘﻪ ﻭﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﻣﺰﺍً ﻟﺴﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﻋﺰﺗﻪ .
ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺣﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻧﻬﻀﺘﻨﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ إﻻ ﺑﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻃﺮﺡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻭﺃﻥ ﻧُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺠﺴﻴﻢ إﺧﻮﺓ ﻣﺘﻌﺎﻭﻧﻴﻦ ﻭﺑﻨﻴﺎﻧﺎً ﻣﺮﺻﻮﺻﺎً ﻳﺸﺪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀﺎً ، ﻭﺃﻥ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﺄﺑﻨﺎﺀ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪة ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻗﻮﻳﺔ .
ﻭﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻧﻤﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷبي ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺘﻪ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﻭﺟﻬﺎﺩﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﻤﺮ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ. ﻭﺃﺭﻯ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋليَّ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﺯﺟﻲ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺃﻭﻓﺘﺎ ﺑﻌﻬﺪﻫﻤﺎ ﻭﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺎﻠﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1953ﻡ، ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺎﻥ ﻋﻠﻤﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺭﺗﻔﻌﺎ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺳﺘﺔٌ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻟﻴﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎً ﺧﻔﺎﻗﺎً ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻞ.
ﻭﻳﻬﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺠﻞ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻟﻠﻬﻨﺪ ﻭﺍﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺷﺎﺭﻛﺘﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﻮﺩ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺎﻡ . ﻛﻤﺎ ﺃﺳﺠﻞ ﺷﻜﺮﻱ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﻧﺔ ﻭﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﺖ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻨﺎ ﻭﺭﺿﻴﺖ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺮﺭﺍً ﺃﻥ ﺗﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ، ﻭﻻ ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﺠﻞ ﺷﻜﺮﻱ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ، ﻭﻳﺸﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﺜﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺿﺒﺎﻁ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ .
ﺇﻥ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻗﺪ ﺻﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻓﻨﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻧﺘﻪ ﻭﺳﻴﺼﻮﻧﻪ . ﻭﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﻧﺎ ﻓﺴنمضي ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﺎﺩﻳﻨﺎ ﻭﺭﺍﻋﻴﻨﺎ ﻭﻣﺆﻳﺪﻧﺎ ﻭﻧﺎﺻﺮﻧﺎ، ﻭﺇﻥ ﻳﻨﺼﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻏﺎﻟﺐ ﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ).
إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍلأﺯﻫﺮﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ