شهادتي لله

الوطن ليس ملكاً للمؤتمر.. ولا الحركات

انفتاح كل مكونات المجتمع (الحية) نحو الحوار الوطني مع قوى وفصائل ومجموعات معارضة (مدنية) أو (مسلحة)، هو السلوك الموجب والمطلوب، فالوطن ليس ملكاً للمؤتمر الوطني وحده، ولا هو حكراً عليه، ولا على حركات دارفور وقطاع الشمال وتحالف (الجبهة الثورية) وقوى الإجماع، بل هو وطن الجميع، سلامه وأمنه واستقراره وتنميته تهم كل مواطن سوداني داخل وخارج البلاد .
ولهذا فإن مبادرة مجموعة (سائحون) في الحوار مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال لإطلاق سراح أسرى الحرب من الطرفين كمقدمة لمجمل قضايا السلام والتحول السياسي بالبلاد، هي خطوة مهمة في طريق التفاعل الواعي والحكيم مع مشكلات البلد.
 ورغم تأكيدي على رأيي بأن الحوار (الأنجع) هو الذي تمثل الحكومة المالكة للسلطة والثروة  أحد طرفيه، إلا أن (احتجاز) قضايا الوطن الكبرى في (أدراج) مكاتب بضعة مسؤولين بالدولة، لا ينطوي على خير ولا يبشر بأفق جديد .
فلتدعُ الحكومة جميع الفئات، الجماعات والأفراد القادرين على المبادرة والفعل والاتصال، إلى التصدي لواجباتهم الشرعية ومسؤولياتهم الأخلاقية تجاه هذا السودان العزيز الذي أعطى – على فقره – لبنيه وما استبقى شيئاً، علَّم بالمجان، وابتعث للدراسات العليا في بريطانيا وغيرها آلافاً من نجبائه بالمجان منذ خمسينيات القرن الماضي، وعالج الملايين بالمجان، جمع وآوى وظلل علينا وعلى جيراننا شرقاً .. وعلى بعض من شعوب غربنا الأفريقي فكان واحة رغم الهجير، وموطناً جديراً بالتقدير رغم التباين والتخاشن والدموع !!
انفتحوا على بعضكم بعضاً.. مجموعة تحاور حزب الأمة، وأخرى- غير مكلفة من الحكومة – تفاوض الحركات، وثالثة تفاوض من أجل تغيير سلمي الشيوعيين والبعثيين والناصريين و (حق) والمؤتمر السوداني، ورابعة تلتقي مع (الاتحاديين) بكافة أجنحتهم، توحدهم وتحفزهم للعمل من أجل وحدة الوطن.
أعجبني دكتور “الجميعابي” وهو يصف في أحد (قروبات) (إسناد الحوار)  “ياسر عرمان” بـ (الزعيم)، رغم اختلافي المعلن مع الأخير، وإعلانه – “الجميعابي” – استعداده للذهاب لمحاورة  (الحركة) دون حاجة لـ(بدل سفر) !!
كلها تطورات إيجابية مفرحة.. نرجو أن تشجعها الحكومة.. وتستوعبها (الحركات).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية