توقيعات 2014م
شكل خطاب الوثبة في فبراير هذا العام الحدث السياسي الأول، ثم تداعت الأحداث سراعاً طوراً بتقارب الإسلاميين.. وحيناً يتباعد المسافة بين الوطني وحزب الأمة.. حتى ذهب الإمام “الصادق” للسجن ومعه انتهت حقبة التوادد والتواصل بين أكبر حزبين في الساحة.. ليعود “الصادق” للمعارضة الخارجية.. وتنتظره الحكومة بحزمة بلاغات وإجراءات في الداخل ليصبح “المهدي” و”عرمان” و”جبريل إبراهيم” و”مالك عقار” في مركب واحد ومصير مشترك.
غادر القمران النيران في سماء الإنقاذ “علي عثمان محمد طه” ود.”نافع علي نافع” مواقعهما التنفيذية في الدولة وفقدا مناصبهما في الحزب كأهم حدث شهده العام الماضي، وصعدت في سماء الدولة شخصيات بديلة، فسد الفريق “بكري حسن صالح” ثغرة الجهاز التنفيذي بهدوء وحكمة.. وبزغ نجم البروفيسور “إبراهيم غندور” كشخصية متصالحة مع الآخرين.. يتسم خطابها بالعقلانية وسلوكها بالتوافق.. وعفة اللسان والمقدرة المدهشة في التواصل مع الآخر.. فيما كسبت الدولة نجماً في وسط الملعب أضفى الحيوية والنشاط في جسد الدولة بحركته الدءوبة ونشاطه، إنه الدكتور “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب الرئيس.
في الجهاز التنفيذي أثبت “بدر الدين محمود” كفاءته كوزير مالية.. لا يكثر من الحديث مثل سلفه “علي محمود” ولم تشكُ ولاية من تعسف في تعاملاته.. ومعه من الشباب القادم.. “ياسر يوسف” وزير الدولة بالإعلام والذي يمضي بخطى ثابتة كرجل دولة محترم جداً.. وقد نجح “ياسر يوسف” حينما أسند إليه الرئيس ملفات خارجية أيما نجاح، حتى قال البعض إن المؤتمر الوطني يجهز لاعباً احتياطياً لخلافة “علي كرتي” في وزارة الخارجية.
على جبهة المعارضة احتفظ د.”حسن الترابي” زعيم حزب المؤتمر الشعبي بتوهجه القديم.. وشكل حضوراً في المنابر.. والصحف.. وحينما يتحدث تثير كلماته زلازلَ في الساحة الداخلية والخارجية.. ومع “الترابي” بزغ نجم “إبراهيم الشيخ” رئيس حزب المؤتمر السوداني كواحد من أبرز المعارضين المبتدئين.. خاصة بعد رفضه تقديم اعتذار عن كلمات قالها بحق القوات النظامية ليعفو عنه الرئيس بعد أن اقترب من المثول أمام المحكمة.. وفي دهاليز الحوار الوطني قدم “فضل السيد شعيب” رئيس حزب الحقيقة نفسه كقيادة جديدة.. بينما شهدت مواقف المهندس “الطيب مصطفى” انعطافات حادة جداً بتبني الرجل لخط سياسي مناهض لترشيح “البشير” ثم فقدانه لصحيفته (الانتباهة).. وإصدار (الصيحة).. ليذهب “الطيب” لتأييد (اتفاق باريس) بين “الصادق المهدي” والجبهة الثورية.. ولكنه في الأيام الأخيرة يعود إلى لغة تقريع دعاة السلام بالانبطاح!!
ثقافياً لم تشهد الساحة ميلاد شاعر في الساحة وارتفعت أصوات “أزهري محمد علي” ناقماً على الحكومة، وظل “هاشم صديق” ثابتاً على مواقفه القديمة منافحاً بالحرف والعقيدة من أجل وطن حر ديمقراطي.. وخبا بريق “روضة الحاج” وغيب الموت شاعر أم درمان تحتضر د.”محمد الواثق”.. ولكن جاءت الحكومة بالوزير “الطيب حسن بدوي” وهو شاب أعطى في الحقل الرياضي وبدأ الآن ضخ الدماء في شرايين الجسد الثقافي المسيحي منذ سنوات.
رياضياً شهد العام الحالي خروج الأندية السودانية من البطولات الأفريقية.. واحداً بعد الآخر.. وتعرض الهلال لانتكاسات كبيرة.. وزلازل أفقدته أعمدته الأساسية.. وذهب أفضل لاعبيه لفريق المريخ.. وجلس (الكاردينال) على مقعد الرئاسة محمولاً على أكتاف “الأمين البرير”.. وحرم الغياب عن الوطن “صلاح إدريس” من رئاسة الهلال، وسقط أهلي عطبرة من قطار الممتاز من خلال جسور وكباري عابرة للمدن.. وعاد أهلي مدني للدوري الممتاز وانضم مريخ كوستي لمنظومة الكبار.
إعلامياً.. جاء “الزبير عثمان للإذاعة” و”السمؤل خلف الله” للتلفزيون، وتراجعت صحف كبيرة وصعدت أخرى صغيرة.. ولا يزال في عام 2014م، بضع ساعات قبل أن يرحل في منتصف ليل اليوم (الأربعاء).